TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > في الواقع الاقتصادي: فوضوية سوق السيارات

في الواقع الاقتصادي: فوضوية سوق السيارات

نشر في: 18 أغسطس, 2010: 05:52 م

عباس الغالبيلعل ظاهرة دخول سيارات المنفيست بعيد سقوط النظام السابق عام 2003 المشهد الابرز في سوق السيارات في العراق ، حيث انفتحت الحدود على مصراعيها من دون ضوابط ومعايير لدخول السيارات ذات الموديلات القديمة ليس من دول الجوار فحسب ، بل من كل حدب وصوب واصبحت المانيا وامريكا من المصدرين الاوائل للسيارات المستعملة ،
 واصبحت المنافذ الحدودية تعج بالسيارات المستوردة من مختلف الموديلات والمناشئ في مشهد ألقى بظلاله على حركة البيع والشراء  لاسواق السيارات في الداخل من جهة ، وعلى البعد القانوني ( المروري ) من جهة اخرى ، اضافة الى مايتعلق بتأثير السيارات الداخلة على حركة السير وماتخلقه من اختناقات مرورية تضيف عبئاً  على حركة الناس في بغداد والمحافظات الاخرى .المشهد فوضوي بلاشك تطلب عام 2003 والاعوام التي تلته اجراءات حكومية من شأنها ترتيب مشهد دخول واستيراد السيارات ، إلا ان الامر يبدو كما هو المشهد السياسي والاقتصادي يعاني من ترهلات وارهاصات ثقيلة تتعامل مع المعطيات دائماً بإجراءات ترقيعية بدأها الحاكم المدني بول بريمر في اجراءاته الاقتصادية الترقيعية على طريقة الوصفات الجاهزة ، والتي لم تثبت صوابها اتجاهاتها ودقة حساباتها وملائمة حيثياته ، وبدت تلك الاجراءات البريمرية الترقيعية وكأنها في وادٍ والمشهد الاقتصادي في وادٍ آخر ، حيث لم تكن تجارة السيارات الارتجالية وغير المنضبطة بمعزلٍ عن تلك الاجراءات التي أغفلت تماماً عن كثير من المشاهد الاقتصادية ذات المعطى الواقعي المرتبط بحركية المستهلكين اليومية .ولم تستمر الامور على حالها ، بل اصدرت الحكومة المنتهية ولايتها الحالية تعليمات واجراءات بتحديد الاستيراد لموديل عام 2006 صعوداً ، وتسقيط سيارات قديمة من ذوات لوحات الارقام البيضاء محل كل سيارة داخلة مسجلة في دوائر المرورسعياً لتقنين السيارات الداخلة وتحجيم المشهد المنفتح الفوضوي السابق الذي بدأ مباشرة عقب دخول القوات الامريكية العراق عام 2003 ، إلا ان اللافت للنظر هو عدم معرفة مسوغات وأسباب التأخير الذي نراه متعمداً في نقل ملكية السيارات المنفيست التي تحمل لوحات ارقام سوداء بأخرى دائمية ثابتة ووضع حد لهذا المشهد الفوضوي غير المجدي اقتصادياً وخدمياً ، في وقت كان الاجدر ان تلجأ الحكومة عبر تعليمات وقرارات تصدرها الى دوائر المرور لتسقيط موديلات محددة من السيارات ونقل ملكية السيارات غير المشمولة بالتسقيط وترتيب مشهد السيارات وتوحيد الارقام بلوحات موحدة وجديدة وذات مواصفات تقنية وجمالية عالية الجودة والمتانة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

وفاة الشاعر العراقي موفق محمد

قمة بغداد: السيسي وملوك الأردن والبحرين في مقدمة الحضور العربي

مرور الأنبار تؤمن انطلاق قوافل الحجاج حتى منفذ عرعر

أمين صندوق يختلس أكثر من 10 مليارات دينار من كمارك الجنوب

الورقة بـ143500 دينار.. استقرار أسعار صرف الدولار بالعراق

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram