البصرة – 964
تزدهر في البصرة مهن يندر أن تلاحظها في مدن البلاد الأخرى بسبب الطبيعة الجغرافية المختلفة، ومنها مهمة الإنقاذ البحري، وانتشال الغوارق، والغوص لفحص السفن الجانحة في جرف شط العرب أو ساحل الخليج العربي،
لكن الغواص البصري علاء، يتحدث لشبكة 964، عن مهمات بأجور عالية ومغرية، خارج مدينته، حيث تأخذه متطلبات العمل إلى أقصى الشمال أحياناً، كما حصل حين ذهب إلى السليمانية ليغوص في أعماق بحيرة دربندخان لفحص السد الكبير هناك، إثر استدعائه من مديرية السدود في بغداد لتصوير الضرر في الدعائم الكونكريتية الثمانية، وهو يصف تلك المهمة بـ"الأصعب خلال مسيرته العملية كغواص محترف"، كما أنها أحيطت بسرية تامة، بسبب خطورة وضع السد كما يقول.
علاء الغواص لشبكة 964:
تلقيت اتصالاً من مديرية السدود في بغداد بشأن تخسفات سد دربندخان، وطلب مني المسؤولون الذهاب إلى هناك للغوص في أعماق البحيرة وتصوير السد عام 2017.
قيمة العقد مع المديرية 25 مليون دينار، وأخذت معي غواصاً آخر من البصرة، هو الأخ محسن جاهل.
توجهنا إلى إقليم كردستان، حيث التقينا مسؤولي السد، وأعددنا خطة عمل متكاملة للغوص.
يحتوي السد على 8 "صبات" كونكريتية في أعماق المياه، ويبلغ ارتفاع كل واحدة منها 16 متراً.
بعد الغوص في الأعماق صورت مشاهد وثّقت الضرر الكبير في صبات السد الكونكريتية.
الصبتان السادسة والسابعة كانتا متصدعتين ومنحرفتين عن قاعدة السد، والأخيرة مبتعدة قرابة متر ونصف عن القاعدة.
المديرية أخذت جميع الفيديوهات، ولم يسمح لي الاحتفاظ بأي نسخة منها، لأنها كانت معلومات سرية في ذلك الوقت.
تلك المهمة كانت خطرة جدا وبنسبة تصل إلى 200%؛ أي خطأ قد يكلف فريق العمل حياته إو إصابة بليغة.
بعد عام من إنجاز عملنا تم إرسال غواصين من بغداد لتفقد سلامة السد، أحد الغواصين (الحاج عامر) حدث معه خطأ أثناء صعوده من الأعماق، وتعرض إلى شلل نصفي.