علي حسن الفواز

تضعنا ذكرى تأسيس جريدة المدى أمام تاريخ تنويري للصحافة العراقية، ولجدّتها في صناعة خطاب يتجاوز النمطية والتقليدية، ويفتح لنا مسارا واسعا لما يصنعه هذا الخطاب من اسئلة تتنامى مع مسؤوليات البناء المؤسسي والمهني، وحيازة الرؤية الموضوعية واستحقاقاتها، وسعيها في تنمية ضرورات التفاعل مابين التحوّل الديمقراطي واحتياجات التأسيس الاعلامي والثقافي، وعلى نحوٍ يجعل من تكاملهما حافزا على صياغة مشروع وطني للبناء والتنوير والتواصل..

طوال عشرين عاما كانت المدى أفقا واعدا للتجدد، ومنصة اعلامية وثقافية استطاعت التعاطي مع اسئلة التحول الديمقراطي، ومع استحقاقات مشروع الدولة الوطنية بوعي ونقد فاعلين، مثلما كانت جزءا من الرهان الكبير على وعي شروط التحرر والتحديث، وتقويض ذاكرة الاستبداد، وعلى وفق خيارٍ تبنّى تقديمَ خطابٍ شجاع له هويته، وخصوصيته وتنوعه، لاسيما في المجال الثقافي، وعبر تنوع اتجاهاته ومستوياته ومحاوره، والذي اسهم في دعم واسناد برامجنا الثقافية الادبية والفنية، وهذا ماجعل مؤسسة المدى على صلة دائبة ودائمة مع سؤالنا الثقافي النقدي المعرفي والتجديدي، ومع كل الجهود الداعمة لرهاناته، على مستوى صناعة الخطاب والكتاب، والانخراط في برامجه واهدافه الكبرى الداعية في تكريس قيم الدولة الجديدة، وقيم العدالة والسلم الاهلي والشراكة الوطنية ومواجهة كل مظاهر الرثاثة والارهاب والفساد..

كل عام والمدى تُجدد حضورها في المسار المهني والوطني، وامنياتنا لها ولفريقها التحريري بالسداد والنجاح والتميّز.