حازم مبيضينإذا صحت الانباء عن نية عصابة السبعة الوزارية الاسرائيلية, رفض بيان الرباعية الدولية إذا تضمن ما سمته الشروط الفلسطينية, للدخول في المفاوضات المباشرة، وأنها ستنتظر البيان الأميركي المتوقع بعد الرباعية, الذي وصفته بورقة التوت التي تغطي الشروط الفلسطينية المسبقة, فان ذلك يؤشر إلى طبيعة المعركة التفاوضية المقبلة تحت عنوان المفاوضات المباشرة,
التي قررت إسرائيل اثرها عدم قبول دعوة الرباعية إلى الشروع فيها، وأجمعت عصابة السبعة على ضرورة صدورها من واشنطن. ومعروف أن السيناريو الموضوع للمرحلة المقبلة يتضمن أن ترسل واشنطن دعوة منفردة للإسرائيليين والفلسطينيين للبدء في المفاوضات المباشرة دون شروط مسبقة.منظمة التحرير الفلسطينية كما هو معروف تنتظر قبول إسرائيل بيان الرباعية الدولية, المنتظر أن يحدد مرجعية المفاوضات وجدول أعمالها وسقفها الزمني, مع المطالبة بوقف شامل للاستيطان الإسرائيلي, وفي هذا الاطار استقبل الرئيس الفلسطيني مبعوث الرئيس الاميركي ديفيد هيل مساعد وزيرة الخارجية الأميركية, لبحث الصيغة النهائية لبيان الرباعية, وليس سراً أن الفلسطينيين يشعرون أن هناك تقدما حتى هذه اللحظة, وفي الاثناء يواصلون مشاوراتهم مع أشقائهم العرب, قبل إعلان موقفهم الرسمي من بيان الرباعية, المأمول أن يكون تكراراً لبيانها السابق في آذار الماضي, والداعي لتجميد الاستيطان، والتفاوض بهدف التوصل إلى اتفاق في غضون عامين.على عتبة هذه الخطوة المصيرية بالنسبة للشعب الفلسطيني, أعلنت بعض الفصائل الفلسطينية من خارج حدود الوطن, موقفها العدمي برفض أي مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة, بدعوى أن قرار التفاوض المباشر يحمل نتائج وتداعيات خطيرة على مصالح الشعب الفلسطيني, وترى هذه الفصائل التي لم تطلق رصاصة واحدة ضد اسرائيل منذ سنوات طوال, وبالعين الحولاء, أن عزلة اسرائيل تشتد ويطبق الخناق حول كيانها العنصري، في حين تأتي المفاوضات لتقديم طوق النجاة لفك العزلة عن اسرائيل, وينسى هؤلاء ظروف شعبهم, وبالأصح أنهم لايعرفونها ولايدركون حجم الضغوط التي يتعرضون لها. ويتجاهل هؤلاء أو أنهم غير معنيين بموقف الجامعة العربية, وهي تأمل أن تتبنى الرباعية موقفا مناسبا يساعد في إطلاق المفاوضات المباشرة, مع التأكيد على المطالب الواضحة المرتبطة بمرجعيات عملية السلام وضرورة الوقف الكامل للهجمة الاستيطانية على الارض الفلسطينية.وعلى عتبة هذه الخطوة الشديدة الاهمية بالنسبة لأمن واستقرار المنطقة والعالم, فان الدول الكبرى وعواصم القرار مدعوة لمساندة الموقف الفلسطيني العاقل, ودعم الشعب الفلسطيني, وهو يسعى سلمياً لنيل حقوقه المشروعة, بدلاً من ممارسة الضغوط عليه, وليس كافياً التحرك الاميركي الذي تقوده وزيرة الخارجية, ولا نبرة التفاؤل التي نجهل إلى ماذا تستند, إلا إن كان مجرد توقع أن يجمد نتنياهو الاستيطان حال بدأت المفاوضات المباشرة, والاعتماد على دعم الاردن ومصر لعباس, فواشنطن ودول القرار مدعوة للتعامل مع حجم التعقيدات الحقيقي أمام العملية السلمية، بدءاً من الوضع الداخلي الفلسطيني والاشكاليات على الأرض، وعدم الاكتفاء بالاشادة بالتقدم الأمني على الأرض وأن اعطاء أي اتفاق جداول مرحلية سيساعد في تنفيذها.ملفات الأزمات في الشرق الاوسط مترابطة, وواشنطن مطالبة بمقايضة تشددها تجاه الملف النووي الايراني, باعادة نتنياهو إلى مائدة التفاوض المباشر ليس فقط لإنقاذ ائتلافه الحكومي, وإنما للتوصل إلى حلول حقيقية, تتمثل في التنفيذ العملي لحل الدولتين الذي ليس في الافق سواه في المرحلة الراهنة, وحتى لاننتقل إلى مرحلة أخرى, يغيب فيها صوت العقل والاعتدال, وتتسيد نبرة التطرف التي لن تقود لغير الارهاب. فعلى واشنطن السعي لحل لايظلم الفلسطينيين ويذلهم استناداً إلى واقعهم وواقع العرب القابل للتغير, وإنما استناداً إلى القيم الاميركية التي تمجد الحق والعدالة, لتضمن للحل المنشود النجاح والاستمرار.
خارج الحدود: المفاوضات المباشرة على الأبواب
نشر في: 17 أغسطس, 2010: 08:08 م