اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > كلاكيت: عندما تناول سودربيرغ شخصية غيفارا

كلاكيت: عندما تناول سودربيرغ شخصية غيفارا

نشر في: 16 أغسطس, 2023: 11:57 م

 علاء المفرجي

ستيفن سودربيرغ أحد أهم المخرجين في هولوود الان، فقد كرس هذا المخرج حضورا لافتا له بين مخرجي الصف الأول منذ فيلمه (جنس وأكاذيب وشريط فيديو)، ةأعقبه بقيلم (إيرين بروكوفيتش ).. وغيرها من الأفلام. ولعل فيلم (تشي) للمخرج ستيفن سودربيرغ، واحد من أهم الأفلام التي اخرجها. وهو فيلم سيرة داتية.

ومما لا شك فيه أن أفلام السيرة الذاتية أجتذبت صناع السينما بشكل كبير خلال العقود الأخيرة من عمر السينما، فخلال الفترة المذكورة ظهرت العديد من هذه الأفلام التي تفاوتت في مستواها الجمالي والفكري... ولعل سير الشخصيات التاريخية وخاصة تلك التي تنتمي للتاريخ القريب كانت هي الموضوع المفضل للمخرجين.

وخلال اقل من أربعة أعوام احتفت السينما – بما يشبه إعادة الاعتبار – بشخصية المناضل والثوري ارنستو غيفارا، الايقونة التي زينت وما زالت قبعات وقمصان الشباب وأصبحت تعويذة لكل حركات التمرد والثورة في العالم، والتي يذهب بعضهم الى اعتبارها الشخصية الأشهر في القرن العشرين، ففي عام 2004 قدم المخرج البرازيلي والتر سيلرز غيفارا من خلال (مذكرات دراجة نارية) بفيلم يحمل الاسم نفسه عن رحلة الثائر مع صديقه البرتو غراندو على متن دراجة نارية في بقاع أميركا الجنوبية، فيما تصدى المخرج سودربيرغ لتقديم هذه الشخصية من خلال فيلم (تشي).. اختار هذا المخرج شخصية تشي بما تحمله من نفس ملحمي ودرامي ليعيد الاعتبار لشخصية غيفارا التي أصبحت رمزاً في كل أنحاء العالم بعد ان قدمتها السينما الأميركية قبل أكثر من ثلاثة عقود من خلال فيلم (تشي غيفارا) الذي رعته الـ (CIA) وقام ببطولته الممثل عمر الشريف كشخصية إرهابية قدم الفيلم بعرضه الأول كاملاً بجزأيه (تشي الأرجنتيني) و(تشي الفدائي) والذي يمتد زمنه الى أربع ساعات.

يتناول الفيلم في جزئه الأول الذي يعتمد على يوميات هذا الثائر الأرجنتيني ابتداءً من رحلته مع الكفاح المسلح منتصف خمسينات القرن الماضي وتعرفه على رفيق سلاحه كاسترو وانتهاءً بالإطاحة بنظام باتيستا، أما في جزئه الثاني فيتناول نقل الثورة الى إطارها العالمي حيث تجربة الكونغو الفاشلة، ثم بوليفيا ثم نهايته التراجيدية على يد الجيش البوليفي والاستخبارات المركزية الأميركية عام 1976، وبالرغم من إن الفيلم قدم كاملاً في أول عروضه، إلا إن حرفية سوندربيرغ، جعلته بجزأين أو لنقل بفلمين مختلفين في الأسلوب والتفاصيل، بل حتى الموضوع الذي يحيط بجانبين مختلفين من حياة هذا الثائر، الجزء الأول من الفيلم الذي يحمل عنوان تشي الأرجنتيني غلب عليه الإيقاع البطيء والهادئ بين ثلاثة أصقاع المكسيك وكوبا ونيويورك مقتفياً صعوده وتألقه الثوري.. واستطاع المكان وأيضا الجانب الحميمي من العلاقات الإنسانية.. ومشاهد معارك الشوارع التي نفذت بحرفية عالية، كل ذلك بأسلوب واقعي لا تخطئه العين، معززاً بمادة وثائقية جعلت –أي الفيلم- يتأرجح بين الدراما والدراما الوثائقية.. ويستهل سودبيرغ الفيلم بحوار تجربة صحفية أميركية مع غيفارا أثناء وجوده في نيويورك لإلقاء خطاب كوبا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1964، والحوار يستمر لنهاية الفيلم، عارضاً تجربته النضالية بأسلوب الفلاش باك، اما الجزء الثاني من الفيلم (تشي الفدائي) فالإيقاع أسرع، مع سرعة القرارات الثورية لمنظر حرب العصابات، وفي أماكن أخرى لتجربة إفريقيا وبوليفيا في خضم مسيرة الثورة العالمية، في هذا الجزء خفوت البريق أمام هول المصاعب، ومن ثم بداية النهاية لرجل شكلت حياته وموته أثرا مهماً في مسيرة الإنسانية، اعتماد الواقعية في فيلم سودربيرغ هذا لم يمنعه من الوقوف على مشكلات وأخطاء الثورة في أميركا اللاتينية، كما انه لم يعمد الى الاحتفاء بهذه الشخصية على طريقة التمجيد والشعارات.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram