TOP

جريدة المدى > هلا رمضان > الغذاء والدواء للصائم في شهر رمضان

الغذاء والدواء للصائم في شهر رمضان

نشر في: 16 أغسطس, 2010: 06:23 م

  إعداد/مريم جعفر مع توالي أيام الصيام في الشهر الكريم تكـثـر الأسئلةماذا نأكل؟ وكيف نأكل؟ وهل هناك مدى للسعرات اللازمة للجسم بعد ساعات الحرمان من الطعام؟ وكيف يمكن تفادي التداخلات الغذائية؟التداخلات الغذائية وإراحة الجسميقدم الدكتور مصطفى عزيز  نوفل  اختصاصي التغذية عددا من المؤشرات والنماذج التي تحقق أقصى استفادة من كل ما نأكل ونشرب، خصوصا في ظل نظرة البعض للغذاء نظرة سطحية خالية من الفهم حيث يراها أنها الطعام الذي لابد من أن يتناوله ولا يعنيه أن يعرف نوعية
 وفائدة الغذاء وكميته أو عناصره الغذائية .ويرى الدكتورمصطفى  أن الأطعمة المفيدة للجسم بكل عناصرها كماً وكيفاً متوافرة ومعروفة، لكننا نرتكب خطأ فادحا بالإسراف في تناولها، وفي هذا إجهاد للجسم وإرهاق لأعضائه من دون فائدة .ويقول "ان الافراط في تناول الطعام يؤدي إلى اضطراب أجهزة الجسم المختلفة ويعد بداية لزيادة الوزن التي تؤدي في نهايتها إلى الاضطرابات المرضية، لذلك فالمنطق يحتم علينا التنوع والاعتدال في الكمية والنوعية تبعا لحاجة الجسم من السعرات الحرارية اليومية، هذا مع الوضع في الاعتبار نوعيات الغذاء الثرية التي تملأ طاولاتنا خلال شهر رمضان المبارك" .ويضيف: دعونا نرى ماذا يفعل الجسم إزاء ما يدخله من الغذاء؟ وهل له موقف محدد أو رد فعل واضح تجاهه؟ وهل تخضع أجهزة الجسم الحيوية بكل تركيباته المعقدة وتستسلم لهذا التداخل الغذائي دون مشاركة أو انفعال؟والحقيقة أن التداخلات الغذائية ظاهرة طبيعية يعيشها الناس بكل مظاهرها الحقيقية، فبعض الشعوب لا تتمكن من تناول الغذاء الأمثل، ولأسباب متعددة يظل أغلب طعامها محصورا في بعض الأطعمة مثل كثير من القبائل الآسيوية التي تتغذى على الأطعمة النباتية فقط وسكان المناطق الباردة يمكنهم العيش سنوات طويلة على البيض واللحوم والأسماك، وهناك بعض النباتيين الذين يحذفون كل الأطعمة الحيوانية من وجباتهم بما فيها أغذية الألبان ومنتجاتها بينما نجد أن هذه الأغذية نفسها المستبعدة من الألبان ومنتجاتها تعتبر الوجبات الأساسية لبعض المعمرين في مناطق مختلفة من العالم .إذن كيف تتوافق أجسام كل هؤلاء البشر مع اختلاف غذائهم اليومي؟ لا شك أن أجسامهم قد نظمت نفسها وتكيفت وعدلت نظمها الحيوية لتتداخل مع غذائها لتحقيق أقصى استفادة منه، وتزداد تداخلات الجسم وضوحا مع صعوبة تحقيق الفوائد الصحية المتوقعة للجسم من تناوله الكثير من المنتجات الغذائية التي تم تدعيمها بعناصر مغذية مختلفة، ويختلف حدوث هذه الفائدة بين الناس مع عدم ضمان استمرارها، وربما يعتمد ذلك على وجود بعض الفروق بين الأجسام، كما قد يعزى إلى وجود التداخلات الجسمية مع كل ما يدخل إليه من غذاء ومن تداخلات غذائية .ولأن الأطعمة الرمضانية ثرية في كميات الدهون والسكريات بشكل لا نهائي حيث يكفي أن نقول إن قطعة واحدة من حلوى الكنافة المصنوعة في المنزل تعادل غذاء كاملا في يوم عادي فما بالنا بمختلف الأنواع الأخرى من هذه الأطعمة مثل الحلوى والمشهيات والمحشيات والمكسرات وغيرها ما يؤدي الإسراف فيها إلى نتيجة سريعة في زيادة الوزن لدى كثير من الأفراد، ولكن في ظل نظرية التداخلات الغذائية فإن تأثيرات نوعية وكمية الطعام يختلف تأثيرها من شخص إلى آخر، وما يؤيد ذلك أن التقديرات العالمية للاحتياجات الغذائية لجسم الإنسان تختلف من وقت إلى آخر ولا تبقى على نفس معدلاتها السابقة، ففي بداية القرن العشرين كان متوسط التوصيات الغذائية المسموح بها من البروتين للشخص البالغ 100 جرام / يوم، ومن الدهون 100 جرام أيضا، ومن الكربوهيدرات 400 جرام يوميا بينما كانت قبل بداية القرن التوصيات الغذائية من البروتين تصل إلى 280 جراما في اليوم، أما الآن فقد هبط المعدل إلى 70 جراما في اليوم، بل إن كثيرا من الأفراد يمكنهم العيش أصحاء على كمية من البروتين تصل إلى 40 جراما يوميا، وفي الوقت نفسه هناك بعض الناس يتناولون 140 جراما من البروتين يوميا من دون أن تظهر عليهم أي أضرار .كل ذلك يؤكد أن للجسم تداخلات خاصة تصعب السيطرة عليها أو التحكم فيها، ولذلك تحولت تقديرات الاحتياجات الغذائية المعلنة إلى مجرد وسيلة للتوجيه أكثر منها قاعدة أو قانونا يلزم اتباعه، ومعنى ذلك أيضا أننا نتوقع عدم نجاح هذه التقديرات الغذائية لكل فرد على حدة .وللتأكيد على هذه التداخلات يقول الدكتور نوفل إنه في أحيان كثيرة يكون للجسم رد فعل عنيف عندما تدخل إليه بعض المواد الغريبة عنه ضمن غذائه، ويوصف الجسم في هذه الحالة بأنه حساس، فهناك علاقة تداخل بين الحساسية وصناعة الجسم فإذا دخلت بعض المواد الغريبة إلى الجسم تحدث فيه تداخلات وقائية تتضمن إنتاج الأجسام المضادة للتصدي لمثل هذه المواد الغريبة، وتقوم بإبطال مفعولها داخل الجسم .ويضيف أنه من معجزات الخالق في خلق الجسم البشري أنه جعل له قدرة كبيرة على إحداث تداخلات تساعده على التكيف مع الظروف المحيطة والتي تستجد في نظم طعامه، والتي من أهمها ما يتناوله من غذاء وأيضا طريقة ووقت تناوله لهذا الغذاء .فالشعب الإنجليزي مثلا يتناول وجبة كبيرة في الإفطار، بينما يقل نفس حجم هذه الوجبة عند الشعب الفرنسي، وفي هولندا يتصدر اللحم البارد وأصناف الجبن مائدة الإفطار، وفي دول أخرى يفضلون عدم تناول الكفاية من الطعام طوال اليوم ويكتفون بوجبة عشاء كبيرة.أما الإجابة عن سؤال كم وجبة يتعين على المرء تناولها في

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

عيدالفطر المبارك في ربوع وادي الرافدين..بانوراما حافلة نسيجها الحب والتواصل والأفراح

عيدالفطر المبارك في ربوع وادي الرافدين..بانوراما حافلة نسيجها الحب والتواصل والأفراح

احمد كاظممناسبة العيد في ضمائر العراقيين لحظة تاريخية فارقة، فبعد عناء شهر كامل من الصوم يأتي عيد الفطر كمكافأة عظيمة للصائمين، ولا يذكر العيد، الا وذكرت (العيدية) والحدائق ومدن الألعاب والدواليب والملابس الجديدة التي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram