الرئيسية > أعمدة واراء > فضاء رحب لمبدعي العراق الأحرار

فضاء رحب لمبدعي العراق الأحرار

نشر في: 12 أغسطس, 2023: 11:40 م

 د. حسين الهنداوي

(المدى) واكبتها منذ عددها الأول وكانت سباقة في إعلان ولادة أول صحيفة حرة بعد انتهاء عهد الدكتاتورية الأسوأ في التاريخ. غدت (المدى) سريعا صحيفتنا المفضلة لفهم واستقراء بوصلة الحلم العراقي المهدد بشكل مستديم من جهاته الأربع،

وأيضا لتعميق الانتماء بقرار مسبق ونهائي الى بلاد الرافدين كوطن وثقافة وفكر وكل شيء لا يتعارض مع الانتماء الإنساني الأعظم ويعلي مبادئ السلام والتعددية والمواطنة والتقدم والمدنية. صحيفة (المدى) حملت ذلك الوطن في عنقها كنبض وكمبتغى، وها هي في ذكرى صدورها العشرين تبدو ذاكرة بذاتها، ومصرة على ان تكون جديرة بذلك، رغم العقبات والعثرات ورغم المحن والانكسارات التي مرت بها البلاد. كما ظلت ذاكرة للحرية، وحرة مع سبق إصرار وصبر جميل. خلال عشرين سنة مضت من الكتابة فيها، لم يحصل ان حذفت (المدى) حرفا واحدا من مقالاتي التي نشرتها طيلة ذلك الوقت، وغالبا كانت سجالية المضامين، الى حد لم أعد أراجع إثره أي نص تنشره واثقا من أمانة (المدى) على حرية كتّابها في التعبير، ومن نباهة قرائها، المميزين في الحالتين.

وجه آخر من أصالة (المدى) عبرت عنه ملاحقها الثمينة بدءا بـ"عراقيون" الذي احتفظ بأعداده مرتبة حسبما يسمح الزمان والمكان، والتي كونت ما يشبه الموسوعة الموسعة لشخصيات وطن يواصل التوهج بهم، مستنيرا ومنيرا، وهو يجتاز مسالك وازمنة عصيبة تتراكم دون كلل او ملل.

في صفحات الثقافة والفكر أيضا تميزت (المدى) وامتازت بالاحتفاء بالنصوص الثرية والجميلة لكتاب وفنانين من كل الداخل وكل الشتات بتكامل وتفاعل رائعين دون معايير مفاضلة او انحياز سوى أولوية الأبدع والاجمل، وهو ما تشهد عليه أيضا نوعية تغطياتها لفعاليات "بيت المدى" التي اتسعت محاور ندواتها لكل مجالات الابداع التقدمي والتنويري وشخصياته ورموزه، بغض النظر على اللغات والتاريخ والجغرافيا مساهمة هكذا في صنع ثقافة منفتحة ومتفتحة، ثقافة وطنية عالمية في آن، مثلت بذاتها سدا بوجه الشراذم الإرهابية والظلامية كما عبرت عن تطلعات أجيال العراق الجديدة للتقدم والحرية وامتلاك وطن.

تهنئة حارة لصحيفتنا (المدى) في عيدها العشرين وتمنيات لها بمزيد من النجاح والازدهار، وتحية اعتزاز لكل محرريها وكتابها وادارتها والعاملين فيها، وأيضا لاصرارهم الثابت على ان تظل (المدى) فضاء رحبا ونقيا لمبدعي العراق ومثقفيه الاحرار دون استثناء.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض اربيل للكتاب

الأكثر قراءة

العدالة الدولية تحت المطرقة (الجزء- 2)

قناطر: أغنيةُ أبي

العمود الثامن: روسو يتطلع إلى بغداد

العمود الثامن: قائمة المنتفعين

العمود الثامن: المتشائل

العمود الثامن: جماعة الفشل

 علي حسين ثمة متعة خاصة في قراءة كتب المفكر الفرنسي جاك أتالي، وخصوصاً كتابه عن كارل ماركس والذي أكد فيه على مقولة ماركس الشهيرة "ظلّت الفلسفة تفسّر العالم بطرق مختلفة. ولكن المهم تغييره"....
علي حسين

قناطر: المُوحِشُ المُسْتفرَد بين السعفِ والقبّرات

طالب عبد العزيز من السعف الذي لم تأته الريح من الشمال، ومن الجذوع، أنبأتها الشمسُ بموعد النهار، ومن القصب، لم تثقّبهُ نداءاتُ الراحلين، فظلَّ قصباً الى الحين والابد، أنشأتُ كوخاً، آوي اليه أحياناً، أسجِّي...
طالب عبد العزيز

( 50 ) عاماً على الحرب الأهلية اللبنانية حياةً بين قذيفتين

زهير الجزائري   ( 3) من نافذة الصف تمتد أمامي نازلة بساتين الحمضيات. أحاول أن أهدئ نفسي بخضرتها المتعافية و بزرقة البحر الممتد إلى اللانهاية. أسمع جرس الاستراحة وأقول لنفسي: مستحيل! لا البحر ولا...
زهير الجزائري

في خط الشروع للمشروع الوطني التنموي

ثامر الهيمص لكي تنهض اي امة او شعب، لابد ان يكون لديهما مشروع سياسي واقتصادي واضح المعالم ، لذا ينبغي تجديد كتابة الماضي وفق مسلتزمات الواقع المتجدد ، بما يؤهل المشروع للمقبولية الاجتماعية والتاريخية...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram