TOP

جريدة المدى > سياسية > تقرير أميركي: خلاف ساكو والكلداني يفاقم أزمات المسيحيين في العراق

تقرير أميركي: خلاف ساكو والكلداني يفاقم أزمات المسيحيين في العراق

نشر في: 6 أغسطس, 2023: 11:48 م

 ترجمة: حامد أحمد

في تقرير لها عن معاناة المسيحيين في العراق منذ العام 2003 على يد تنظيم القاعدة ومن ثم تنظيم داعش الارهابيين، اشارت وكالة (اسوشييتدبرس) الأميركية الى ان ازمة أخيرة أضيفت الى مشاكلهم تمثلت بالخلاف بين بطريرك الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم الكاردينال لويس ساكو، المعين من قبل بابا الفاتيكان، وبين زعيم فصيل مسلح صاحب نفوذ في منطقة سهل نينوى.

 

على الرغم من تحرير منطقة سهل نينوى، موطن مسيحيي العراق في شمالي البلاد، من قبضة تنظيم داعش منذ ست سنوات مضت، ما تزال هناك بلدات ومناطق سكنية وقرى تتخللها الأنقاض وآثار الحرب، وهناك بيوت مسكونة قليلة ولا تتوفر خدمات أساسية مثل الماء. كثير من المسيحيين تخلوا عن مناطقهم وغادروا الى أوروبا وأستراليا او الولايات المتحدة، وآخرين يحاولون اللحاق بهم.

أبناء الأقلية الدينية المسيحية التي تتناقص اعدادها على نحو كبير، تنصدم الان بأزمة ثانية ذات صبغة سياسية في خلاف بين شخصيتين مسيحيتين، هذا الخلاف يضاف الى معاناة المسيحيين العراقيين الذين غالبا ما يشعرون بالتهميش على الصعيد السياسي. بصيص الأمل الذي منح لهم بعد زيارة بابا الفاتيكان فرانسيس الى العراق عام 2021 ما برح ان تلاشى بسرعة. ويقدر عدد المسيحيين في العراق اليوم بحدود 150 الف نسمة مقارنة بتعدادهم الذي كان يفوق 1.5 مليون نسمة قبل العام 2003.

وكان التوتر السياسي قد برز الشهر الماضي عندما انسحب الكاردينال لويس ساكو من مقره في بغداد وانتقاله الى إقليم كردستان بعد ان سحب رئيس الجمهورية، عبد اللطيف رشيد، المرسوم الجمهوري الخاص بتعيين الكاردينال ساكو بطريركا على الكنيسة الكلدانية في العراق.

ساكو قال بانه لن يرجع الى بغداد لحين أن يعاد الاعتراف بتنصيبه وفق المرسوم. وتشكل مغادرته إضافة أخرى للشعور باليأس بين كثير من المسيحيين.

سرى سالم، ناشطة اجتماعية مسيحية في بغداد، تقول "بالطبع ان هذا الامر يؤثر على معنوياتنا ويؤثر علينا نفسيا. فكأنما تشعر بانك في عائلة بدون أب."

وكان مسيحيون قد نظموا احتجاجا صغيرا في بغداد حول مغادرة ساكو، ولكن سالم علقت على هذا بالقول "الاصغاء الى صوت المسيحيين هو آخر ما يعني القادة العراقيين."

ساكو يقول ان هناك حملة شنت ضده من قبل زعيم حركة بابليون، ريان الكلداني، الذي شكل فصيل بابليون المسلح الذي حارب داعش وما يزال يحتفظ بنفوذ له في سهل نينوى. وفازت حركة بابليون بأربعة مقاعد للمسيحيين من بين خمسة في الانتخابات البرلمانية لعام 2021. ساكو يعتقد بان الكلداني يسعى للسيطرة على اوقاف المسيحيين وممتلكاتهم. أما الكلداني فانه يوجه نفس تلك التهم ضد ساكو.

قال ساكو للاسوشييتدبرس بعد أيام من وصوله الى أربيل ورحب به المسؤولون الأكراد هناك بحفاوة "أنا اتصدى لهذه المليشيات والآخرين الذين يريدون مصادرة أملاك المسيحيين. بالطبع انه ليس هناك من يدافع عن المسيحيين سوى الكنيسة."

من جانبه يصر الكلداني على انه ليس له دور بعملية سحب المرسوم الجمهوري الخاص بتنصيب البطريرك ونفي الادعاءات بانه يسعى للاستحواذ على أوقاف الكنيسة.

وقال الكلداني "أنا ابن هذه الكنيسة، ومن واجبي احترام الكنيسة، ولكن من غير اللائق ان يتهم رجل دين شخصا بدون أي دليل ."

وكان الكلداني قد اتهم ساكو ببيع ممتلكات تابعة للكنيسة، وهي مزاعم ينفيها البطريرك، ورفع كذلك دعوى قضائية ضد ساكو يتهمه بالقذف، ولكن الكلداني قال بانه مستعد للقاء مع ساكو للمصالحة.

ساكو رفض المقترح، وقال "الكلداني له مليشيا، وولاؤه ليس للكنيسة. انه شخص لا يوثق به."

الفاتيكان بقيت صامتة على نحو كبير. سفارتها في بغداد قالت في بيان بان الدستور العراقي يضمن بان رؤساء الكنائس هم مَن يديرون أملاك الكنيسة.

مسؤول رفيع من الفاتيكان، لم يكشف عن نفسه، قال ان المرسوم ليس ذو أهمية طالما ان هناك ضمانات في الدستور. وقال ان سلطة الفاتيكان لا تريد ان تتدخل في الخلاف الحاصل ولكنها دعت ساكو الى تهدئة التوترات مع السلطات العراقية في سبيل المسيحيين العراقيين.

في سهل نينوى وتحديدا في قرية باطنايا يمتلك، لورانس صباح، معملا صغيرا لصناعة الماسحات، يقول انه غير مكترث للمشاكل الحاصلة بين ساكو والكلداني، بقدر ما هو مكترث بمشاكل أخرى متعلقة بالخدمات في مناطقهم.

يقول صباح "ليست هناك خدمات، حتى الماء في أحيان كثيرة يكون غير متوفر، وان 70 الى 80 % من المنازل متضررة او محطمة".

وأشار الى انه يفكر بالالتحاق بوالديه واخوته الذين استقروا بكاليفورنيا في الولايات المتحدة. على بعد مسافة 8 كيلومترات من باطنايا حيث بلدة تلكيف في سهل نينوى، يمتلك هناك رعد أكرم محل تجهيز مواد كهربائية، ويقول انه بعد ان نزحوا هو وعائلته من البلدة بعد قدوم داعش فانهم منذ ذلك الحين لم يلمسوا أي اهتمام لا من الحكومة ولا من الكنيسة.

وقال أكرم "لم نر البطريرك ابدا. بالطبع نحن لا نرضى بما حصل له.. ولا ارضى ان يتعرض لأذى. ولكن البطريرك لم يقدم لنا أي شيء كان من المفترض ان يقدمه."

ويقوم اكرم بتشجيع أولاده للبحث عن مستقبلهم في الخارج. حيث قال "لم يبق شيء في العراق، خصوصا بالنسبة للمسيحيين."

عن: وكالة (اسوشييتدبرس) الأميركية

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

صقور السُّنة يتهمون المالكي بتعطيل
سياسية

صقور السُّنة يتهمون المالكي بتعطيل "العفو العام": الغضب سيتوسع

بغداد/ تميم الحسن انطلقت تظاهرات في الموصل ضد إيقاف قانون العفو العام، ويتوقع سياسيون سُنّة أن الغضب سيتوسع.وفي المقابل، تجري محاولة شيعية لـ"تطويق الأزمة"، حيث دعا الإطار التنسيقي إلى اجتماع طارئ لكل القوى السياسية.ومساء...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram