علاء المفرجي
يترأس المخرج وكاتب السيناريو أندريا بالورو ( ميدياس، هانا، مونيكا) لجنة تحكيم طلاب الأفلام التي ستمنح وللسنة العاشرة جوائز فينيسيا كلاسيك للمسابقات المعنية لأفضل فيلم تم ترميمه ولأفضل فيلم وثائقي عن السينما. ستتألف لجنة التحكيم من 24 طالبًا، كل منهم موصى به من قبل أساتذة الدراسات السينمائية من مختلف الجامعات الإيطالية، DAMS ومن جامعة كا فوسكاري في البندقية.
كلاسيكيات البندقية هو القسم الذي قدم منذ عام 2012 العروض العالمية الأولى في مهرجان البندقية السينمائي لمجموعة مختارة من أفضل ترميم كلاسيكيات الأفلام التي نفذتها خلال العام الماضي أرشيفات الأفلام والمؤسسات الثقافية وشركات الإنتاج في جميع أنحاء العالم.
وفي ليلة الافتتاح، المخصصة لجينا لولوبريجيدا، ستعرض فيلم (الزوجة الضالة) للمخرج ماريو سولداتي حيث تقدم واحدة من أفضل أدوارها، والفيلم الوثائقي الذي نادرا ما يعرض من تأليف أورسون ويلز في عام 1958، صورة لجينا، التي كان يأمل أن يبدأ بها سلسلة من صور الأشخاص والأماكن لشبكة البث الأمريكية ABC.
ففي نهاية القرن المنصرم وتحديدا، وبعد ما يقرب من مئة عام من تاريخ السينما، وتحديدا مطلع الثمانينيات ذلك القرن، بدأت الحاجة الى التفكير بإيجاد حلول سريعة لإنقاذ السينما العالمية من الخطر الذي يحدق بها، وبدأ كثيرون يلتفتون إلى أهمية إنقاذ الأفلام القديمة، وهو ضياع الكثير من الافلام وتلفها.
هذا التفكير شغل بشكل أساس السينمائيين انفسهم، قبل أن يشغل عشاق السينما، بل والذاكرة الثقافية للشعوب، وكان في مقدمة هؤلاء السينمائيين مخرجون مشهورون ومؤثرون مثل ستيفن سبيلبرغ ومارتن سكورسيزي، وقد قام العديد منهم ببناء مؤسسات غير ربحية لإنقاذ المئات من الأفلام وتحويلها إلى نسخ رقمية عالية الجودة.
وقد اهتم مارتن سكورسيزي بهذا المجال عندما لاحظ أن فيلمه "الثور الهائج" مهدد بالضياع، وبعدما رأى العديد من الأفلام تتلف بعد سنوات قليلة من إنتاجها، وأدى قلق سكورسيزي إلى التفكير بشأن الحاجة إلى حفظ الصور المتحركة القديمة إلى إنشاء "مؤسسة الفيلم"، وهي منظمة غير ربحية تهدف للحفاظ على الأفلام منذ عام 1990، وانضم إليه فيما بعد صانعو الأفلام الذين خدموا في مجلس إدارة المؤسسة لفترات طويلة، مثل وودي ألن وستيفن سبيلبرغ وغيرهما، ومن خلال الشراكة مع الأستوديوهات السينمائية الرائدة أنقذ ما يقارب 600 فيلم. وقد تأسست هذه المؤسسة في عام 2007 مؤسسة "مشروع السينما العالمية" التي تهتم بالمحافظة على الأفلام المنسية وترميمها.
وبفضل مؤسسة السينما العالمية تم ترميم الفيلم عام 2011 في مختبرات المؤسسة بمدينة بولونيا في إيطاليا وتطلبت العملية أكثر من 1500 ساعة. على الرغم من أن الفيلم انتشر على شكل رقمي أو VHS إلا أنه كان بنوعية رديئة والنسخة الوحيدة الباقية للفيلم كانت النسخة الموجبة مع ترجمة إنكليزية يملكها صانع الفيلم بيضائي. وهي نسخة تالفة مع وجود خدوش وثقوب وتراكب في الإطارات. فكان الترميم يحتاج إلى كمية كبيرة من التصليح المادي والرقمي.
وسرعان ما شملت عملية الترميم أفلام من السينما العربية حيث انصب التركيز في مصر على إنقاذ أفلام يوسف شاهين وحفظ أرشيفه السينمائي، حيث قامت مدير شركة أفلام مصر العالمية المنتجة ماريان خوري ابنة شقيقة يوسف شاهين، في عملية ترميم 20 فيلما (من إنتاج الشركة)، لتكون المرحلة التالية من الترميم باقي أفلام شاهين التي أنتجتها شركات أخرى.
وفي أحدى دوراته نظم مهرجان القاهرة السينمائى الدولى ندوة "الحفاظ على التراث السينمائى وترميم الأفلام" والتي حرص على حضورها الندوة: متخصصون ومخرجون في هذا المجال وتحدثوا فيها عن "مشروع السينماتيك المصرى والأرشيف".