TOP

جريدة المدى > هلا رمضان > الموصليون يستعيدون ذكريات شهر رمضان (أيام زمان)

الموصليون يستعيدون ذكريات شهر رمضان (أيام زمان)

نشر في: 17 أغسطس, 2010: 06:09 م

الموصل / وكالة الاعلام العراقييستذكر الموصليون، وخصوصا كبار السن، ذكرياتهم (أيام زمان) خلال شهر رمضان والذي يتميز بنكهة خاصة تجعله يختلف عن سواه من الشهور، فأسلوب الحياة لدى اهالي مدينة الموصل يأخذ طابعا خاصاً في مثل هذه الايام حيث يستقبله الناس وهم يهيئون انفسهم لطقوسه التي اعتادوا عليها منذ زمن برغم تغير بعضها بسبب تطور الزمن.
ويرجع الزمان بالحاج عصام ذنون البدراني عقوداً الى الوراء، ونحن في طريقنا الى منزله مرورا بأزقة لكش في مدينة الموصل، حيث يقول "عندما كنت صبيا كنت اجري راكضا لأبلغ أهلي بموعد الإفطار، بعد سماع أذان المساجد، أما الآن فنراقب موعد الإفطار من خلال الإمساكيات أو الانتباه إلى التلفزيون أو الإذاعة وهناك اناس مازالوا يعتمدون على الأذان في موعد الإفطار"، وينهي الحاج عصام حديثه، واثار 71 عاما بادية على وجهه، من خلال التجاعيد التي حفرت لها مكانا فيه. يرمي الحاج عصام البدراني بثقل جسمه على الاريكة التي تتوسط الحوش (وهي المنطقة المفتوحة التي تقع وسط المنازل القديمة ذات الطراز الشرقي في الموصل)، ويتابع حديثه لوكالة واع، عن ذكريات شهر رمضان، "كنا نصعد الى سطح المنزل لرؤية أضواء مصابيح المنائر وسماع أذان المغرب و الطوب (مدفع الإفطار)، فنصيح دق الطوب… أذن… افطغوا افطغوا، (اي افطروا .. افطروا حيث اعتاد اهل الموصل ان يلفظوا حرف الراء غيناً)، فنتناول قطعة تمر ونشرب شربت الزبيب ونتوجه الى الجامع لأداء صلاة المغرب او نصليها في المنزل اذا كان المسجد بعيدا". ويضيف البدراني "بعدها نتناول طعام الإفطار، حيث تتميز المائدة الموصلية بتنوع أشكال الأطعمة في وجبة الإفطار وعادة تكون الدولمة هي الطبق الرئيسي وتوجد معها الكبة أو البرياني أو الشيخ محشي ومرق البامية إضافة إلى الطرشي والخيار والطماطة، والشراب الرئيسي هو شربت الزبيب". الحاجة ام احمد، زوجة الحاج عصام البدراني، تقول "لم تكن هناك في زماننا أطعمة جاهزة كما يوجد الآن، فقد كانت النساء تتبارى في إعداد الأطعمة للافطار، وكن يرسلن اطباقا مما صنعن الى الجيران لزيادة المودة والمحبة خلال هذا الشهر الفضيل". وتضيف، "الان بدأت الأطعمة الجاهزة تدخل المائدة الموصلية في وجبة الإفطار، لكن الموصليين ما يزالون يعتمدون على أكلاتهم الشهيرة التي تزين موائدهم". ويعد شربت الزبيب (نوع خاص من عصير العنب الاحمر) احد اهم مظاهر شهر رمضان في الموصل، حيث يلاحظ وقوف الناس في طوابير طويلة أمام محال بيع شربت الزبيب، بينما يشهد الطرشي (نوع من المخللات) اقبالا واسعا عليه هو الاخر.ولأهالي الموصل عادات وتقاليد لا تزال متبعة حتى اليوم وهي عمل صواني البقلاوة المنزلية، وكذلك الزلابية (نوع من الحلوى)، لغرض تناولها بعد الافطار او بعد صلاة التراويح. يلتفت الحاج البدراني فجأة، كالذي نسي امرا مهما، فيقول "لقد تغيرت بعض تقاليد رمضان، ومنها المسحراتي حيث كنا ننهض على صوت دمدمة طبله وهو يتجول ليلا ويصيح (اقعدوا على السحور)، أما الآن فنعتمد على المنبه او أن يتصل المعارف فيما بينهم بواسطة التلفون للنهوض على السحور". وعزا الحاج البدراني سبب اختفاء المسحراتي الى الاوضاع الامنية السيئة التي تعانيها المدينة. وللوضع الأمني وتداعياته تاثيره الواضح على حركة المواطنين خاصة بعد وقت الإفطار، فبالرغم من تقليص فترة حظر التجوال من الساعة العاشرة مساء، ليبدأ الساعة الثانية عشرة وينتهي في الرابعة صباحا. وسكان الموصل كغيرهم من العراقيين يقصدون الأسواق في رمضان لاقتناء ما يحتاجونه من مواد غذائية ومنزلية، حيث شهدت الأسواق ازدحاما شديدا بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك برغم غلاء الأسعار وخاصة سوق العطارين وباب الطوب وسط المدينة.المواطن سعود حسن (40 عاما) اتهم التجار باستغلال حلول شهر رمضان ليرفعوا من اسعار المواد الغذائية، ويزيدوا من ارباحهم، يقول حسن " بين فترة واخرى يستغل التجار المناسبات وخصوصا شهر رمضان لزيادة الاسعار، نطالب الحكومة العراقية بوضع حد لجشع التجار واستغلال مثل هذه المناسبات".وبالرغم من زيادة الأسعار اكتظت الأسواق بالمتبضعين، الا ان الإجراءات الأمنية من غلق للطرق بشكل دائمي او وقتي، ادت الى صعوبة في الحركة والتنقل ، وأجبرت قسما منهم على اقنتاء ما يحتاجونه من الاسواق التي انتشرت مؤخرا في الاحياء السكنية.وسوق الكورنيش وسوق العطارين وسوق البورصة تعد أهم أسواق تجارية بالجملة والمفرد ، وتشتهر المحال هناك بتجارة المواد الغذائية والعطاريات التي تستورد من الأسواق التركية والسورية فضلا عن بضائع هندية وصينية.فيما شهدت خلال السنتين الماضيتين عدد من الأحياء السكنية في الموصل افتتاح أسواق جديدة تبيع بالجملة او المفرد ، بسبب الأوضاع الأمنية السيئة وغلق الطرق وتعذر الكثير من المواطنين الوصول الى السوق الرئيسي. وتقول ابتهال ياسين لـ(وكالة الاعلام العراقي)، وهي تحمل اكياسا من المواد التي تسوقتها من سوق باب السراي حيث يكثر باعة المواد الغذائية والعطارية "اشتريت المواد التي نحتاجها قبل أيام من حلول شهر رمضان المبارك والتي لا تتعرض للتلف مثل الشعرية والمعكرونة والعدس

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

عيدالفطر المبارك في ربوع وادي الرافدين..بانوراما حافلة نسيجها الحب والتواصل والأفراح

عيدالفطر المبارك في ربوع وادي الرافدين..بانوراما حافلة نسيجها الحب والتواصل والأفراح

احمد كاظممناسبة العيد في ضمائر العراقيين لحظة تاريخية فارقة، فبعد عناء شهر كامل من الصوم يأتي عيد الفطر كمكافأة عظيمة للصائمين، ولا يذكر العيد، الا وذكرت (العيدية) والحدائق ومدن الألعاب والدواليب والملابس الجديدة التي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram