TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > رمضان الأمس:القصخون الراوي الشعبي

رمضان الأمس:القصخون الراوي الشعبي

نشر في: 17 أغسطس, 2010: 06:04 م

باسم عبد الحميد حمودي كتب الباحثون في العراق والعالم العربي الكثير من  الدراسات عن الراوي الشعبي الذي تطلق عليه مسميات عديدة فهو (الحكواتي) في مصر وسوريا وهو (القصخون) في العراق وهو (القاري) في بلدان أخرى .  و(القاري)
 من القراءة ، ذلك ان الراوي الشعبي يستخدم أثناء جلوسه في المقهى أو على مصطبة في ساحة القرية(التي سيقوم خلال جلوسه بالرواية)كتابا يقرأ فيه ، ويكون هذا الكتاب نسخة من الف ليلة وليلة أو السيرة الهلالية أو سيرة عنترة أو الأميرة ذات الهمّة او سيرة الظاهر بيبرس أو فتوح اليمن والأمام علي بن ابي طالب عليه السلام او سواها. ويرتاح العراقيون قديما الى سماع القصخون في مقاهي رمضان وهو يروي سيرة عنترة ويؤديها تشخيصا وهو يحرّك السيف أو العصا التي يمسكها  ساعة مقاتلة  عنترة لأعدائه ، كما يرتاحون أيضاً لسماع  الرواة الحسينيين وهم يرتقون المنبر الحسيني في رمضان ويروون سير ة الامام الحسين عليه السلام واستشهاده بصوت مؤثر واستشهادات تجمع بين الشعر الفصيح في حب آل البيت والشعر العامي القريب الى عواطف الاغلبية السامعة المحيطة بالراوي الذي يسمى هنا (الروزخون) ، و(الروز) بالفارسية هو القارئ  ، مثلما هو  (القصخون) المكون من القاص  (وهو الرجل المؤدي) وال (الخون) وهو المكان . في الشام وفي مقاهي الروضة بدمشق – على سبيل المثال – كان الحكواتي الرمضاني يرتدي ملابسه الشعبية الجميلة وعباءته  ويجلس على كرسي مرتفع او دكة ليروي للناس واحداً من فصول السير الشعبية .  في مصر القرن  الماضي كان الراوي الشعبي جابر أبو حسين يروي فصولا من السيرة الهلالية في مقاهي القاهرة ودساكر الصعيد وهو يمسك بالربابة منشدا نماذج من شعر أبي زيد وسواه من قادة  السيرة الهلالية مثل دياب بن غانم والسلطان حسن والزناتي خليفة .وقد استعنت أثناء تأليفي لكتابي (الخفاجي عامر العراقي) بجزء من انشاد جابر أبو حسين  عن تفاصيل مقتل ذلك البطل الاسطوري العراقي ، عامر الخفاجي ،وأثبت النص المؤدى شعرا مغنّى في ملاحق الكتاب  والخفاجي شخصية يحبها رواة السيرة الهلالية في ريف مصر ويسمونه (النجع) وقد كتبت مئات القصائد والمقطعات التي يرويها الرواة عن هذا البطل الاسطوري العراقي . (القصخون) شخصية رمضانية لاغنى عنها في رمضان قديما،ازاحه التلفزيون عن ابهته ومجده القديم بفضل مسلسلاته وأفلامه ، وبذلك انتقل (القصخون) الحديث – أقصد التلفزيون – الى المنزل والمقهى بديلا عن الراوي الشعبي القديم

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram