TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كلام ابيض: النفط .. وعود كاذبة

كلام ابيض: النفط .. وعود كاذبة

نشر في: 15 أغسطس, 2010: 06:47 م

 جلال حسن يعتبر تعهد وزارة النفط بزيادة كميات الوقود للمولدات، وتعديل الحصة المقررة  من 20 إلى 25 لترا لكل كيلو فولت خلال شهري آب وأيلول، وثيقةً لا تقبل النقض طالما أن التعهد  جاء من جهة رسمية موثوقا بها، وفق اعتبارات مهنية في وزارة ذات شأن في الاقتصاد، وشأن في تغذية عجلة الحركة العامة للبلد.
وزارة النفط تدرك في حساباتها وقبل غيرها، أن الزيادة ناتجة من الفائض العام في الإنتاج المحلي. وبالتالي تستطيع ان تقضي على أي أزمة محتملة، ولا تسمح للسوق السوداء ان تستغل الفرصة بزيادة أسعار الوقود. وبهذه الزيادة أهابت الوزارة بزيادة اشتغال ساعات عمل المولدات،نافية في الوقت ذاته ان تحصل اي زيادة في اسعار المشتقات النفطية, ولا نية لها في الزيادة مستقبلاً.بهذه التصريحات الناعمة، نستطيع ان نحمد الله على هذه الوزارة الرؤوم التي تشعر بمعاناتنا في صيف لاهب، وانقطاع دائم للتيار الكهربائي ، وأنها بلا شك تدرك حجم ما نقاسيه يوميا من احتباس نفسي يكاد ينفجر من شدة الحر في أي لحظة، وتجعل من برودة المكيفات زرق هدوء مثلجة، ليس على تخفيف سيل المعاناة المتكلسة بل التخلص من لزوجة الرطوبة المزعجة، وتعطيل العمل قسرياً.من هنا يمكن ان نضرب مثلا بسيطا على ما نعانيه يوميا في مؤسسة إعلامية  مثل "المدى", حيث ان الحصة المقررة لها من  دائرة توزيع المنتجات النفطية في الخلاني وبدمغة زرقاء على  دفتر التجهيز المرقم 14801بحدود 980 كليو فولت ، إذن تكون الحصة المقررة بحدود 24500  لتر شهرياً وهذا ما ثبت على بطاقة التجهيز لعام 2010، ولكن المستلم فعليا من تلك الدائرة لا يتجاوز الـ 10 آلاف لتر فقط  شهريا ، بعد إجراءات استلام بشروط  لا يوجد لها مثيل في كل العالم من حيث تحديد حجم تانكي السيارة ومطابقة الأرقام التي تريدها ،و تأجير سيارات خاصة وانتظار طويل خلف طوابير تبعث الضجر والسأم .  اما باقي الكمية  والذي يقدر 14500 لتر فان مصيره مجهول بحجة ان كميات الوقود قليلة ولا تسد  الحاجة الفعلية، لاسيما مع ارتفاع درجات الحرارة، فتضطر المؤسسة إلى شراء الوقود من السوق السوداء وبأسعار خيالية تصل الى 900 دينار للتر الواحد.لا نريد أن نتهم أحدا بخصوص الكمية المسروقة من حصتنا المقررة، ولكن نجد أحيانا في ردود القراء على ما ينشر بشأن وزارة النفط وعقودها الاستثمارية الجبارة وإنتاجها المذهل، ما لا نستطيع أن ننشره لأسباب كثيرة منها الجارح  والمؤلم  ومنها المخل بالذائقة العامة ، وكلام آخر تعرفه الوزارة جيداً.rnjalalhasaan@yahoo.com

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram