TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > الإرهــاب وســيلـة أم غـــايــة؟

الإرهــاب وســيلـة أم غـــايــة؟

نشر في: 15 أغسطس, 2010: 06:31 م

حسين علي الحمدانيكاتب وباحثيعتبر العنف بمختلف أشكاله من أقدم الظواهر المتأصلة في المجتمعات الإنسانية التي يعتبر الصراع أحد أهم سماتها، وقد تنامت وتعاظمت هذه الظاهرة  على مستوى العالم دون استثناء بشكل ملفت رغم الجهود التي تبذلها الدول في نطاقها المحلي عبر الكثير من القوانين والتشريعات
  أو على مستوى التحالف الدولي عبر عمليات وضربات عسكرية استباقية من أجل محاربة هذه الظاهرة والتي يطلق عليها – الإرهاب- وما ازدياد العمليات الإرهابية في مناطق عدة من العالم إلا دليل على ذلك.وهذا الازدياد شمل الكم والنوع معا حيث كانت العمليات الإرهابية تقتصر على التفجيرات ، بينما نجدها الآن تشمل عرض البحار والمحيطات عبر عمليات قرصنة واسعة النطاق. لذا نجد بأن مصطلح الإرهاب بات الأكبر والأشد لفتاً للانتباه على الصعيد الدولي والملتقيات العالمية ووسائل الإعلام بمختلف أنواعها، غير أنه بات في الوقت نفسه المصطلح الأكثر إثارة للحروب والصدامات والاصطفافات والأشد تبايناً في المفاهيم والتفسير والاجتهادات، فكل طرف أو تحالف في جعبته تعريفه ومفهومه وتفسيره لمعنى الإرهاب، وكذلك مبرراته ومسوغاته لممارسته أو التصدي له، وفقاً للحسابات والمصالح الخاصة به أو بذلك الطرف أو ذاك التحالف. وحيث أن الحسابات والمصالح الخاصة بكل طرف نسبية ويمكن أن تتباين أو تتقاطع مع حسابات ومصالح طرف ثان أو ثالث، فإن زاوية النظر والرؤية والموقف منها بالضرورة تعزز أجندة الأهداف التي تتباين بالتالي المواقف حولها، ويصبح العمل المشروع لدى طرف معين، باطلاً لدى طرف آخر. والتعريف الدقيق للإرهاب غائب ولكن كلمة terrorism تعني ترويع ورعب وخوف شديد واضطراب عنيف وانه بمثابة القتل والاغتيال والاختطاف والتخويف والتدمير واحتجاز الرهائن وتفجير القنابل والسطو والنهب وإحراق المباني والمنشآت العامة وبشكل عام لكل فعل ارهابي سمات هي عمل عنيف يعرض الأرواح والممتلكات للخطر و موجه إلى أفراد او مؤسسات او مصالح تابعة لدولة ما, وأيضا  يسعى الى تحقيق أهداف سياسية.ويعرف الاتحاد الأوربي الإرهاب على انه "العمل الذي يؤدي لترويع المواطنين بشكل خطير، او يسعى الى زعزعة استقرار أو تقويض المؤسسات السياسية او الدستورية او الاقتصادية او الاجتماعية لإحدى الدول، او المنظمات، مثل الهجمات ضد حياة الأفراد او الهجمات ضد السلامة الجسدية للأفراد او اختطاف واحتجاز الرهائن، او إحداث أضرار كبيرة بالمؤسسات الحكومية او اختطاف الطائرات والسفن ووسائل النقل الأخرى، او تصنيع او حيازة المواد آو الأسلحة الكيماوية والبيولوجية، او إدارة جماعة إرهابية او المشاركة في أنشطة جماعة إرهابية".أما وزارة الدفاع الأمريكية فعرفت الإرهاب على إنه" الاستخدام المدروس للعنف او التهديد باستخدامه لإشاعة الخوف بغرض إجبار او إكراه الحكومات او المجتمعات على تحقيق أهداف سياسية او دينية او إيديولوجية" أما المؤلف " أرنولد" فيعرف الإرهاب على أنه ظاهرة وصفها أسهل من تعريفها، والمؤلف "شميدت" اعتبر أن الإرهاب أسلوب من أساليب الصراع الذي تقع فيه الضحايا الجزافية أو الرمزية كهدف عنف فعال، و يقدم لنا "بيسيوني" تعريفاً حديثاً حيث يقول: "الإرهاب هو استراتيجية عنف محرم دولياً تحفزها بواعث عقائدية ( أيديولوجية ) أو تتوخى إحداث عنف مرعب داخل شريحة خاصة من مجتمع معين لتحقيق الوصول إلى السلطة للقيام برعاية لمطلب أو لمنظمة بغض النظر عما إذا كان مقترفو العنف يعملون من أجل أنفسهم ونيابة عنها أم نيابة عن دولة من الدول “.ويمكن القول إن غياب الاتفاق الدولي عن الحد الأدنى لتعريف مفهوم الإرهاب وقف حائلاً حتى الآن دون تبني تعريف مقبول لمصطلح الإرهاب.. إذن فالإرهاب هو استخدام طرق عنيفة كوسيلة الهدف منها نشر الرعب للإجبار على اتخاذ موقف معين أو الامتناع عن موقف معين. ومن هذا التعريف يتضح لنا أن ملامح جريمة الإرهاب تختلف عن غيرها من الجرائم في: 1 ـ أن الإرهاب هو وسيلة وليس غاية. 2 ـ أن الوسائل المستخدمة عديدة ومتنوعة وتتميز بطابع العنف وتخلق حالة من الفزع والخوف خاصة إذا ما تعددت وسائله كالتفجير بالسيارات والأحزمة الناسفة واستخدام غاز الكلور كما حصل في العراق. 3 ـ الحديث عن جريمة الإرهاب لا يثار إلا إذا كانت هناك مشكلة سياسية أو موقف معين، وفي قول آخر فريقان مختلفان، وغالباً ما تكون هناك أسباب سياسية لهذه الجرائم.4 ـ عدم مراعاة حقوق الأقليات، عدم مراعاة حق الشعوب في تقرير مصيرها. 5 ـ عدم احترام حقوق الإنسان. أما في العراق فان قانون مكافحة الإرهاب رقم 13 لسنة 2005 الصادر عن الجمعية الوطنية عرف الإرهاب في المادة الأولى منه بما يلي "كل فعل إجرامي يقوم به فرد أو جماعة منظمة استهدف فردا أو مجموعة أفراد او جماعات او مؤسسات رسمية او غير رسمية أوقع الأضرار بالممتلكات العامة او الخاصة بغية الإخلال بالوضع الأمني او الاستقرار او الوحدة الوطنية او إدخال الرعب والخوف والفزع بين الناس أو إثارة الفوضى تحقيقا لغايات إرهابية " وبديهي جدا أ

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram