حاوره: يوسف المحمداويبحجم المناصب الحزبية والحكومية التي تولاها على امتداد أكثر من أربعة عقود من العمل كان تواضعه، دكتوراه ليس في الهندسة الكهربائية وإنما أيضاً في الصراحة والجرأة وسعة الصدر والصبر، إنه الدكتور روز نوري شاويس نائب رئيس الوزراء العراقي ورئيس وفد الكتل الكردستانية المفاوض للقوائم الأخرى بشأن تشكيل الحكومة،
أعطانا ضعف ما نريد من الوقت وهو يحاور (المدى) في صفحة ضيف الخميس، مبيناً لها أن تحالفهم تبين له بعد المفاوضات مع الكتل السياسية الأخرى، ان ائتلاف دولة القانون هي القائمة القريبة جداً من التحالف الكردستاني، وعزا ذلك للقواسم المشتركة والمتشابهة التي تربطهم، وأوضح القيادي البارز في الحزب الديمقراطي الكردستاني، ان ائتلافي دولة القانون والائتلاف الوطني، إذا ما تخليا عن مشاكلهما واتحدا تحت يافطة التحالف الوطني سيكون مرشحهما لرئاسة الوزراء أكثر حظوة من بقية مرشحي القوائم الأخرى، لشغل ذلك المنصب.وبشأن حل قضية كركوك أكد شاويس ان حلها يأتي وفق المادة (140)، مضيفاً: أن كركوك مدينة عراقية بالانتماء والاسم حتى وان انضمت للإقليم، موضحاً أن الأكراد لن ينفصلوا عن العراق طالما يجدون حكومة تحترم جميع مكوناته، وفيما يلي نص الحوار: حزمة من المناصب من هو روز نوري شاويس؟- ولدت في محافظة السليمانية عام 1947، من عائلة عراقية امتهنت العمل السياسي، فوالدي هو نوري شاويس الشخصية السياسية المعروفة، وكذلك والدتي امتهنت العمل السياسي ، أكملت دراستي الابتدائية متنقلاً بين بغداد وكركوك والموصل، وأنهيت الإعدادية في السليمانية، في عام 1966 دخلت جامعة الموصل قسم الهندسة الكهربائية، سافرت إلى ألمانيا الديمقراطية لإكمال دراستي العليا فيها عام 1972، وحصلت على شهادة الدكتوراه في الهندسة الكهربائية، انخرطت في صفوف الحزب الديمقراطي الكردستاني منذ نعومة أظفاري، وتدرجت بالعمل الحزبي فيها، حتى أصبحت عضو مكتب سياسي للحزب، وساهمت في تفعيل الحركة الطلابية الكردستانية، حيث كنت رئيساً لجبهة الطلبة الأكراد في أوروبا عام 1975، بعدها التحقت من جديد في صفوف الثورة الكردية عام 1979، وبعد انتفاضة 1991، ساهمنا بانجاح التجربة الديمقراطية في كردستان العراق، وحينها كنت رئيس كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني في البرلمان، بعدها استلمت منصب نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية في أول حكومة كردستانية عام 1992، وفي العام 1996 أصبحت رئيس الوزراء في الإقليم وبقيت أمارس عملي فيه حتى سقوط النظام البائد. توليت رئاسة برلمان الإقليم لغاية عام 2004، وأصبحت عضواً مناوباً في مجلس الحكم كنائب للأستاذ مسعود البارزاني، وعضواً في البرلمان السابق وتخليت عن المقعد لأحد الأخوة من الطائفة الأيزيدية، ونائباً لرئيس الجمهورية الشيخ غازي الياور، نائباً لرئيس الوزراء في حكومة الجعفري، ومنذ كانون الأول هذا العام وأنا أمارس عملي كنائب لرئيس الوزراء.العامل الخارجي لعب دوراً سلبياً المشهد السياسي كما يراه المتابع الآن، هو وجود سلم ضيق يؤدي إلى غرفة فيها كرسي مهم، وهناك أكثر من شخصية على باب ذلك السلم المؤصد إلى الآن، يحاول بشتى الطرق الوصول أولاً إلى كرسي الغرفة، ومع تأخر تشكيل الحكومة، هناك آراء تقول ان القادة الموجودين غير مؤهلين سياسياً لقيادة البلد، وهذا الكلام جاء على لسان عدنان الباججي في حوار مع قناة الجزيرة.. ماذا تقول أنت؟- الحقيقة سؤالك في محله، ففي ظل الأزمة التي نعيشها، والمشهد الضبابي والمقلق الذي يعوق عملية تشكيل الحكومة، من الطبيعي أن تتولد الشكوك لدى البعض بعدم أهلية بعض الساسة في قيادة العراق، لكن السؤال الذي يجب أن يطرح بواقعية، هل بالفعل أن جميع القادة في العراق غير مؤهلين سياسياً؟ بالتأكيد... لا.. نعم مثل تلك التقولات مطروحة من بعض الذين يحاولون تسليط الأضواء إعلامياً عليهم، لكن الحقيقة لدينا المئات من الساسة أصحاب الخبرة والتجربة والحنكة السياسية، والعراق كما معروف عنه منجم ومنتج دائم للسياسيين الكبار، ولكن المشكلة انك لا تجدهم مجتمعين في أمكنة وأزمنة مناسبة، وهذا له دور في عدم وضوح بصمات تلك الكفاءات، وما يحدث الآن هو وجود كتل فائزة في الانتخابات بأرقام متقاربة، وهذه القوائم تتنافس على أهم منصب في الدولة الذي له من الصلاحيات المغرية ما يجعل هذا التنافس على أشده بين تلك القوائم، وبرأيي هذا الأمر هو من أهم أسباب تأخير تشكيل الحكومة. ألم تساهم التدخلات الخارجية في عملية التأخير؟- العامل الخارجي لعب دوراً سلبياً واضحاً في هذا الشأن، وما لمسناه أن بعض الدول لم يكن تدخلها باتجاه دعم تشكيل الحكومة من خلال وقوفها على مسافة واحدة من الجميع، بل على العكس، وجدنا البعض يساند كتلة على حساب أخرى، ويدعم توجهاً معيناً ضد توجه آخر، والتدخلات كثيرة وكبيرة وتمتد إلى أكثر من التدخلات العربية والإقليمية، وهذا ما ساهم في تمسك كل طرف بموقفه، لكونه يجد نفسه مدعوماً ومسنوداً من قبل ذلك الطرف، ولضمان مكاسبه في الداخل.فقدان الثقة بالسياسيين هذا يعني أنهم يعملون وفق توجيهات من مرجعيات خارجية؟- لا يعملون بتلك التوجيهات فقط، وإنما ينفذون لها أموراً قد تكون غير من
روز نوري شاويس لـ المدى:دولة القانون هي القائمة القريبة جداً من التحالف الكردستاني
نشر في: 18 أغسطس, 2010: 08:02 م