اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > عام > الكاتب اللبناني –الفرنسي الفائز بجائزة غونكور (سبيل غصوب):أكتب عن بلدي (لبنان) باستمرار، لأفهمه اكثر!

الكاتب اللبناني –الفرنسي الفائز بجائزة غونكور (سبيل غصوب):أكتب عن بلدي (لبنان) باستمرار، لأفهمه اكثر!

نشر في: 22 أغسطس, 2023: 11:37 م

ترجمة: عدوية الهلالي

حاز الكاتب اللبناني –الفرنسي سبيل غصوب على جائزة غونكور لطلبة المدارس الثانوية عن روايته الثالثة (بيروت على السين)

التي صدرت عن دار ستوك للنشر.وتمثل هذه الرواية السيرة الذاتية للكاتب الذي يعتبرها تكريما لوالديه اللبنانيين المنفيين اللذين لجأوا الى باريس في عام 1975للاحتماء من الحرب التي دمرت بلادهم. ويقول المؤلف البالغ من العمر 34 عامًا بكل فخر: "إنها أجمل جائزة ويسعدني ويشرفني أن أحصل عليها، وقد تأثرت كثيرا لأن طلبة المدارس الثانوية هم الذين منحوني الجائزة ".

كان الكاتب الذي نشأ مابين فرنسا ولبنان قد استجوب والديه حول تاريخ عائلتهما في لبنان فقد استقر والده وهو كاتب شغوف بالشعر في باريس اما والدته فستبقى مرتبطة بشكل دائم بلبنان. وتعتبر روايته وثيقة أيضًا لأنه استمد مادته من أرشيف العائلة والمراسلات والصور وأيضًا المقالات الصحفية في ذلك الوقت.

وبفضل جائزة غونكور لطلاب المدارس الثانوية، قام الكاتب بجولة طويلة هذا العام للقاء قرائه.ويؤكد غصوب ان هذه الجائزة غيرت حياته ككاتب الى حد كبير.. يقول: " حياة الكاتب معقدة للغاية. فقبل الفوز بجائزة غونكور لطلاب المدارس الثانوية، كنت أحاول كسب المال من خلال العمل الحر والكتابة هنا وهناك. وفجأة، وبفضل الجائزة، صار بامكاني الاستقرار والقدرة على القيام بالمشاريع التي كنت أفكر فيها من قبل ".

وخلال جولته في المدارس الثانوية قبل منح الجائزة، تمكن سبيل غصوب من مناقشة العديد من الطلاب الذين أخبروه لماذا احبوا كتابه ولماذا اختاروه. يقول: "بالنسبة لهم، وهم الذين يسمعون الكثير عن الحرب في أوكرانيا، والحرب في سوريا، وهذه القصص عن المنفيين من خلال المقالات الصحفية، فقد عرفوا فجأة، من خلال قصة والديّ مالم يكونوا يعرفونه عن حرب عام 1975 في لبنان، وهكذا تمكنوا من إضفاء الطابع الإنساني في حديثهم عن اللاجئين ومنفيي الحرب. وكانت هناك شخصيات شعروا بارتباطهم بها".

ويضيف: " كانت هنالك بعض اللحظات التي أثرت فيّ أكثر من غيرها، فبعد أن التقيت لأول مرة بطلاب مدرسة ثانوية في لبنان، كتبت لوالدتي انني كتبت هذا الكتاب من أجل ان اتحدث عن هذه الحرب معهم لأننا لا نتعلم عن هذه الحرب ونحن شباب في لبنان. وفي الواقع، لانتعلم شيئا عن التاريخ الوطني. ففي لبنان، وعندما تكون شابا لبنانيا، تكون الحرب من المحرمات ولايمكن الحديث عنها، أما في فرنسا، فقد التقيت بطلبة مليئين بالطاقة وأرادوا معرفة كل شيء. لم أكن أتوقع ذلك على الإطلاق. قلت لنفسي، إنهم لم يقرأوا الكتاب، ولكن كان الأمر عكس ذلك تمامًا! لقد منحوني هذه الطاقة فمن الجيد أن ترى شبابا غير متكاسلين، مليئين بالرغبات ويجعلونك تؤمن بالمستقبل ".

لانجاز كتابه، كانت هناك عملية طويلة لاكتشاف الماضي من خلال صور أرشيفية لعائلته عندما كانوا يعيشون في لبنان، التي كان يطلق عليها باريس العربية فلم يكن يعرفها لأنه ولد في عام 1988لذا استحضر سبيل غصوب هذه الرسائل المكتوبة قبل أربعين سنة وقارنها بحالة البلد اليوم، متحدثا عن قلة المال، قلة الخبز، التضخم الجنوني، واليأس في مواجهة الوضع.. يقول: " وضع البلاد سيء للغاية. لقد فوجئنا جميعًا بتفجير الميناء في آب عام 2020. لقد كان سرياليًا تمامًا ومذهلًا للعقل. كما ان هناك أزمة اقتصادية لا نهاية لها اليوم، ووضع سياسي مسدود بالكامل ".

