TOP

جريدة المدى > هلا رمضان > المحيبس والبقلاوة نكهة رمضان

المحيبس والبقلاوة نكهة رمضان

نشر في: 16 أغسطس, 2010: 06:26 م

بغداد/ المدىعلى الرغم من ان شهر رمضان في العراق يأتي هذا العام وسط ظروف سياسية ومناخية صعبة، فان المجتمع البغدادي ما زال يتمسك بعادات وطقوس راسخة في هذا الشهر، الذي يستعد له اصحاب المحال الكبرى المتخصصة بصناعة وبيع الحلويات الرمضانية. وكما هو مألوف كل عام بدأت محال الحلويات في بغداد تشهد حركة دؤوبة قبل حلول الشهر المبارك حيث تلقى أصناف معينة من الحلويات اقبالا كبيرا لدى العراقيين.
ويرى ابو حيدر احد اشهر صانعي الحلويات في بغداد ان وظيفته تتطلب تحضيرا مبكرا في توفير المواد الضرورية لصناعة الحلويات من الدقيق والسكر والزيت والجوز والفستق واللوز بكميات كبيرة لكي يتمكن من احتواء الاقبال الشديد على محله كل عام وتلبية متطلبات زبائنه.ومن انواع الحلويات التي يحرص العراقيون على احضارها يوميا الى منازلهم في رمضان "الزلابية" و"البقلاوة" و"القطايف" و"البرمة" واصناف أخرى عديدة، كما شهدت محال بيع هذه الحلويات مظاهر انواع جديدة مثل "زنود الست" في الاعوام الاخيرة. ويقول ابو حيدر (60 عاما) وهو يدير محلا كبيرا يشهد زحاماً يوميا "لشهر رمضان نسق متفرد لدينا في العراق على صعيد الاهتمام، قبل قدومه باسابيع وكلما يقترب، ترتفع مستويات الحركة في كل مكان يتصل بطبيعة الطقوس الرمضانية، ومنها صناعة الحلويات الخاصة بهذا الشهر". ويضيف "من هذه الطقوس المحببة لدى العراقيين الاقبال على محال بيع الحلويات الشهيرة في بغداد حيث يحرص الناس على شرائها يوميا، لكونها تشكل نكهة المائدة يستأنسون بها خلال السهرات الرمضانية ما يجعلنا نستنفر جهودنا لتجهيز المواد اللازمة في صناعة الحلويات في رمضان". ويشيرابو حيدر الذي امضى في هذه الحرفة اكثر من ثلاثين عاما "في السنوات السابقة كانت المسابقات الرمضانية الشعبية تقام في جميع مناطق العاصمة سواء في الكرخ أم الرصافة، حيث يجتمع المتسابقون، القادمون من مناطق بغدادية عتيقة، في المقاهي للاشتراك في مسابقة المحيبس الشهيرة، بينما يقدم منظمو المسابقة الحلويات الى الحاضرين الذين يصل عددهم الى المئات، وهذا يجعل عملنا متواصلا طوال ايام الشهر". ولعبة المحيبس المشتق اسمها من المحبس (الخاتم) لعبة جماعية شعبية تمارس في الاحياء والمقاهي الشعبية منذ مئات السنين ويتنافس فيها فريقان يمثل في العادة كل فريق حارة او محلة او منطقة ويضم اكثر من عشرة لاعبين ويصل احيانا الى المئات. وفي هذه اللعبة يخبئ احد الفريقين الخاتم بيد احد لاعبيه في حين يجب على الفريق الخصم ان يحزر عبر التفرس في الوجوه وملاحظة ردات فعل اللاعبين اين هو المحبس؟ وكانت المحال المتخصصة بصناعة وبيع الحلويات الرمضانية تبقي ابوابها مفتوحة حتى ساعات متأخرة من الليل وخصوصا تلك التي تنتشر في مناطق بغداد القديمة كالفضل والصدرية والاعظمية والكاظمية والكرادة. وكانت تنتشر ايضا في هذه المناطق المقاهي التي تبقى مفتوحة حتى وقت السحور ويجتمع فيها ابناء هذه الاحياء لتنظيم المسابقات الرمضانية المعروفة مثل 'المحيبس' وكان منظمو المسابقات الشعبية يقدمون الى المشاركين والجمهور الحلويات، لكن هذه المحال والمقاهي راحت تنحسر بسبب الحصار الاقتصادي الذي فرض على العراق في التسعينيات من القرن الماضي، والذي ادى الى ارتفاع اسعار المواد اللازمة لهذه الصناعة وانخفاض الدخل الشهري لأغلب العراقيين. وبعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003 انتعشت محال صناعة وبيع الحلويات مجددا، لتوفر المواد اللازمة لصناعتها من جهة، وازدياد قدرة العراقيين على التبضع من جهة اخرى، واتسعت المحال وعادت في جميع مناطق العاصمة، لكن المحال والمقاهي بدأت تقفل أبوابها بسبب تردي الاوضاع الامنية واقتصرت الجلسات الرمضانية على عدد محدود من المقاهي تفضل مغادرة الزبائن بوقت مبكر. وعرفت بغداد اسماء شهيرة من معلمي صناعة وبيع الحلويات ابرزهم "جواد الشكرجي" و"باقر الشكرجي" و"فرج نعوش" و"السيد" وانتشرت محال هؤلاء في جميع مناطق بغداد في قسميها الكرخ والرصافة قبل ان تنحسر خلال الاعوام الاخيرة بسبب الاوضاع الامنية. ويقول علي هاشم/35 سنة/ وهو احد العاملين في محل حلويات: "جميع الزبائن يرتبطون بنا عبر علاقات قديمة وهم يترددون علينا باستمرار لذا يفترض ان نقدم لهم ما يبحثون عنه في شهر رمضان وتلبية المتطلبات". ويجيد علي كيفية جذب نظر الزبائن عبر ترتيب مميز لاطباق الحلويات المنتشرة في واجهة المحل وبطريقة تفتح الشهية وتثير الرغبة في الشراء. ويرى ان الاهتمام بالعرض في ميدان التجارة، مسألة حاسمة، سيما في مجال المأكولات، لأن التي تأكل هي العين.  rn rn 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

مخاوف تسلل "داعش" من سوريا تتزامن مع حوادث "مريبة" في كركوك

المجلس العراقي للسلم والتضامن يعقد مؤتمره الخامس وينتخب قيادته

الرئيس مسعود بارزاني يحيي المؤتمر

كلمة فخري كريم في المؤتمر الخامس للمجلس العراقي للسلم والتضامن

الشيوعي العراقي: نحو تعزيز حركة السلم والتضامن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

عيدالفطر المبارك في ربوع وادي الرافدين..بانوراما حافلة نسيجها الحب والتواصل والأفراح

عيدالفطر المبارك في ربوع وادي الرافدين..بانوراما حافلة نسيجها الحب والتواصل والأفراح

احمد كاظممناسبة العيد في ضمائر العراقيين لحظة تاريخية فارقة، فبعد عناء شهر كامل من الصوم يأتي عيد الفطر كمكافأة عظيمة للصائمين، ولا يذكر العيد، الا وذكرت (العيدية) والحدائق ومدن الألعاب والدواليب والملابس الجديدة التي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram