TOP

جريدة المدى > هلا رمضان > المسحَّراتي والتَّسحير.. (أيام زمان)

المسحَّراتي والتَّسحير.. (أيام زمان)

نشر في: 16 أغسطس, 2010: 06:21 م

عادل العاملكان المسلمون الأوائل يُمسكون عن الأكل و الشرب ، وفقاً لطبيعة عهدهم آنذاك ، بأذان ابن مكتوم ، بعد أن يكونوا قد أفطروا بأذان بلال الحبشي ، و كانوا يتسحّرون و يستعدون لصلاة الفجر ، حسب تعاليم الرسول صلى الله عليه وآله و سلم ، الذي أوصى بضرورة السحور لأنه بركة.
و لم تبق الحال هكذا ، بالطبع ، بعد أن اتسعت المدن و كثر الناس و تغير نمط حياتهم اليومية ، فأصبحت هنالك حاجة إلى وسيلة أخرى لتنبيههم أو إيقاظهم قبل الإمساك ، ليكون لديهم وقت لتناول طعام السحور. و هكذا تولى بعضهم القيام بهذه المهمة تطوّعاً أو لقاء مقابل عيني أو نقدي.و قد عُرفت هذه الشخصية الرمضانية في مختلف البقاع الاسلامية ، في القرى و الارياف و المدن . غير أن مظاهر التسحير ووسائله كانت تختلف نوعاً ما من بلدٍ إلى آخر ومن فترة زمنية إلى أخرى. فقد كانت هناك في الدولة العباسية ببغداد موائد للسحور عامة مزينة بالقناديل المضاءة ، مثلما كانت الحال أيام الفاطميين بمصر . و كان المحتسب و أعوانه هم الذين يتولون مهمة إيقاظ الناس أو تنبيههم للسحور .و مع انحطاط الدولة العباسية وهيمنة العناصر الأجنبية على مقدرات البلاد و فقدان الأمن و الاستقرار و تردي أحوال الناس الاقتصادية و الاجتماعية فقد الكثير من الطقوس و التقاليد الرمضانية ، ومنها التسحير  ، رونقه و الاهتمام به على الصعيد الرسمي . و ظهر أفراد يقومون به  على نحوٍ فردي أو مع آخرين ، فيضربون الدفوف أو الطبلات عند أبواب المقتدرين من الناس و المناداة باسمائهم مع الإشادة بمنزلتهم الاجتماعية على صوت الطبلة و المزمار و غيرهما، كما في بعض المدن المصرية. بينما يكتفي المسحّرون في العراق بالتجوال وقتَ السحور في أزقة الحارات و هم يوقظون النيام بأصوات طبلاتهم أو طبولهم و نداءاتهم الدينية . أما في الصومال (أيام زمان)، فكان المسحرون يطوفون في الأحياء الشعبية و هم ينشدون مع الطبلة أغنية متوارَثة مفادها(استيقظ يا نائم قمْ امـــلأ بطنَـــك  مما أعَدّتهُ لك َ زوجتك الماهرة  و يا حسرة إذا كانت غير شاطرة فإنك حتماً يا غلبان ستموت من الجوع و أنت ظمآن)!طريفة                                       كلوا .. فالأذان لم يصل بعد !انتبهَ قومٌ في شهر رمضان وقتَ السحور ، فقالوا لأحدهم ، وكان فيه شيء من الغفلة : أنظر ، هل تسمع أذاناً ؟ فمضى عنهم ساعةً ثم رجع فقال : كلوا و اشربوا ، فإني لم أسمع أذاناً إلاّ من مكانٍ بعيد !rn rn 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

عيدالفطر المبارك في ربوع وادي الرافدين..بانوراما حافلة نسيجها الحب والتواصل والأفراح

عيدالفطر المبارك في ربوع وادي الرافدين..بانوراما حافلة نسيجها الحب والتواصل والأفراح

احمد كاظممناسبة العيد في ضمائر العراقيين لحظة تاريخية فارقة، فبعد عناء شهر كامل من الصوم يأتي عيد الفطر كمكافأة عظيمة للصائمين، ولا يذكر العيد، الا وذكرت (العيدية) والحدائق ومدن الألعاب والدواليب والملابس الجديدة التي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram