بغداد/وكالة ايبا للصحافةأسواقنا في رمضان تلبس حلة خاصة تميزها حركة المتبضعين ممن يزمعون الصيام كما تميزها المواد الغذائية و السلع الخاصة بمآدب رمضان وسفرته المباركة.في كل الاسواق :الشورجة ،الكاظمية ،بغداد الجديدة ،الحركة لا تهدأ و النساء طبعاً لهن الاغلبية ربما لأن على عاتقهن تقع مسؤولية
تجهيز مائدة رمضان ويعرفن اكثر من غيرهن ما تحتاج اليه هذه المائدة التي تزهو عادة بما لذ وطاب من مأكولات و مشروبات تتفنن الايدي في صناعتها و تحضيرها ولان العين تشبع قبل البطن فهي مطلوبة حتى وان لم تؤكل ذلك لأن التنوع هو الغاية ..والصائم يشعر باطمئنان اذا ما جرى تلبية طلبه و استطاع الحصول على مبتغاه في اكلة تسد رمق يوم من الجوع والعطش.والاسواق في رمضان كالعادة توفر مارغبه المستهلك من صنوف الغذاء باسعار رخيصة واخرى مرتفعة فكل عام تستقبل هذه الاسواق زبائنها تجذبهم بحجم المعروض و تنوعه وان كانت اسعارها اللاهبة تحرق الاخضر واليابس.وفي سوق الشورجة وتحديداً سوق الدهانة ..النسوة يتفاصلن في الاسعار يتأففن من غلوها و تنفرج أساريرهن حين يجدن ما يشفي صدورهن باسعار مناسبة أو رخيصة.السيدة أنعام علي (معلمة) كانت قد تزودت بكل ما تحتاجه لشهر رمضان ،من شعرية وتمر ،وتمر هند ،ومعكرونة..ترى هل اكملت احتياجاتك؟ سألناها؟..فاجابت والفرحة بادية على وجهها :نعم فقد تسوقت بالقدر الذي استطيع ان اكتفي به ولا اعود مجدداً ..فمنذ الصباح الباكر بدأت مهمتي وكانت تساورني الشكوك حول ارتفاع اسعار المواد الغذائية الا انني وجدتها مناسبة و بما يتناسب و دخل الفرد...كما أنها متوفرة بكميات كبيرة فلا شحة تذكر.. واذا كان ما وجدته السيدة انعام رخيصاً ..فان البعض يجده فوق امكانياته فكل منا يتحدث من واقعه وامكاناته المعيشية ..والفقير يشعر بامتنان اذا ما استطاع توفير جزء بسيط من احتياجاته و هكذا وجدنا السيدة ام عبد الله و قد وقفت حائرة ازاء تلك الكميات الكثيرة والاصناف المتنوعة من المواد الغذائية التي كانت أسعارها لا تتناسب وما ادخرته من أجل التسوق لشهر رمضان..هنا تراجعت عن قرارها بحثاً عن ضالتها في مكان اخر فلا يهم النوع بل السعر. الزحام سمة الاسواق في الايام التي تسبق الشهر الفضيل والطرقات وان كانت ضيقة الا انها تسع كل الناس الراغبين في التبضع..والعربات التي تجوب السوق ذهاباً واياباً قد تعرقل حركة المارة الا انها لا تعرقل همتهم في اختراق الجموع الحاشدة. الحاجة ام فاضل وهي منهمكة في انتقاء ما تريد شراءه لشهر رمضان..سالناها ما إذا كانت تشتري لشهر رمضان او لغاية اخرى؟ أجابت بصوت خفيض قائلة:انا دائمة التردد على هذا السوق لانه قريب من منطقة سكناي واستطيع ان اقطع المسافة اليه مشياً على الاقدام فكما يقال (زيارة وتسيارة) وهذا يمكنني من الترفيه قليلاً عن نفسي مقابل ان اجد مبتغاي هنا الا ان لرمضان طعماً اخر و منزلة خاصة في نفوس كل العراقيين..فدون ان اقرر اجد نفسي وقد تسوقت كل ما يحتاجه افراد اسرتي وما يشتهونه لاسيما في شهر رمضان الكريم من بقوليات وعصائروكشمش لا سيما ان المطبخ العراقي يتميز بتنوع اكلاته ولذتها التي لا تكتمل الا اذا اضفنا الى مذاقها العطور و البهارات وهي متوفرة هنا و باسعار مناسبة.ويستمر تجولنا في السوق ..الاصوات تتعالى وثمة صوت اخترق اذاننا، فالسيد عادل الحلو يعلن عن بضاعته من هيل و نومي بصرة ، وطرشانة بطريقة مبتكرة فمع اعلانه هذا لا يتورع للكشف عن حالته الاجتماعية وانه متزوج من ثلاث نساء كاسلوب جديد للمناداة عن بضاعته..وهو بذلك يرغب زبائنه في شراء احتياجاتهم من محله و كما حدثنا فرمضان يستحق منه العناء واعلاء صوته فهو شهر لا يتكرر سوى مرة واحدة في السنة فلم لا يجتهد في ايجاد وسيلة لتصريف بضاعته لا سيما ان الناس تحتاج لمن يرفه عنها في خضم ظروف قاسية لا تدع مجالاً كي نمضيه دون ان نفكر بالاوضاع الصعبة التي تحيطنا.. واذا كان هناك من يبتكر طرائقه في البيع فان التذمر هو سمة البعض الاخر بل هي صفة ملازمة له .. فالسيد ابراهيم الشطب صاحب احد محال بيع المواد الغذائية وجد صعوبة في تلبية احتياجات المواطنين والحديث معنا في آن واحد..وعندما علم اننا لانسرق من وقته سوى دقائق خمس، وافق على مضض وعلل تذمره هذا بـ قلة البضائع وشحتها في السوق لذا فان اسعارها في ارتفاع مستمر لاسيما وان بعض المعروض من المواد المستوردة من منافذ محددة على وشك النفاد فاذا استمر توقف استيرادها فان ارتفاع اسعارها لا مفر منه.هذا يضاف الى ظاهرة جديدة فرضت نفسها مؤخراً على التجار اذ باتوا يخشون تكديس بضائعهم خوفاً من شرارة تحرقها وهي ظاهرة طالما تكررت في سوق الشورجة مما (زاد الطين بلة) ورفع أسعار بعض المواد الغذائية ومنها السكر الذي وصل سعر الطن الواحد منه الى(420) دولاراً بعد ان كانت لا تتجاوز (310) دولارات اما الرز العنبر فقد نفد من السوق و العنبر العراقي اشترته الدولة لتوزعه في الحصة التموينية مما زاد من سعره حيث وصل سعر الكيلو الواحد الى (1400)دينار و هكذا الحال مع بقية المواد..ويؤكد السيد ابراهيم ان الوضع الامني لوكان مستقراً فانه بلا شك سوف تكون المنافس
الأسواق في رمضان تلبس حلة خاصة
نشر في: 17 أغسطس, 2010: 07:05 م