علي حسين شتان بين هموم الشارع، وشعارات السياسيين التي تتاجر بمشاكل الناس عبر وعود وأمال وأحلام،لاتمت بصلة الى الواقع. ولنسترجع فقرات من خطب بعض الساسة والمسؤولين لنطرح السؤال المهم:هل حدث تغيير ملموس في مجال التنمية الاجتماعية في السنوات الاخيرة؟
كيف يمكن حماية الأسرالفقيرة لتحصل على احتياجاتها بكرامة؟.. وهل هناك استراتيجية واضحة للتعامل مع الفقر، والمساعدة للخروج من دائرته في أقصر وقت؟. هل طرح مشروع وطني لمعالجة مشكلة البطالة لمساعدة الشباب في الخروج من دائرة البطالة والعوز والفراغ، وحتى لا يكون هناك مواطن واحد ليس له دخل يعينه على الحياة؟. هذه هي المظلة التي تعهدت الحكومة بتنفيذها، وللاسف مضت السنوات ولم يتم التقدم بها وخصوصا في محافظات الجنوب والوسط، التي تعاني إهمالا كبيرا بسبب البيروقراطية والفساد الاداري والمالي والمحسوبية التي تقف عائقا امام خطط التنمية.على الحكومة ان تدرك ان خطط التنمية يجب ان تنبع من مشاكل الناس وان برنامج الحكومة يجب ان ينطق بلسان حال الناس ويعبر عن همومهم واوجاعهم. إن الدولة التي لا تملك القدرة على التعامل مع هذه المشاكل بجدية وفاعلية، لا يمكنها ان تعالج مشاكل اكثر خطورة كمشكلة الامن والسيادة. الطريق إلى الناس يمر عبر الاهتمام بهم وحل مشاكلهم، وليس بالأغاني والشعارات، واستخدام لغة الارقام المبهمة، وانما التعامل مع المشاكل بشفافية تامة، تعيد أجواء الثقة بين المواطن والحكومة، فالاعتماد على احساس الناس اصدق من كل الارقام والتقارير التي يقدمها مسؤولون يعيشون في جزر منعزلة عن مواطنيهم. واليوم يدفع الجميع ثمن هذا الإهمال في المشاكل التي تحدث وما افرزته من اجواء سياسية غير صحية. التعهد الذي قطعته الحكومة على نفسها، هو أنها لن تسمح بأن تنزلق البلاد كما انزلقت في الماضي، أو أن تعاني كما عانت في الماضي، وان لا يعيش المسؤول على حساب الشعب وعلى حساب المواطن البسيط، وان لا تتحول الدولة الى مقاطعة تسجل بالطابو باسماء عدد من الأشخاص، وان يكون الجميع شركاء للدولة في افراحها واحزانها، لا ان يتلقى الناس وحدهم (عجاج) نقص الخدمات وغياب الامن. الناس حريصة على تدعيم الاستقرار، والمواطن هو أكثـر من يعلم الثمن الفادح لتدهور الأمن.. دفعه غاليا، والآن من حقه أن يذوق ولو جزءاً من ثمار التغيير، التي يحاول البعض من الساسة سرقة سلته بكل محتوياتها.
العمود الثامن :شــعارات.. وهموم مؤجلــــة
نشر في: 16 أغسطس, 2010: 08:01 م