المدى الثقافيضمن الاحتفاء بالمبدعين العراقيين ،ضيفت جمعية الثقافة للجميع الروائي شاكر المياح ،بمناسبة صدور باكورة أعماله ( الغبش ) وقدم الجلسة الشاعر علي حنون العقابي الذي قال في بداية حديثه: ان الروائي شاكر المياح يعد من الذين جسدوا قصص او محنة الفلاح العراقي والصراع الطبقي في الجنوب بالرغم من ان المياح كانت له هذه الرواية الأولى ولكنه جسدها بشكل غير واقعي بل انه خلط الواقع بالخيال وأعطاها جانبا مهما من ممازجة الفجيعة بالحياة.
ثم تحدث الروائي شاكر المياح عن أولى أعماله التي أعطاها جانبا مهما من حياة الفلاحين والإقطاع وقال : ان أحداث الرواية تبدأ  من عام 1940 وحتى منتصف خمسينيات القرن الماضي ،وهي الحقبة التاريخية العسيرة التي بلغ فيها الإقطاع ذروة تسلطه وبطشه بالفلاحين منتجي رغيف الخبز الذي صار هو منتهى آمال هؤلاء البؤساء الذين تحكمهم إرادات الإقطاعيين وشيوخ العشائر .وتصور الرواية جوانب عديدة من حياة هؤلاء الفلاحين الذين يقطنون قرى مدينة الحي ،اذ طالما كانوا وقودا لصراعات دهاقنة الإقطاع من اجل  الهيمنة  على  المساحات الأوسع من الأراضي الزراعية ،لزيادة ثرواتهم.وأكد المياح ان هذه الرواية هي ليست نقلاً تسجيليا لتاريخ معين بل هي تكشف عن عذابات إنسانية قد  تكون في جوانب أخرى من العالم المترامي الأطراف اذ ان الخطيئة واحدة والظلم واحد والحصيلة واحدة هي استغلال الإنسان لأخيه الإنسان ،ونزوع المظلومين الى الهجرة من اجل  الخلاص وهذا ما يجري في كل بقاع الأرض وهذا ما جسده الروائي من خلال تفاعل شخوص أبطال الرواية التي لم تكن بصوت واحد بل كانت متعددة الأصوات ،اذ حفلت بأكثر من مئة شخصية ،كانت صانعة لأحداث  الرواية واحتداماتها ضمن حياة ضاجة وصاخبة تتخللها حزم كبيرة من الظلم والتعسف .(الغبش ) محاولة لأن تكون الصدى المر والحقيقي لتلك الصرخات والعذابات التي اكتنفت حياة طبقة مسحوقة بفعل تراكمات تاريخية من الظلم والقمع المتوارث والذي لا يزال يهيمن على الكثير من مفاصل الحياة المعاصرة على الرغم من اختلاف منهجية الحياة. وشهدت الجلسة عددا من المداخلات شارك فيها الشاعر والإعلامي عدنان الفضلي والقاص عبد الستار الاعظمي والروائي حميد الربيعي والقاص خالد الوادي .