اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > عام > قصائد عن المستنقع والوردة

قصائد عن المستنقع والوردة

نشر في: 9 أغسطس, 2023: 12:02 ص

ياسين طه حافظ:

خفقةُ ضوء

انتَ اذاً افسدت الصفقةَ،

الكرْمةُ ظلت يابسةً

وحريرُكَ قشُّ الابقار.

من انت هنا، ماذا تفعلْ؟

كل الكلمات تخونكَ، ما تحملهُ إرثُ سواكْ

تأكلُ موتى تتنفسُ ريحاً بلهاءْ

تتهافت لاتدري ما تفعل.

والرجفان الخوفُ القلقُ الدوران

تزويقٌ آخر.

هل تعترف الان

لا تلمسك الحكمةُ إلا احترقت

لا يدنو بجعٌ الا ماتْ.

وشراهة موتٍ تبقيك كما انتَ تريد حياة.

ما زلتَ ومنذ اختمر الطينْ

ملتذا بفنائك لمسة موتٍ لمسة موتٍ لمسَ...،

اعترف الان:

عدمٌ والهٌ

ليس سوى عدمٍ والهْ

وانا بينهما خفقةُ ضوءٍ يفنى.

................

لا وقتَ لاسأل عن معنى.

التحديق في السقف

صوتٌ يُفزعُ جمجمتي: اين انا؟

الارض هنالك تائةٌ وتدورْ

بين كواكبَ تائةٍ وتدورْ –

كم صغرتْ حولي الاشياء.

مضحكةٌ او محزنةٌ تلك الاوجه خائبةً

تتضاجعُ او تتناحرُ او تقعدُ منتظرة

فقدان حقائبهم اطفأ ضوءاً. فجرٌ

ميْتٌ بنهُمُ:

صمغٌ او خزيٌ فوق الاوجهِ

افواهٌ تعلسُ ريحْ.

يا " دانتي" هل اخرج منها؟

طرْقٌ فوق زجاجة نافذتي:

"حتى الان تحدق باللاشيءْ؟

كم صفقةُ موتٍ لطمت وجهكَ

كم تمسحُ عن شفتيكْ

زَبَداً؟

كم قايضتَ اكاذيب العالم بالصمت المر؟

ابقَ كما انتَ هنا

عيناكَ الى السقف الميت حتى الفجرْ!"

والظلال تمسح الارصفة

من اخرِ ليل العالم انطقُها.

صوتُ الاحياء وصوت الموتى اقتسما الصيحةَ.

اترقّبُ تهدأ معمعةٌ لأُقلّبَ حدْساً ماتْ.

انا بين مفارقَ اجهلها

الاسطر تُفرغُ زيتَ أرومتها

وثمارٌ نضجت قبل الموسم

تسقط واحدةً بعد الاخرى، تُكملُ طاعتَها.

عشبٌ أطلعَ قامتهُ- ايُّ نشازٍ يُربكني،

ارضي تُنبِتُ طحلبَها.

هم تركوني لهزيمتهم. دوِّرْ هذا

وانقلْهُ الى اسبوعٍ، شهرٍ قرنٍ آخر.

صبراً صبراً، المأساة سائرةٌ لتكونَ بلا معنى.

ثمنٌ بخسٌ ندفعهُ ولكلِ تعاستنا

انا بينكُمُ أنزفها. أنزف اخرَ ما املكهُ:

الخبزُ وليسَ سِواه

ألوى قدمي.

لا الدولةُ، لاشيءٌ، لا احدٌ

يقدرُ ان يرفعَ رأسي من هذا القاعِ،

وانتَ المجهول بلا باجٍ تدخلُ متجهاً

للباب الاخرى،

جئتَ- خرجتَ.

ويهتفُ بعدكَ بالنصر المهزومون.

حسناً انتَ رأيتَ، بنفسكَ، لا شيءَ

سوى ريحٍ ووعودْ.

دعْ قسطَك من ضوء الشمس

وانزلْ

لن تُنهككَ الحمى بعدْ

ملتماً بالرحم الاولى، لن تفترقا

وظلالُ الناسْ

تبقى تمسحُ ارصفةً سوداء.

المستنقع والوردة

عهْرُ الكلمات قديمْ

وانا "فَضْلةُ" اسلافي

احملُ وسْط جحيم الله بلاهتَهم

واظلُ صباحي

انتظر المَنَّ كشحاذٍ. البُلْهُ المخدوعون

يأتمرون على صمتي

وعلى غيبةِ احداقي.

"يا للاحمق!" قلتُ لنفسي، قارعة الشمسِ

تضعضعُ رأسَكَ، هل تصحو؟

أترى وجه الارضْ

مقلوبا للأسفل؟

أولاءِ الارضيونَ،

وانت الطارئُ!

فلتفهم حكماً صعباً.

صوتكَ لا يعني شيئاً للعشبةِ،

او للصخرةِ او لحريق الليلْ.

عهدٌ خالٍ يكتمل الحبُ بهِ او يكتمل القتلْ.

دعْ قطّاع الطرقِ الفصحاءَ

وخذ هذي الاسطرَ، وابحث عن فكّي الصخرة

دُسَّ الصيحةَ في ظلمتها.

انتَ خسرتَ حياتكَ حين استسلمتَ لهذا الاعمى

هو باب المأساه،

كلُ فضائحنا جالسةٌ بتُقى

ندخلُ نحني الرأسَ لها.

هذا الحزن جديدٌ في العالم

يُبهضني حتى ظلمة بيتي واعودُ به.

انا نسْلُ الاقنان الابديين

الكون الصعبُ يُحاصرنا

من زمنٍ والكون الصعبُ يُعيدُ الصوتَ لنا

والريحُ بهذي القيعان السوداء

تجوبُ باسماء القتلى والمغلوبين.

لم يبقَ سوى هذا اللمْع الذهبي

يومضُ في الظلمةِ يخفى

أهو يحذّرني، يدعوني؟

لا احدٌ غيري،

وجهي وحدَهْ!

اسلكُ هذا الوَحلَ الخوفَ واسألُ نفسي:

هل يبقى فرحٌ بنصاعتِهِ،

هل يبقى ألَقُ الله

وانا اعبرُ هذا المستنقعَ للورده؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

نادٍ كويتي يتعرض لاحتيال كروي في مصر

العثور على 3 جثث لإرهابيين بموقع الضربة الجوية في جبال حمرين

اعتقال أب عنّف ابنته حتى الموت في بغداد

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

حارس إسبانيا يغيب لنهاية 2024

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

بعد ثلاثة عقود .. عباس الكاظم يعود بمعرض «خطوات يقظة» في الدنمارك

مذكرات محمد شكري جميل .. حياة ارتهنت بالسينما

بيتر هاجدو والسرد الصيني

عدد مجلة "أوربا" الخاص عن الأندلس .. نسمة هواء نقي في محيط فاسد

رمل على الطريق

مقالات ذات صلة

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟
عام

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟

علاء المفرجي هل سيجد الشعر جمهورا له بعد مائة عام من الان؟؟… الشاعر الأميركي وليامز بيلي كولنز يقول: " نعم سيجد، لأن الشعر هو التاريخ الوحيد الذي نملكه عن القلب البشري" فالشعر يعيش بين...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram