ابراهيم عيسي
من بين الألف سبب في أن المفكر والكاتب والصحفي الاستثنائي فخري كريم بطلي هي (المدى).
أن تحافظ صحيفة عربية على وجودها، ثم حريتها، ثم استقلاليتها، ثم نجاحها عامًا واحدًا فهذه قصة من ألف ليلة وليلة أنقذت شهرزاد فيها رأسها من مسرور شهريار، لكن أن تحافظ عليها عشرين عامًا وعام الصحافة العربية بعشرة مما تعدون، فهذا وأيم الله خيال علمي في وطننا العربي الذي يعتقل الخيال مع العلم في زنزانة واحدة.
(المدى) في عشرين عامًا تطارد الحقيقة فيطاردها الكذب. تدافع عن الحرية فيهاجمها العبيد، تنير المصابيح في ليل الدجى فيقذفها الظلاميون.
هي أكثر من كونها صحيفة، هي عنوان للحضارة العراقية الخصيبة العظيمة التي تسع الازدهار والاستنارة والجمال والحق والخير والإنسان فيهددها التتار وتمزقها الفتن ويختطفها المستبدون فيدافع عنها فلاحو الفرات ومثقفو المتنبي وصحفيو (المدى).
أجمل ما في (المدى) إلى جانب نسيم عطرها يفوح من حبرها، أنها أمل.
أمل للحالمين بالحرية والقابضين على الحق ولمجانين ليلى، فإن مرضت ليلى في العراق فإن لها طبيبًا مداويًا يخلص في شفائها حتى تبرأ ويخط لها قصائد الغزل حتى ترضى.
مبروك لـ(المدى) عامها العشرون فأنا كصحفي عربي أظنها بما فعلت ونجحت وصمدت وواجهت وعلّمت ونوّرت قد أحيت النفس الصحفية العربية، ومن أحيا نفسًا كمن أحيا الناس جميعًا..
