بين اكثر من ٢٠٠ قائممقام عراقي لا يعرفهم احد خارج مراكز بلداتهم، وجد شلال عبدول رئيس السلطة المحلية في قضاء طوزخورماتو، نفسه يتحول الى نجم بسرعة البرق، يبحث الصحفيون عن ارقام هواتفه ويقف عدة مرات في اليوم امام عدسات التلفزة المحلية والدولية، وينتظر الجمهور منه المعلومات الجديدة حول اول ازمة من نوعها تشهدها العلاقات الكردية العربية في عراق ما بعد صدام حسين.
وعبدول ينحدر من اسرة بابان الكردية التي اسست امارة في كردستان مطلع القرن التاسع عشر، وهو من مواليد ١٩٧١ ومسقط رأسه في طوزخورماتو او "الدوز" حسب التسمية المحلية، وقد درس الادارة في جامعة بغداد وتخرج منها عام ١٩٩٤ بينما انخرط في العمل السياسي خلال انتفاضة اذار ١٩٩١ وانتسب لتنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة رئيس الجمهورية جلال طالباني. عبدول الذي انتخب عضوا في مجلس محافظة صلاح الدين عام ٢٠٠٥ انتخب في ٢٠٠٩ قائممقاما لقضاء طوز خورماتو.
ويقول في حديث مع "المدى" ان قضاء الدوز يشهد تعايشا ممتازا بين العرب والكرد والتركمان الذين يمثلون نسبا سكانية متساوية تقريبا، وان المجلس المحلي فيه تمثيل لدولة القانون والمجلس الاعلى والتيار الصدري وجبهة الحوار والحزب الاسلامي، ويردد "كل كتل واحزاب السلطة ممثلة في الدوز".
سألناه: بين عشرات البلدات المتنازع عليها لماذا اصبحت طوزخورماتو اول بلدة تشهد توترا امنيا واطلاق نار بين القوات الكردية والجيش العراقي، فأجاب: كان سوء فهم وحادثا عرضيا حركته الأعصاب المستفزة، وبدأ كنزاع على مبلغ وقود سيارة ثم انتهى الى عراك واطلاق نار. وحين هرعت لأهدئ الموقف فوجئت بمزارع عربي مقتول قرب ساحبته الزراعية، والامر سبب الألم للجميع، وقمنا بزيارة عائلته ووعدنا بأن يكشف التحقيق من اطلق النار وتسبب بالمشكلة، لكن كل الاطراف كانت مستفزة والمهم اليوم ان نمنع تطور الاحداث. وتابع "صعب ان اتفهم ارسال عشرات الدبابات الى بلدتنا بسبب حادث جرى تطويقه".
عبدول يؤكد انه لم يلتق قائد قوات دجلة الفريق الركن عبد الامير الزيدي، لكنه تحدث معه هاتفيا ليلة الحادث ويوضح "نجحت في تهدئته واقناعه بان اقتحام الدوز عسكريا هو امر غير حكيم". يقول ايضا "انا اتواصل مع الجميع وقبل قليل كنت اتحدث هاتفيا مع قائد الشرطة الاتحادية في بغداد السيد محسن جاسم، واتفقنا على حفظ علاقة طيبة بين البيشمركة والشرطة الاتحادية.. انا اقول لهم انني امثل رئيس الحكومة في الدوز كما امثل مام جلال رئيس الجمهورية، ومع كل اعضاء المجلس المحلي نحن نمثل العراق كله".
عبدول الذي يتحدث التركمانية والعربية بطلاقة اضافة للكردية، يؤكد انه على تواصل مع الجميع، وانه لن يستطيع اعطاء تفاصيل اكثر لانه في طريقه لحضور مراسم العزاء الحسيني في مسجد شيعي كبير بطوزخورماتو، معربا عن امله بأن توحد الشعائر الدينية السامية، قلوب الناس وتشجعهم على تغليب لغة الحوار وتساعدهم على نسيان الحروب وويلاتها، لان "عمر الدبابات ما صنعت الحل".