بابل – إقبال محمد من حكايات رمضان الزمن الجميل في مدينة الحلة الفيحاء مدينة العلم والثقافة والاداب المدينة التي لاتنام حيث الجلسات المسائية الجميلة ولعبة المحيبس والتعاون والمحبة والمودة بين العوائل وتبادل الأطعمة بالحلويات الشعبية وجلسات السمر على شواطىء شط الحلة حيث الشعر والنكتة الجميلة
أيام رمضان وحكاياته يحدثنا عنها الحاج عبود سامي (سبعين سنة) قائلاً مدينة الحلة موطن الأدب والشعر كانت تقسم الى صوبين الكبير والصغير ومحلاتها الشعبية معدودة يفصلها سوق الحلة الكبير وحين يأتي رمضان يأتي معه العطف والإحسان والمحبة والتعاون وكانت مقاهي محلاتنا الشعبية هي المقر الرئيسي لرجالات المحلة حيث يجتمع أهلها بعد الإفطار ويبدأ الحديث عن الحياة الاقتصادية والاجتماعية ومشاكل المحلة ويتخلل كل ذلك تناول البقلاوة والزلابيا وأضاف يجتمع بعد ذلك الشباب والكبار ليلعبوا لعبة المحيبس وهي لعبة قديمة تلعب فقط في رمضان وتحتاج الى فطنة ودرايةوقال المواطن أسعد حمزة 65 سنة أحدثكم عن رمضان في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي رمضان الآن ليس كما كان عليه سابقاً كل شيء أختلف سابقاً كانت العوائل الحلية تتبادل فيما بينها الأطعمة والحلويات وكل عائلة منها تكون مائدتها متنوعة ودسمة بفضل هذا التعاون وكذلك قيام العوائل الحلية بمساعدة العوائل الحلية الفقيرة في محلاتهم حيث ترسل لهم قبل أذان الفطور صواني فيها ما لذ وطاب من الأكلات والأطعمة ويشعر الفقير أنه لافرق بينه وبين الغني مشيراً إلى أن هناك أيضاً في بعض المحلات الشعبية تجتمع عدة عوائل معاً على مائدة أفطار واحدة وبين حمزة أنه بعد الإفطار يتوجه سكان المحلة الى المقهى الخاص بهم أو الى الحدائق أو شواطىء نهر الحلة ليقضوا بعض الوقت الجميل يتخلله شرب الشاي واكل الحلويات والفواكه الحاجة أم سمير (سبعين سنة) رمضان شهر الخير والبركة أنه أجمل وأحلى وأطيب الأشهر أنه يذكرني بالأيام الجميلة التي كنت أقضيها في مطبخنا المتواضع لأعد واطبخ أكلات رمضان الشهية حيث صوت البريمز الشجي الذي كنا نطبخ عليه الأكلات الحلية مثل الشوربة وتشريب اللحم والدجاج والدولمة ومرقة البانية والباذنجان والبرياني والتاجينة وأنواع السلاطات والشرابت وأضافت أم سمير أضافة الى الطبخ نقوم بصنع الخبز العادي وخبز اللحم وشوي اللحم والبصل والباذنجان والطماطة في تنور البيت وبينت كنا نتسابق بتبادل الأكلات بين العوائل وهي عادة حلية قديمة ورثناها أباً عن جد وهي تدل على الطيبة والكرم والمحبة وتحسرت الحاجة أم سمير وقالت ليت الماضي يعود من جديد وقال الباحث والخطاط حسام الشلاه أن رمضان في العقود الماضية كان جميلاً ورائعاً وكانت هناك لمة أبناء المحلة على مائدة أفطار واحدة وأشار كانت هناك مجالس رمضانية يومية في بيوتات حلية مثل مجلس مرجان والقزاونة وال الشلاه وغيرهم حيث يلتئم الأدباء والشعراء والمثقفون في هذه المجالس ويناقشون مواضيع شتى دينية وثقافية وسياسية واجتماعية مشيراً لم يكن هناك أجهزة ستلايت أو فضائيات أو أنترنيت أو أجهزة الموبايل بل كان هناك فقط التلفزيون العراقي الأسود والأبيض وبعدها كان هناك التلفزيون الملون موجوداً فقط في بعض البيوتات والمقاهي ولمحطة واحدة وكانت برامجه تبث حية على الهواء ومواضيعها اجتماعية وفكاهية وأحاديث دينية وأغاني ومقامات عراقية الآن تغير كل شيء أما المواطن شاكر كاظم فقال الحلة مدينة مشهورة بصناعاتها الغذائية مثل صناعة القيمر الحلي والطرشي والحلويات المصنوعة من التمر مثل الحلاوة الدبسية وغيرها وكان تجار المحافظات الوسطى والجنوبية يتسابقون في ما بينهم للشراء من أسواق الحلة كل ما يحتاجونه من مواد غذائية خاصة بالشهر الفضيل. rn
رمضان (أيام زمان) في مدينة الحلة
نشر في: 17 أغسطس, 2010: 06:10 م