ترجمة: حامد أحمد
قال خبراء في تقرير لهم صدر عن الأمم المتحدة بان تنظيم داعش الارهابي ما زال يمتلك ما بين 5 آلاف و7 آلاف مسلح من افراد التنظيم موزعين بين سوريا والعراق، مشيرين الى انه على الرغم من الخسائر التي مني بها مؤخرا بين صفوف قادته وتراجع انشطته في هذين البلدين، الا ان تهديداته ما تزال قائمة وان مسلحيه يشكلون اليوم تهديداً كبيراً لمناطق أخرى في العالم لا سيما أفغانستان.
وقال الخبراء الذين يراقبون تحركات التنظيم الارهابي المطارد، ان التهديد الذي شكله مسلحو داعش خلال النصف الأول من عام 2023 بقي على مستوى عال تقريبا في مناطق النزاع بينما كان متدنيا في المناطق التي لا يوجد فيها نزاع.
وكان تنظيم داعش الارهابي قد تبنى مؤخرا تنفيذ كمين مميت على عجلات عسكرية في مدينة دير الزور شرقي سوريا مستخدما عدة أنواع من الأسلحة متسببا بمقتل اكثر من 30 جنديا مع جرح العشرات منهم.
ولكن لجنة الخبراء ذكرت في تقرير رفع الى مجلس الامن بان "الوضع بشكل عام يشير الى ان تهديد التنظيم ما يزال قائماً"، مؤكدين بانه على الرغم من الخسائر الكبيرة التي لحقت بصفوف قيادته وتراجع نشاطه في العراق وسوريا، فان خطورة عودة تهديده وظهوره ما تزال قائمة.
وكان التنظيم قد اعلن مطلع شهر آب مقتل زعيمه المكنى، أبو الحسين الحسيني القريشي، في سوريا، وكان آخر زعيم للتنظيم يخلف الزعيم السابق الذي قتل في تشرين الثاني ، ويعتبر رابع زعيم للتنظيم يقتل منذ تشكيله من قبل أبو بكر البغدادي.
ونقلت وكالة اسوشييتدبرس في تقرير لها ترجمته (المدى)، عن الخبراء قولهم "لقد رسم التنظيم ستراتيجية تأقلم معها، فهو يقوم بدمج مسلحيه مع السكان المحليين، ويمارس الحذر في اختيار المعارك التي من المحتمل ان تنتج عنها خسائر محدودة، بينما يقوم بإعادة بناء صفوفه من خلال تجنيد عناصر من مخيمات تقع في شمال شرقي سوريا ومن مجتمعات سكانية ضعيفة وفقيرة، بالإضافة الى تجنيد عناصر من بلدان مجاورة."
وكان تنظيم داعش قد سيطر في العام 2014 على مناطق واسعة من الأراضي في العراق وسوريا، وتم الإعلان عن الحاق الهزيمة به في العراق عام 2017 عقب معارك استمرت لثلاث سنوات خلفت عشرات الالاف من القتلى وتحويل مدن الى انقاض، ولكن خلاياه النائمة ما زال تنشط بين حين واخر في كل من العراق وسوريا.
وجاء في تقرير الخبراء الأمنيين في الأمم المتحدة انه على الرغم من عمليات مكافحة الإرهاب المستمرة، فان تنظيم داعش ما يزال يمتلك ما بين 5 آلاف و7 آلاف عضو في التنظيم عبر العراق وسوريا، مشيرين الى ان اغلبهم من المسلحين، ومع ذلك فان التنظيم تعمد تقليل الهجمات لتسهيل عملية التجنيد وإعادة التنظيم.
وقالت لجنة الخبراء انه يتواجد في شمال شرقي سوريا، عند مخيم الهول ومعتقلات تحت اشراف القوات الديمقراطية السورية الكردية، ما يقارب من 11 ألف شخص من المشتبه بهم من مسلحي داعش، ويتخللهم ما يزيد على 3500 عراقي وما يقارب من 2000 مسلح اجنبي آخرين من اكثر من 70 جنسية .
وأشار الخبراء في تقريرهم الى ان اكثر من 55 ألف شخص من افراد عوائل يشتبه بارتباطهم بداعش غالبيتهم من نساء وأطفال يقيمون في مخيم الهول ضمن ظروف سيئة ومعاناة إنسانية، مؤكدين ان ثلثي سكان المخيم من الأطفال، بضمنهم ما يزيد على 11 ألف و800 عراقي، وما يقارب من 16 ألف سوري، مع اكثر من 6 آلاف و700 طفل وشباب من اعمار صغيرة من اكثر من 60 بلدا آخر.
ونقلت لجنة الخبراء عن مصدر لم تسمه قوله بان داعش ما يزال يحتفظ ببرنامج "اشبال الخلافة" من خلال تجنيد أطفال من مخيم الهول المكتظ بالنزلاء.
وقال الخبراء انه بالإضافة الى ذلك، فان هناك اكثر من 850 صبيا، قسم منهم لا يتجاوز العاشرة من العمر مقيمين في المعتقل ومراكز إعادة التأهيل في شمال شرقي سوريا.
وكان وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، قد ناقش خلال لقائه بالسفيرة الأميركية الاحد الماضي 13 آب، من بين امور أخرى مسألة معسكر الهول وإعادة العراقيين من المعسكر وموقف بعض الدول من العناصر الإرهابية من رعاياها المتواجدين في المعسكر.
وكان مستشار الأمن القومي قاسم الاعرجي قد ذكر في مؤتمر أمام قيادات أمنية وممثلين عن جهات دولية، أن "الحكومة العراقية وبعد إعلان النصر على داعش الإرهابي وتحرير المدن التي اغتصبت بدأت بحملة إعمار تلك المناطق بموازاة العمل على إعادة بناء الإنسان وتأهيله، للخلاص من آثار الإرهاب".
وأضاف الاعرجي، أن "الحكومة العراقية أكدت مرارا أن مخيم الهول يشكل تهديدا وخطرا على العراق والعالم ويجب تفكيكه".
وشدد، على "أهمية تماسك المجتمع الدولي والعمل على حث الدول على سحب رعاياها من المخيم"، كما اقترح أن "يعقد مؤتمر دولي على مستوى وزراء الخارجية، لإيجاد حل لمسألة غلق هذا المخيم".
ونوه الأعرجي إلى أن "الحكومة العراقية نقلت 1369 عائلة من هذا المخيم إلى العراق وأخضعتها لعمليات تأهيل، تمهيدا لدمجهم بالمجتمع، مبينا أن 800 عائلة قد عادت لمناطق سكناها بعد عمليات التأهيل".
وأكد أن "وجود الأطفال داخل مخيم ينتشر فيه الحقد والإجرام سيولد جيلا إرهابيا جديدا، وهؤلاء الأطفال هم ضحايا، ويجب أن يحاسب الإرهابيون وفق القوانين وأن لا يفلتوا من العقاب".
ومضى الاعرجي، إلى أن "قضية مخيم الهول السوري ليست محلية، والعراق نقلها إلى قضية مجتمع دولي"، مجددا التأكيد على "مطلب العراق بإعادة الدول لرعاياها من المخيم".
عن: وكالة (اسوشييتدبرس) الأميركية