باسم عبد الحميد حمودي مساء الخميس الماضي أعلن عن رحيل الصديق العزيز الأستاذ داود سلوم ، احد ابرز رواد التراث الشعبي العراقي الباقين  ، بل هو أمير هذا التراث الذي وهبه (ابو محمد) معظم أيام عمره الحافل بالخير .
 زاملت داود سلوم باحثا في مجلة (التراث الشعبي) التي نشرت له أهم بحوثه في علم الحكاية الشعبية وفي التراث الشعبي المقارن ،والفقيد سابق  لكثيرين في الاهتمام بالفولكلور العراقي وفي دراسة مضامينه والكتابة عن تفاصيله . لم يمت داود سلّوم فستظل كتبه التي قاربت الخمسين ودراساته المنشورة في مجلات (التراث الشعبي ) العراقية و (المأثورات الشعبية)  القطرية و(الثقافة  الشعبية) البحرينية و(الفنون الشعبية ) المصرية  ، في الأمثال والحكاية الشعبية والصناعات والأحلام وسائر أصناف الفولكلور العراقي والفولكلور المقارن ، كل ذلك يؤذن ويوضح ان منجز سلّوم  الفكري سيظل مرموقا ومصدرا مهما من مصادر الدراسة الفولكلورية في العراق.    روى لي  د. طالب الخفاجي رئيس جامعة الأكاديميين العراقيين (وهو صديقنا المشترك) أن سلّوما (ويشغل منصب المساعد العلمي لرئيس الجامعة) كان في الثالثة بعد الظهر من يوم وفاته يتحرك ببطء في ساحة الجامعة قاصدا غرفته فأسرع الخفاجي ليعينه حتى اقتعد كرسيه متعبا وهو يشكو انخفاض ضغطه ،وأسرع الخفاجي ليرسله الى بيته في الكرادة التي أحبها وأحبته  ، وبعد سويعات جاء الهاتف  من (ام محمد) المصدومة بوفاة ذلك الإنسان العالم .  الموت حق،ولكن داود سلّوم البالغ من العمر 82 عاما كان يعمل في الجامعة وفي مثل هذه الأيام المتجوهرة ناراً،وهو المصاب بضغط الدم وبالتهابات الرئة  مضطرا ، اذ لابد من العمل ليعيش بمستوى جيد وهو الأستاذ الجامعي المتقاعد الذي خرج من جامعة بغداد براتب لايسد شيئا وهو الباحث المحقق الذي يحتاج الى المادة لا إلى بيته ومستوى عائلته فقط بل للحصول على احدث الكتب في العلوم التي يهتم بها :الأدب المقارن ، الفولكلور ، علم اللغات، علم التحقيق وسواها.  داود سلوم صاحب كتب (الحكاية الشعبية العراقية) و (النقد المنهجي عند الجاحظ) و(تأثير الثقافة العربية في الثقافات الأوروبية) ، وكان آخر كتبه (ديوان التفتاف) في الحكاية الشعبية البغدادية ،وهو تحقيق مهم لكتاب الكرملي، وقد أصدرته له  (دار المدى) منذ فترة وجيزة. الحديث عن داود سلوم الباحث والعالم والصديق طويل يستحق المطولات وعزاؤنا اننا نحاط بكتبه ودراساته الغنية وبتلامذته الذي يذكرون جهده الثقافي الكبير.