بغداد / المدى - وكالاتاستطاع وفد ائتلاف الكتل الكردستانية كسر حالة الجمود السياسي وتحريك اجواء المحاورات شبه المتوقفة, وحققوا نجاحاً قد يبدو جزئياً , لكنه مهم في مجال اعادة جو التفاوض بين الكتل السياسية للوصول الى حل لازمة تشكيل الحكومة .
وفي هذا السياق يؤكد وفد ائتلاف الكتل الكردستانية ان ورقة العمل التي يحملها تهدف الى تحريك ما وصفه بالجمود السياسي.وكان وفد ائتلاف الكتل الكردستانية المفاوض برئاسة روز نوري شاويس قد عقد اجتماعا بعد الحوارات التي اجراها الوفد ونجاحه في تحريك الجمود السياسي في البلد. ويرى محللون ان الكتل الكردستانية تسعى الى تأدية دور "بيضة القبان" لتكون الشريك المرغوب فيه لتشكيل الحكومة. المهم ان وفد ائتلاف الكتل الكردستانية اتفق على ديمومة وتيرة المفاوضات من اجل تشكيل حكومة شراكة وطنية تحظى بالقبول العام وفي أسرع وقت ممكن.وأوضح عضو وفد ائتلاف الكتل الكردستانية محما خليل في حديث مع (كونا) ان ثمة استجابة من قبل بعض الكتل السياسية للورقة التفاوضية الجديدة التي طرحها ائتلافه الأسبوع الماضي.وأكد خليل ان ابرز ما في ورقة العمل المقدمة هو "التأكيد على تشكيل حكومة ائتلافية خلال المرحلة المقبلة" مشيرا الى ما تتضمنه من مقترحات لتشكيل الحكومة ورؤية تم الاتفاق عليها بين جميع مكونات ائتلاف الكتل الكردستانية بشأن مطالب الكرد وبرنامج حكومي وخارطة طريق.وفي نفس السياق أعتبر رئيس قسم العلوم السياسية في الجامعة الاسلامية بالنجف، أن الكرد هم عامل مؤثر ومازلوا "بيضة القبان" خصوصا في عملية السعي لتشكيل الحكومات وفي ترتيب الاوراق السياسية في الداخل العراقي بدليل الورقة التي قدموها والتي تشير الى موقف قوة , ومؤشر على جديتهم لتحقيق مصالح شعبهم وهو موقف مشروع . وقال حيدر السيد سلمان لوكالة كردستان للانباء إن "الكرد يتمتعون بواقع مختلف عن بقية انحاء العراق وهناك نوع من الانسجام بين جميع الكتل الكردستانية التي فازت بالانتخابات كما ان هناك وعياً ونضوجاً عند اغلب القوى الكردية لتحقيق ما تصبو اليه جماهيرهم من مطامح سياسية". ورأى ان "الكرد نظروا بشكل واضح وصريح الى المشاكل المحيطة بالعملية السياسية وقدموا ورقتهم وعرفوا ان لهم من المقاعد النيابية مايستطيعون من خلاله تحقيق مصالح شعبهم". واوضح ان "الورقة التفاوضية تمثل سقف المطالب الكردية وبالتالي هم يحاولون ان يتوصلوا الى الوسطية التي اعتقد انهم سيقبلون بها خصوصا مايتعلق بالمادة (140) وتسليح وتجهيز وتدريب البيشمركة وحماية اقليم كردستان , كما انهم يحاولون الحصول على اكبر قدر ممكن من المكاسب في التشكيلة الحكومية المقبلة وذلك جزء من ستراتيجية كبيرة وضعها الكرد لتحقيق مطامح شعبهم وهذا حق مشروع". وتتضمن ورقة مطالب الكرد التي طرحها الوفد المفاوض في بغداد منذ بدء جولة مفاوضاته في منتصف حزيران الماضي والتي استؤنفت من جديد اوائل آب الجاري، أخذ ضمانات من الاطراف السياسية بشأن جملة من المطالب كشرط اساسي لعقد التحالفات معها ، ابرزها الحصول على ضمانات تحريرية لتنفيذ المادة 140 من الدستور، الخاصة بتطبيع الاوضاع في مدينة كركوك والمناطق المتنازع عليها بين حكومتي بغداد واربيل، ومنح الكرد وزارة سيادية فضلا عن منصب رئيس الجمهورية، ومعالجة مسألة العقود النفطية، وتأمين ميزانية لقوات البيشمركة، واجراء احصاء سكاني عام، والتعهد بعدم انتهاك الدستور والنظام الفيدرالي في العراق. ويملك الكرد 57 مقعدا من أصل 325 مقعداً يتألف منها مجلس النواب العراقي، 43 مقعدا للتحالف الكردستاني، وثمانية لقائمة التغيير، وأربعة للاتحاد الإسلامي، ومقعدين للجماعة الإسلامية.ويشهد العراق منذ اعلان المحكمة الاتحادية عن مصادقتها على نتائج الانتخابات في الاول من حزيران / يونيو الماضي حراكا سياسيا بين الكتل الاربع الفائزة في الانتخابات لتشكيل الحكومة بيد ان هذه الكتل لم تنجح حتى الان بالاتفاق على تشكيل الحكومة بسبب الصراع على رئاسة الوزراء وحق تشكيل الحكومة. وافضت نتائج انتخابات شارك فيها نحو 12 مليون شخص وأكثر من ستة آلاف مرشح الى اكثر من أربعة أشهر من الشلل السياسي فيما تبقى عملية تشكيل الحكومة اختبارا حقيقيا لعملية تحول العراق الى الديمقراطية والتزام القيادات العراقية بالدستور .
محللون: الكرد مازالوا "بيضة القبّان" في عملية تشكيل الحكومة
نشر في: 18 أغسطس, 2010: 06:25 م