المنصور (بغداد) – 964

تعتمد مطاعم ومحال بيع حلويات بمنطقة المنصور في بغداد، على العاملين السوريين، بشكل متزايد فإضافة إلى انجذاب العائلات العراقية لمذاق الأكلات السورية وطريقة إعداد أطباق الشاورما وبعض أنواع الحلويات، يضفي شبان سوريا وشاباتها بلهجتهم وأسماء مطاعمهم، لمسة مختلفة على شوارع المنصور وبعض مناطق الجادرية وزيونة.

الشاب محمد الملا الذي يعمل في محل حلويات "سعيد أسطة"، يتحدث لشبكة 964.. ويقول "أنا مرتاح مع زملائي السوريين للعمل هنا في منطقة المنصور، حيث إنني أبقى فيها ليل نهار، ولا أتجول في أماكن أخرى من بغداد، كوني تأقلمت مع الناس وطبائع البغداديين، وهو الحي الذي جئت إليه مباشرة من سوريا".

الشاب نزار مكارم الذي يعمل نادلاً في مطعم "عروس دمشق"، يبين لوكالة ميديازان، إن شهرية أغلب العاملين السوريين في المطاعم تتراوح بين 400 و500 دولار لساعات عمل تصل إلى 12 ساعة، أما الأجر اليومي للشيف السوري، فتصل إلى 50 ألف دينار ".

أما سوزان وهي سورية تعمل موظفة كاشير في مطعم "تكساس برغر"، فإنها عملت في أكثر من مدينة عراقية، أربيل والناصرية وحاليا في بغداد، توضح لوكالة ميديازان "أحببت الناس في الناصرية حينما كنت أعمل في مطعم رويال الملكي، كرماء عندهم شهامة ويحترمون السوري وأسلوبهم حلو بالكلام".

سوزان تقول إن منطقة المنصور البغدادية جميلة أيضاً، وأناسها طيبون، لكنها منطقة تجارية بحتة "إنك تعمل هنا مثل روبوت، وليس ثمة مجال للتواصل الانساني كما في مدن أخرى أكثر هدوءاً".

لكن حياة السوريين في بغداد ليست محاطة بالزهور والترحاب، تستدرك سوزان بالقول "أشعر بالندم في بعض الأحيان لأني قررت المجيء إلى العراق، خاصة في مواقف صعبة، حين أوقفني أحد الضباط في سيطرة أمنية، وبالغ بتأخيري والتدقيق معي، الامر الذي دفعني إلى الانهيار، وتذكيره بمواقف السوريين مع أشقائهم العراقيين الذين عملوا في سوريا سنوات طويلة".

وتتابع "أنا من عائلة فتحت منزلها مجاناً لعوائل عراقية إبان فترة العنف الطائفي، وذكّرتُ الضابط بهذه العلاقة بين الشعبين ودعوته للتوقف عن مضايقتي، وقد استجاب لهذا بالفعل".

سوزان تقرّ بأن هناك تعاملا مختلفا مع المرأة في المنصور، وأنهن يحظين بتقدير أكبر، لكنها لا تخفي عدم ارتياحها من بعض جوانب الحياة.

الشاب سعد شلغين الذي يعمل موظف كاشير في "شاورما أحلى زلمة"، وهو من المطاعم المعروفة في منطقة المنصور، قال لشبكة 964؛ "منذ عام ونصف، وأنا أعمل في المنصور وتعودت على الجو والناس وعرفت كل شيء عن أزقة المنصور وشوارعها وأحب طبيعة سكان هذا الحي، بعد عمل سابق في بابل وكربلاء والموصل".

مطعم كص "الآغا البغدادي" من المطاعم حديثة الافتتاح، يعمل بكادر سوري كامل باستثناء عامل مصري واحد هو محمود الشعراوي، يقول "أنا المصري الوحيد بين السوريين في هذا المطعم، وهم شباب نشيطون، يحبون العمل ويحترمون الآخرين، ولا أشعر بأي اغتراب بين زملائي السوريين، ولا في حياتي مع العراقيين".

أيهم حسن، طباخ سوري يعمل في مطعم "فطور سعدكم" بشارع 14 رمضان في المنصور، يقضي عامه الثاني في بغداد، يقول إن العمل متعب في العراق بعض الشيء، "لكني أستمتع بتعلّم وتحضير بعض الوجبات العراقية مثل اللوبيا والباقلاء بالدهن".

ويشترك معظم الموظفين والطباخين الذين تحدثوا لشبكة 964، بأنهم يعيشون تجربة جديدة ومثيرة في التعامل مع الذائقة العراقية في الأكل، والتباين مع المطبخ الشامي، فيما يتضح من مستوى الاقبال أن المطبخ السوري يتمكن بشكل متصاعد من حجز موقعه على قائمة الأكثر طلباً بالنسبة للعراقيين.