وتبدأ رواية (بيروت على السين) بعبارة من الأب الذي يقول لولده "تريدني أن أروي لك قصة حياتي بالعربية أم بالفرنسية؟" لكنه يفضل أن يدع والديه يسترسلان كيفما شاءا. فالأمر في غاية الحساسية، وهو لا يريد أن يتسبب لهما بألم هما بغنى عنه. يقول: "كان والداي يبكيان أحياناً، ويضحكان أحياناً أخرى، وهما يقصان مسار حياتهما". والحقيقة، أن الكتاب بقدر ما يمكن أن يبعث الحزن في النفس، فهو مكتوب بأسلوب ساخر وظريف، ويعكس روح النكتة داخل عائلة فكاهية، وسنعيش معها يومياتها، وتقلباتها. ولا يتوانى الكاتب عن تطعيم جمله ببعض العبارات اللبنانية، لأنه يرى ذلك أدعى لإعطاء الجمل هويتها ونكهتها.

وتحكي الرواية حياة الوالد الشاعر، المسرحي والصحافي، والأم التي تعمل في غاليري للفن، وتنقل لأبنائها شغفها بأرض الأجداد من خلال سلوكها وتمسكها بالوجبات اللبنانية،والشتلات التي زرعتها على شرفتها الصغيرة، ومجموعات "الواتساب" التي تضم أكثر من 100 شخص من العائلة وتتواصل معهم رغم الهجرة والشتات.لكن القصة تخرج من الجو العائلي لتختلط بتعقيدات التركيبة السياسية اللبنانية، وبشاعة الانقسامات الآيديولوجية، من خلال قريب يقاتل من أجل استعادة فلسطين، وقريب ثانٍ يقاتل مع حزب الكتائب. وهناك جزء من العائلة في باريس، بينما جزء آخر يقرر أن يعيش الحرب في لبنان. ثم تأخذنا القصة إلى امتداد هذه الصراعات في فرنسا نفسها، والانفجارات المتفرقة التي شهدتها باريس في الثمانينات من القرن الماضي، حيث يبدو أن الحرب تطارد العائلة وتحاصرها حتى في مهجرها.

وهذا هو العمل الثالث لسبيل غصوب، وجميعها تدور حول لبنان فبعد رواية "بيروت بين قوسين" و"الأنف اليهودي"، جاءت "بيروت على السين"؛ مما يستدعي السؤال حول سبب تركيز الكاتب على لبنان، رغم أنه مولود في فرنسا، وعاش وتعلم هناك؟ يقول: "عاش والداي عمرهما كله في فرنسا، وهما ينتظران العودة إلى لبنان، لكن ذلك الحلم لم يتحقق. وقد نقلا إليّ هذه الرغبة الجارفة، وحملتها في نفسي مثل فيروس، لا أستطيع الفكاك منه. علينا إذن، أن نصلح البلد لنتمكن من العودة إليه، لعلنا بالكتابة نفهم أكثر، ونتمكن من فعل شيء".

وعندما حدثت ثورة 17 تشرين الأول عام 2019 في لبنان، اسرع سبيل إلى لبنان، ليكتب، ويرى ما يحدث. ورجع بعد عشرين يوماً إلى باريس، وفي نيته تأليف كتاب عن مشاهداته وتجربته هذه. لكنه اقتنع في النهاية أنه ليس الشخص المناسب للكتابة في الموضوع فثمة من يعايشون التطورات عن قرب، أكثر منه. ثم قرر كتابة رواية تحكي ما دار في رأس وليد جنبلاط عندما اغتيل والده. يقول غصوب "حين أرسلت ما يزيد على 150 صفحة كتبتها، لأستشير أحد أصدقائي في لبنان، وأعرف رأيه، قال لي: ولماذا تكتب عن هؤلاء السياسيين الذين دمروا حياتنا ولا يزالون؟ لنحكِ قصتنا نحن، لا قصصهم هم. حينها فكرت بأهلي، وكيف تألموا وهم يتابعون الحرب الأهلية عن بعد، تماماً، كما كنت أتألم وأنا أتابع الثورة من خارج لبنان".

شرع حينها، في كتابة قصة شاب، يكتشف الحرب من خلال الأهل وحكاياتهم في رواية سيرة ذاتية حيث يحتفظ كل أفراد العائلة في القصة بأسمائهم الحقيقية، ويتحدثون عن وقائع نعرف أنها حدثت بالفعل، أسماء شوارع، وشخصيات معروفة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

نادٍ كويتي يتعرض لاحتيال كروي في مصر

العثور على 3 جثث لإرهابيين بموقع الضربة الجوية في جبال حمرين

اعتقال أب عنّف ابنته حتى الموت في بغداد

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

حارس إسبانيا يغيب لنهاية 2024

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

بعد ثلاثة عقود .. عباس الكاظم يعود بمعرض «خطوات يقظة» في الدنمارك

مذكرات محمد شكري جميل .. حياة ارتهنت بالسينما

بيتر هاجدو والسرد الصيني

عدد مجلة "أوربا" الخاص عن الأندلس .. نسمة هواء نقي في محيط فاسد

رمل على الطريق

مقالات ذات صلة

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟
عام

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟

علاء المفرجي هل سيجد الشعر جمهورا له بعد مائة عام من الان؟؟… الشاعر الأميركي وليامز بيلي كولنز يقول: " نعم سيجد، لأن الشعر هو التاريخ الوحيد الذي نملكه عن القلب البشري" فالشعر يعيش بين...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram