اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > عام > المهرجانات الشعرية .. هل سبب انحسارها عدم التخطيط وقلة الدعم أم لنفاد الظروف الموضوعية لها؟

المهرجانات الشعرية .. هل سبب انحسارها عدم التخطيط وقلة الدعم أم لنفاد الظروف الموضوعية لها؟

نشر في: 7 أغسطس, 2023: 10:50 م

علاء المفرجي

انحسرت كثيرا في الفترة الأخيرة مهرجانات الشعر، ابوتمام في الموصل، الحبوبي في الناصرية، المربد في البصرة، بعموميتها، وإن أقيمت بأوقتها،

فهي لا تعد أن تكون إسقاط فرض، يدل عن حضور الشعر ليس إلا، فهل من سبيل لتفعيل هذه المهرجانات لتعيد للشعر توهجه، ونتساءل لماذا لا تكون مهرجانات متخصصة بأنواع الشعر، النثر، التفعيلة، العمودي.. ؟ فتنوع اساليب الشعر واشكال القصيدة المعروضة والذي يشترط تنوع الجمهور المتلقي لذلك التنوع، فمنظمي هذه المهرجانات يحسبون أن الجمهور له ذائقة واحدة لجميع انواع الشعر الذي ستتلى عليه...

أجاب على الأستطلاع هذا ستة شعراء وناقدين:

علي فواز: نجد أن هناك وجها شعبويا قد فرض وجوده على بعض المهرجانات

مهرجانات الشعر لم تنحسر، بل الاهتمام بها والتخطيط والدعم لها هو الذي انحسر، حتى بات انتظامها خاضعا للمزاج المالي والاداري، ولإمكانات المحافظات على تحمّل اعباء اقامها ضمن توقيتاتها المناسبة، وهذا جعل من الاتحاد العام للأدباء يتحرك وحيدا في التعاطي مع الاستحقاقات الثقافية، ومنها ما يتعلّق بالمهرجانات، والحرص على ادامتها ونجاحها وتحويلها الى منصات لحشد الجهد الثقافي بمواجهة تحديات الخراب والفساد والرثاثة السياسية والثقافية، لاسيما وأن بعضها يملك ذاكرة حيوية على مستوى التنظيم والمشاركة والمعطى الثقافي، وهذا مايجعل الحرص على تجديد أو تفعيل مسار هذه المهرجانات تحديا ثقافيا واخلاقيا، وقريناً بتجديد خطابها، واليات تنظيمها، ومقارباتها لاشكالات واقعنا الثقافي..

ومن جانب آخر نجد أن هناك وجها شعبويا قد فرض وجوده على بعض المهرجانات، وهو ما قلل من نجاعة أن تكون تمثيلا فاعلا لجدّة الاسئلة الثقافية، ولايجاد تواصل مابين المسؤولية الثقافية والتنمية الثقافية، والتحفيز على التعاطي مع اسئلة أخرى، تلامس ماعميق وضروري في حياتنا، ومنها مايتعلّق بعلاقة الشعري بالانساني والمعرفي والجمالي، أو مايتعلّق ايضا بانفتاح النقدي على مجالات المسكوت عنه، والمُغيّب، والذي يدخل في مجال استحقاقات الوعي بإتجاه تعظيم قيم التحول الديمقراطي والاجتماعي، وجعل هذه المهرجانات منابر حقيقية للتفاعل والتواصل ولصناعة رأي عام ثقافي ضاغط وفاعل، على مستوى اعطاء اهمية للملف الثقافي واشتراطاته في مجالات التنمية واقتصاديات الثقافة والتعليم والمعرفة، وعلى مستوى اعادة الثقة بالمشروع الثقافي العراقي في الداخل، وفي الخارج من خلال التخطيط لمشاركة جادة من الفاعلين الثقافيين العرب والاجانب في محاورها النقدية والمعرفية والشعرية، وعلى وفق محاور وتوجهات تعزز فواعل الكشف والجدل، وبما يجعل من اللحظة الثقافية العراقية فضاء مفتوحا للتجديد والتنوير والاصلاح...

عمار سلمان المسعودي: لا يمكن أن تعود المهرجانات لسابق عهدها بسبب التطور في وسائل التواصل

محور طيب ورائع وجدير بالمعاينة بقراءات واقعية ضمن ثورة الإعلام الأزرق والميديا الكاسحة إذ لا يمكن أن تعود المهرجانات لسابق عهدها وذلك لفقدانها الظروف الموضوعية التي تم التخلي عنها بسبب التطور في وسائل التواصل وهي تجعل الشعر وباقي الأنواع الأدبية واصلا أول بأول من هذا لابد من إعادة النظر بالمنصة الموروثة من أحقاب الشفاهية المنصة وهي تفقد بهجتها للظروف التي ذكرنا وغيرها مثل اكتظاظ الإنسان بكثرة التزاماته في زمن راكض لعبور الزمن ولغياب الحاجة الموضوعية لمثل هكذا فعاليات يخلو قلبها من نبض يشد به أذهان التلقي كما كانت المنصة. المنصة كانت الإعلان عن الموقف والثورة والمبادئ لكنما أزمان الميديا فضحت كل شيء وقالت كل شيء.

أقول: لا فائدة ترتجى من المهرجانات وأنا مع الرأي الذي تقام فيه جلسات أفقية لأنواع الشعريات كل بمفرده مختصرة مبثوثة بلا قرقعة ميكروفات ولا حماسات فالشعر فعل شخصي تام.

د. علاوي كاظم كشيش: اقترح اخراج المهرجانات من المناسباتية والدعائية والهتافية لتكون حاضنة

المهرجانات الشعرية، ممارسة رسمية ادارية في اقرارها الاول من ناحية الداعمين لها ان كانت وزارة الثقافة او غيرها، وهي لقاء اجتماعي بين الشعراء من ناحية الشعراء انفسهم وهذا ما لمسته منهم وفيهم خاصة حين يكون المهرجان ليس بالمستوى الذي أمّلوه، وهي ابداعيا تعطي القليل من الابداع، بسبب من ان بعضها يتضمن اسماء ما زالت تجاربها فجة او غير ناضجة تتزاحم مع تجارب كبيرة ومشهودة.

الامر كله لا يخلو من خلط ومجاملات، ومن جانبي الشخصي لست معنيا بالاسهاب في تفصيل سلبيات المهرجانات فلكل عمل اداري ابداعي اجتماعي نواقصه التي تند عن التدبير والسيطرة، وقد شهدت مواقف لا تليق ببعض الشعراء كما شهدت مواقف طيبة وعظيمة من بعضهم.

لكن لكي اجمل الاجابة كلها، أرى أن تقسم هذه المهرجانات على جلسات متزامنة لشاعر او شاعرين ضمن فضاء المهرجان الزمني، أي ان تكون في يوم واحد ارع جلسات مثلا لأربعة شعراء ويكون الجمهور حاضرا وفق رغبته لا على الطريقة المتبعة بتحشيد الجمهور الذي يؤدي الى تكدسه في آخر القاعة بحجة ان بعضهم يقول لستُ مجبرا على سماع شاعر لا احبذ شعره. فضلا عن ان المهرجانات تحمل دائما عبارة (برعاية....) التي تشير الى الممول لها وتتحمل خططه وتدابيره التي تحتشد بالرسميات المتبعة منذ ايام النظام السابق الذي كرس تقاليد زائدة زائفة عن الابداع كله.

وعليه وبكل اختصار، اقترح اخراج المهرجانات من المناسباتية والدعائية والهتافية وأن تكون حاضنة ابداعية للتجارب القديمة منها والجديدة اي تجارب الشباب خاصة، وأن تخرج من كونها تأتي بكردوس من الشعراء وتوزعهم على ثلاثة أيام أو اقل فتصبح فرضا اسقاطيا لا اضافة ولا تأسيس فيها.

الخروج من الهيمنة الرسمية والمالية والاهتمام بنوعية الابداع في هذه المهرجانات يخرجها من كونها لقاء اجتماعيا وسكنا في فنادق يشعر فيها الشاعر الحقيقي البسيط بالغربة.ويفضل تنقيتها من الطارئين والمجلوبين والمجلوبات بالمجاملات والسبل الخفية الاخرى.

تحتاج المهرجانات الى الجدية والنوعية في اقامتها بعد اقرارها من قبل قائمين على الابداع وليس على تأدية الواجبات الرسمية فقط.

اي بتعبير ادبي آخر واضح نحتاج الى أن نغرس بجدية فلاح خصب، من دون صراكيل طارئين على المشهد الادبي العراقي العريق.

ناجي رحيم: هل أسهمت المهرجانات المذكورة في بناء وعي وذوق؟

بدءا أتساءل إن كانت قد انحسرت فعلا، فقد يحمل هذا نوع من مراجعة وتصحيح مسار. أنا مع طرح أسئلة لأنها تمنحنا المقدرة على فتح نوافذ، عبرها نطلّ على حياتنا. ليس مهما أن نعثر على أجوبة سريعة أو نجترّ أجوبة جاهزة. كلنا يعرف أن الفعل الثقافي هو فعل تراكمي، لا تغيير حقيقي دون وعي وحسّ تذوّق بالتراكم. هل أسهمت المهرجانات المذكورة في بناء وعي وذوق؟ هل يمكن فصل الثقافة بتعدّد مستوياتها عن خراب ينخر في جسد العراق؟ هل يعي القائمون على مهرجانات أهمية و"خطورة" دورهم؟ أكتفي بهذه الأسئلة وأحاول أن أجيب على سؤالكم: (هل من سبيل لتفعيل هذه المهرجانات لتعيد للشعر توهجه)، أظن في معالجة أمراضنا الثقافية المستشرية نوع من اجابة، أمراضنا المستعصية، منها الواسطات أو الشللية اختصارا. العراق زاخر بمبدعين ومثقفين، لو أقيمت ندوات نقاش، ندوات تقيّم وتضع برامج وأهداف، أن تتم مراجعة بعد كل مهرجان، هنا أفترض أن لكل مهرجان برامج أو خطة عمل يُعدّ لها بوقت كاف،بعيدا عن الإرتجالية. اللقاءات مهمة طبعا، لكن المهرجان ليس محض لقاء. لا توجد وصفة سحرية، لابدّ من وعي وحسّ. "الشعر " يحمل وهجه الخاص بمهرجان أو دونه، هنا نأتي إلى كيفية حصول الدعوات، لا مهرجان يصنع شاعر وعدم دعوته لا يلغيه، يوجد مَن يستحق ويحضر، وهناك مَن يستحق ولا تتمّ دعوته، والمهرجانات كما يشير السؤال تقام في وقتها (اسقاط فرض)، سنة بعد أخرى ووجوه شبه إن لم أقل مُقيمة، هي بعض من أمراضنا الثقافية، ثمّ هل يقرأ القائمون على المهرجانات نصوصا ويقارنون، أم هو فعل تابع لعلاقات وأهواء مَن وضع في مكان لا يستحقه؟ الترفّع لا يعني الصمت على وجود خلل. الكتابة الشعرية، هي استعداد قبل أي شيء، استعداد كيف تكتب، " الشعر هو الشعر" في أي شكل جاء، لا أميل إلى اقامة مهرجانات حسب النوع الشعري، الحياة رغم كل شيء في صعود، "الشعر" كائن في صعود.

الشاعر ماجد موجد: أجد من المهم التركيز على ميزات الاحتفاء الحقيقي بالشاعر،

ربما أفترض أن أغلب الأجوبة التي ستتوفر في الرد على هذا السؤال - تلكؤ إقامة مهرجانات الشعر- سببه شيوع وكثرة منصات التواصل الاجتماعي، وهذه حقيقة واضحة ولا مفرَّ من أن يلوذ خلفها أي رد، تلك المنصات ذات النشر الحر السريع والتفاعلي اليومي، بل اللحظي -ان صح المعنى- غيرت من مزاج الشاعر والمتلقي على حد سواء في التعاطي مع بعضهما بعضا بعيداً عن الوسائل القديمة ومنها المهرجانات، بالمقابل ونتيجة لهذا التعاطي الانفعالي السهل افترض المعنيون -في المؤسسات الثقافية- بإقامة مهرجانات الشعر (التقليدية) انه لا طائل مرجو منها، بطبيعة الحال يمكننا الحديث مطولاً عن أسباب أخرى ولكن لا مجال هنا للدخول في حيثياتها لأنها ذات مناخ سياسي، اجتماعي نفسي، الخ يحتاج إلى كلام كثير، لكن دعني أقفز إلى ما يهم في هذا السؤال وهو إن كان الأفضل هو إقامة مهرجانات مخصصة لنوع واحد من الشعر، أنا مع هذه الفكرة تماما، ذلك سيضفى اهتماما بالغا على البنية الفنية، الفكرية والثقافية لهذا النوع من الشعر أو ذاك، لا سيما اذا توفر له -المهرجان- إمكانيات فنية ولوجستية أخرى غير القاعة والميكروفون -وأصدقاء الشاعر الذي يجلسون في الصف الأخير ليرسلوا كلمات اعجاب صارخة ويصفقون- لم تعد هذه الأدوات مغرية لحضور مهرجان شعري حقيقي وفعال والمشاركة فيه من قبل شعراء يعون بفهم صادق ما هي أهمية الشعر ودوره الإنساني السامي النبيل وليس الإيديولوجي النفعي المقيت، أجد من المهم التركيز على ميزات الاحتفاء الحقيقي بالشاعر، منها على سبيل المثال أن تتوفر في كل مهرجان حلقات نقاشية، بحوث ودراسات تتعلق بنوع الشعر في المهرجان وبالقصائد التي سوف تقرأ، وسيكون من المهم لو تم اعلان جائزة مادية قيمة بثلاث فئات أو خمس، حسنا ما اريد قوله لا بد من رؤية حقيقية وفعالة، مختلفة ومغرية يتبناها المعنيون بإقامة الهرجان بعيداً عن المجانية والعشوائية التي توفرها وسائل التواصل الاجتماعي.

كولالة نوري: تحوُّل اقامة المهرجانات الى اسقاط فرض، انحسار للشعر وليس حضوره.

حضور الاقلام الشعرية على مواقع التواصل الاجتماعي وتولّد مناقشة مباشرة بين الشاعر والملّقي سبب من اسباب عدم تمكن تلك المهرجانات في اقامة مهرجان مثير للشعر.وسناتي الى الاسباب الاخرى.

كانت لدينا مهرجانات متخصصة بانواع الشعر واعتقد حتى الان. مثلا مهرجان الشعر الحر (او ما يعرف عندنا بقصيدة النثر)الذي اقامه منتدى الادباء الشباب. يتحدثون عنه الى يومنا. القراءات المهمة والنقاد المتحمسين، لانها كانت الطريقة الوحيدة لخلق منصة ثقافية شعرية حديثة، في غياب التواصل الالكترونيي. اضافة الى جدية لجان الاختيار.

انا اميل اكثر للمهرجانات الشاملة حيث كل اجناس وانواع الشعر. على ان يتم تخصيص يوم لنوع معين.والجمهور هو الذي يختار.

نجاح اي مهرجان يحتاج الى مبدعين اداريين ايضا، ان يبدعوا في افكار جديدة غير متكررة وان يستفيدوا من اخطاء سابقة. الاصرار على الاخطاء والتكرار لا يجدي احدا نفعا بل هدرا للجهود والاموال.

اعادة توهج منصة المهرجانات على ارض الواقع ضعيف. لان توهج منصات المواقع اوسع واكثر تاثيرا.وهذا ليس بسيئ، هذا واقع حال عصرنا. لكل مرحلة طرقها في الاضاءة.

والمهرجانات الان اقرب لرغبة المشارك في تبديل المكان، او السفر الى دولة اخرى او لمدينة اخرى. لتغير الوجوه والسكون في الحياة،ليست بالضرورة ان تكون وجوه شعرية او اقلام مبدعة.وهذا لا باس به. على الّا يقلّ الاهتمام بنوعية ما يقدمه وان لا يكون فقط اسقاط فرض المشاركة.كما بعض ممثلي الافلام، حين يمثلوا دورا في عمل(ايا كان) فقط لاثبات الحضور وليس الفاعل.هذا لا ينفع مع الشعر.

وسائل الاتصال الحديثة، عدم تجاوز الاخطاء في التخطيط،عدم جدية الاختيارات، عدم اهتمام الشاعر بما يقدمه. اسباب اساسية لانحسار المهرجانات الفاعلة.

د. نادية هناوي: الحل برأيي يكمن في معالجة أسباب تعاظم روح المجاملة بين الشعراء في الآونة الاخيرة

لا تدل كثرة المهرجانات على تعافي الشعر وفاعلية الشعراء، بل هي في أحايين كثيرة دليل على المناطقية التي استحكمت _ هذه الأيام _على الأذهان، فغابت روح التنافس وكثر قارئو النصوص. وصار الشاعر الأصيل غريبًا بين متشاعرين وشويعرات يتزايد عديدهم بشكل مخيف وتتناقص بشكل مخيف أيضا العدة في تجويد الذائقة وتأكيد الموهبة. وكلما زاد عدد المهرجانات، كانت مؤشرات تراجع الشعر أكثر وضوحًا.

وهو أمر يتطلب وبشكل ملح واستثنائي إعادة النظر في أساليب عقد هذه المهرجانات وطرائق تنظيمها، كي لا يرتقي منصة الشعر من أتت به المحاباة والصدفة ليجرب حظه لا عن تجربة مختمِرة؛ وإنما عن اختمار في المصلحة. فيغيب الشعر وتنفر اللغة العربية من ألسن لا تجيد الفصاحة إلا بشق الأنفس بسبب الكد والوكد في ضبط أواخر الكلمات.

وما من حلٍّ لتراجع الشعر بتنويع المهرجانات بحسب أنواع القصائد، بل الحل برأيي يكمن في معالجة أسباب تعاظم روح المجاملة بين الشعراء في الآونة الاخيرة مقابل خفوت روح التنافس الخلاق بينهم. والمهرجانات الشعرية ليست مناسبة اجتماعية لتمضية الوقت؛ بل هي ــ منذ أسواق عكاظ والمربد ودومة الجندل ــ ميدان للتباري وإثبات الجدارة التي معها يغربل الأصيل ويفصل عن المتطفل.

ومن دون ذلك فإن عشرات الأسماء ستجد الطريق معبدًا لاعتلاء منصة لا يليقون بها، وعرّاب المهرجان يصف لغوهم بالقصيد، وناقد المهرجان يتكفل بجعل هذا اللغو بصمة. وما من خسارة سوى خسارة الشعر الذي يتوارى عن الأنظار يوما بعد يوم لكنه لن يموت بوجود شعراء مجيدين ومبدعين. ومن المهم أن يساهم هؤلاء في مهرجانات الشعر، فلا يُغيّبوا أو يَغيبوا لأسباب تتعلق بما يلمسونه في هذه المهرجانات من صور وممارسات تستفز ذائقتهم ولا تلبي مقاصدهم الفنية ولا تحقق آمالهم المنشودة.

الشاعر علي سرمد: مسألة إقامة مهرجانات على أساس التجنيس فهذا تصوّر منافٍ للشعر تماماً

إن الشعر اليوم يواجه مشكلتين: الأولى مشكلة دينية وثقافية أصولية مترسخة في ذاكرة العقل الجمعي. والثانية. مشكلة العولمة. وفي كلتا الحالتين أصبح أمام تشيؤ رهيب

وهذا الأمر هو ما يدفع بالمؤسسات إلى تقليص حجمه سواء في المهرجانات أو المواقع الاعلامية الرسمية. أي لم يعد أداة تدر على تلك المؤسسات قيمة نفعية. هذا فضلا من أن الثقافة العراقية أصبحت ثقافة شعبوية بامتياز، وهذا التصور ينسحب حتى الكثير مما يسمى بالمثقفين. في المقابل نجد المهرجانات ذات التوجه الايديولوجي أكثر فعالية من غيرها لأن هناك من يغذيها فكرا ومادة وجمهورا.

أما مسألة إقامة مهرجانات على أساس التجنيس فهذا تصوّر منافٍ للشعر تماماً، لأن الشعر لا يمكن أن يحصر في قوالب شكلية خارج جسده، فالشعر ممكن أن يوجد في قصيدة العمود أو التفعيلة أو النثر وممكن أن لا يوجد في أي واحدة مما ذكر، وعليه فالأمر يتعلق بفهم الشعر الحقيقي وترسيخه لدى المتلقي بعيدا عن الصراع الثقافي الذي يدور حول الأشكال الثلاثة

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

نادٍ كويتي يتعرض لاحتيال كروي في مصر

العثور على 3 جثث لإرهابيين بموقع الضربة الجوية في جبال حمرين

اعتقال أب عنّف ابنته حتى الموت في بغداد

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

حارس إسبانيا يغيب لنهاية 2024

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

بعد ثلاثة عقود .. عباس الكاظم يعود بمعرض «خطوات يقظة» في الدنمارك

مذكرات محمد شكري جميل .. حياة ارتهنت بالسينما

بيتر هاجدو والسرد الصيني

عدد مجلة "أوربا" الخاص عن الأندلس .. نسمة هواء نقي في محيط فاسد

رمل على الطريق

مقالات ذات صلة

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟
عام

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟

علاء المفرجي هل سيجد الشعر جمهورا له بعد مائة عام من الان؟؟… الشاعر الأميركي وليامز بيلي كولنز يقول: " نعم سيجد، لأن الشعر هو التاريخ الوحيد الذي نملكه عن القلب البشري" فالشعر يعيش بين...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram