 بغداد/ المدى

أعلنت وزارة الموارد المائية، أمس الأحد، عن اجتماع مع وزارة الزراعة ومنظمة جايكا اليابانية لبحث تشكيل جمعيات مستخدمي المياه، مبينة ان هذه الجمعيات ستوفر المياه وتزيد من الغلة الزراعية.

وقال وزير الموارد المائية عون ذياب في مؤتمر صحفي عقده في مقر الوزارة بمشاركة وكيل وزارة الزراعة والسفير الياباني في العراق تابعته (المدى)؛ إن "اجتماعاً عقد أمس، مع وزارة الزراعة والسفارة اليابانية لمناقشة تشكيل جمعيات مستخدمي المياه وهو أسلوب جديد لتوفير المياه وزيادة الغلة الزراعية".

وتابع ذياب، أن "ذلك نتيجة عمل طويل منذ عام 2014 لنشر جمعيات مستخدمي المياه واتباع أحدث التقنيات البسيطة وغير المكلفة والتي كان لها أثر كبير في العملية الزراعية مثل استخدام التقنية الليزرية في الأراضي الزراعية لتسوية الأرض".

وأشار، إلى أن "ذلك بما يسهل إرواءها بشكل سريع واستخدام المروز في زراعة المحاصيل والطريقة الميكانيكية بأجهزة غير مكلفة ما أعطى نتائج إيجابية كما اشرت الدراسات التي اجريت على إحدى الجمعيات في محافظة البصرة".

وأوضح ذياب، أن "هذه التجربة كان لها تأثير كبير في تقليص كميات المياه المستخدمة وزيادة الإنتاج الزراعي في آن واحد وهي جهود مشتركة".

ولفت، إلى أن "هذه المرحلة الاولى لنشر جمعيات مستخدمي المياه، والآن نحن بصدد الاستمرار في المرحلة الثانية لاحقا للتوسع بنشر هذه الجمعيات التي لها تأثير كبير على توفير الموارد المائية للتناسب مع حاجة العراق للمياه".

بدوره، ذكر وكيل وزارة الزراعة ميثاق عبد الحسن في المؤتمر الصحفي، "نحن متواجدون في وزارة الموارد المائية لنتشاور من اجل اتخاذ إجراءات التكيف مع شحة المياه والتغيرات المناخية". وتابع عبد الحسين، أن "اجتماعا تم عقده أمس مع منظمة جايكا اليابانية التي رعت بدورها بالتعاون مع وزارتي الموارد المائية والزراعة مشروعا في إقامة جمعيات لمستخدمي المياه التشاركية مما يؤدي الى استخدم اقل للموارد المائية والحصول على أعلى إنتاج زراعي".

وأوضح أن "منظمة جايكا اليابانية قدمت نموذجا ناجحا"، وتحدث عبد الحسن، عن "دعم سيكون مباشرا للجمعيات ومشتركيها من المزارعين لتطوير المشروع".

من جانبه، أكد السفير الياباني في العراق فوتوشي ماتسوموتو في كلمة له خلال المؤتمر، انه "اجتمعنا أمس مع خبراء في منظمة جايكا الذين يعملون منذ سنوات في هذا المجال لادخال طريقة جديدة لاستخدام المياه في الزراعة".

وتابع ماتسوموتو، أن "النظام الزراعي في العراق حاليا يستخدم مياه كثيرة ويؤدي الى عدم الكفاءة في الإنتاج الزراعي والعراق يواجه جفافا وشحة في المياه وبالتالي هذا المشروع هو أسلوب جديد يحقق حلا مثاليا وسريعا وأقل كلفة".

وأشار، إلى أن "تشكيل جمعيات مستخدمي المياه هو أمر مهم ونحن في اليابان نستخدم هذه التجربة منذ 130 سنة في المزارع اليابانية"، موضحا أن "هناك ثلاث طرق يجب إدخالها في العراق لتسوية الأراضي والتقليل من المياه ولإنتاج زراعي أكثر".

وعلى صعيد متصل، تعمل الحكومة التركية على إنشاء سد جديد على نهر دجلة في منطقة الجزيرة بمحافظة شرناخ.

حيث وافقت وزارة البيئة والتخطيط العمراني والتغير المناخي التركية رسمياً الاسبوع الماضي على إنشاء سد الجزيرة على نهر دجلة في محافظة شرناخ.

بعد تقارير تلقتها الوزارة المذكورة من وزارة الغابات وشؤون المياه ومديرية شؤون السدود، ومديرية شؤون الطاقة والهيئات الإدارية للأرض والمناخ واللجان المشتركة للوزارات والهيئات المذكورة، التي ضمت تقييمات نهائية، عبرت عن موافقتها العلمية على إنشاء سد في الموقع المذكور.

ورغم عدم تحديد موعد للبدء بمشروع سد الجزيرة، إلا أن البرلماني من شرناخ عن حزب العدالة والتنمية، أرسلان تاتار، نشر في موقعه على شبكة إكس (تويتر) أن السد سيُنشأ في قرية ميسوري بناحية قرسك في الوادي الواقع بين جبلي جودي وكابار في منطقة الجزيرة.

وتفيد المعلومات بأن إنشاء السد سيستغرق ثلاث سنوات وسيبلغ ارتفاعه 41 متراً وبطاقة تخزينية قدرها 381 مليون متر مكعب، وليس المشروع مجرد سد عادي بل هو مشروع لإنتاج الطاقة الكهربائية وإرواء الأراضي الزراعية وهو ضمن مشروع "غاب" الإروائي.

مشروع إنشاء سد الجزيرة تم طرحه على الحكومة التركية في (24 أيار 2013) لكن مشاكل متنوعة وإبراز مشروع سد إيليصو أديا إلى تعليق هذا المشروع، ليعرض من جديد على الحكومة التركية في (29 نيسان 2019) لكن اللجنة المشتركة لتقييم شؤون السدود وهيئة المشاريع الستراتيجية بعيدة المدى للحكومة التركية قررت تأجيل المشروع رغم عدم رفضها له. وأنشأت الحكومة التركية على نهر دجلة الذي هو أطول أنهار الشرق الأوسط ويبلغ طوله 2800 كم ويمتد إلى شط العرب، ستة سدود كبرى وعشرات مشاريع توليد الطاقة الكهربائية.

السدود القائمة على نهر دجلة هي: دفكيجدي وإيليصو وباطمان ودجلة وكرالكيزي وكرزان، وتشير الإحصائيات الرسمية إلى وجود 930 سداً في تركيا.

يشار إلى أن العراق يعاني منذ اربعة مواسم شحا كبيرا في المياه نتيجة قلة التساقط المطري وتراجع الايرادات المائية من دول الجوار نتيجة قيام تلك الدول بمشاريع سدود وتغيير في مسارات الانهر دون العودة إلى العراق.