علي حسين
منذ صدورها قبل "20" عاماً سعت (المدى) الصحيفة لتبنّي منهج الدفاع عن قضايا المواطن البسيط ووقفت بصلابة وهي تحارب أمراء التطرف سواء كانوا من الإرهابيين أم المفسدين.. فيما سعت المدى المؤسسة لدعم حرية الصحافة والدفاع عن الرأي الحر.
كانت أول من تصدى لقضايا الفساد الكبرى، ورفعت شعار الحرية والأمان للمواطن العراقي.. حاربت شيوخ التطرف وتصدت لهم حينما حاولوا خلط الدين بالسياسة.. إنها صحيفة مفتوحة الرئتين لكل هواء نظيف.. كانت ولا تزال وستظل جزءاً من عقل الصحافة العراقية النظيف.. العقل الذي يحدد كل يوم القضايا التي تطرح بجرأة ومن دون هوادة أو خوف، والاشتباك مع الأفكار الخاطئة، التي ينبغي هدمها وإفساح الطريق أمام فكر جديد.
(المدى) الصحيفة القادرة على اكتشاف المواهب وإفساح الطريق لها، لتعيد الدفء والسعادة لروح الصحافة العراقية.. إنها (المدى) التي لا تحتاج ملايين العراقيين للاحتفال معها، لكنها تحتاج إليهم لتحتضنهم بقلبها العامر بالحب والمفعم بالأمل.. إنها (المدى) فخر أن تكون وأن تبقى.. جريدة ذات أشواك وورود.. فخر أن تكون واجهة المجتمع المدني المدافع عن حقوق الإنسان.. فخر أن يكون صوتها قوياً صادحاً بقضايا الناس.
من يتسلح بمهنية (المدى) وجرأتها وشفافيتها هو الذي يكتب له البقاء. التسامح السياسي هو الذي جعل (المدى) الساحة التي تضم كل ألوان الطيف السياسي العراقي، يتحاورون ويدشنون ثقافة الاختلاف والاحترام المتبادل.
نحتفل بدخولنا العام الحادي والعشرين، وننتظر العام الثاني والعشرين، ونسعى إلى أعوام جديدة، لأننا نؤمن أنّ هذه البلاد لا يمكن لها أن تظلّ تحت رحمة مَن يعتقد أنّ الحكم ليس شراكة في الأحلام والنوايا الصادقة.. سندخل عاماً جديداً من عمر (المدى) ونحن نحاول أن نتجدد فى ظل ثورة اتصالات وانفجار وسائل التواصل الاجتماعي، وأن نسعى للحفاظ على مهنة الصحافة التي باتت مهددة فى حاضرها ومستقبلها. وأن نسهم بالقدر المستطاع في أن تبقى المدى المؤسسة والصحيفة منبر فكرٍ ورأيٍ وثقافةٍ في وطن يستحقّ منّا أن نقدّم له الأفضل دوماً، ورغم تغيّر الزمن إلا أن (المدى) ستبقى مثل شجرة السرو في رائعة تولستوي الحرب والسلم، لا تعترف إلا بالحياة والتجديد الدائم، قد تسقط منها أوراق بسبب عواصف الزمن، لكن أغصانها ستظل تنمو وتزداد ، والذين يسألون ما سبب نجاح (المدى) يعرفون جيداً أنهم جزء من هذا النجاح، والذين يكرهون صراحة أن (المدى) صحيفة ناجحة، يعرفون جيداً أنهم أيضا سبب في نجاح (المدى).
هذه هي (المدى)، كل ما فيها هو السعي نحو مدى أفضل، وكل من يعمل فيها يشعر أنها مداه لوحده. وكلّما صدر عدد جديد يدرك القراء أنهم حقا من يملك صحيفة المدى .