جقلبان
لانه يصر على استقلاليته ويرفض الخطوط الحمر من اية جهة كانت ، ويتمتع بحرية التعبير الممنوحة له ولزملائه من الاعلاميين ، في زمن الديمقراطية، وجد احدهم في العمل الصحفي خير وسيلة لخدمة "المواطنين " ، الا انه وفي لحظة مراجعة الذات لتقويم الاداء اكتشف بان عمله يشبه النفخ بقربة مثقوبة ، لادراكه بان المسؤولين الكبار، وحتى اصغر فراش في الدوائر الرسمية ، غير معنيين بما ينشر ، والقصص الخبرية المدعومة بوثائق وحقائق حول الفساد والمفسدين حصل عليها من الجهات المتصارعة والمتنافسة في الساحة السياسية، ومنها استخدام المال العام لأغراض شخصية، وتسلم مبالغ بملايين الدولارات، لقاء القيام بوساطات لحصول شركات اجنبية على عقود استثمارية في بلاده، فضلا عن حصوله على بيانات دقيقة بخصوص شراء مسؤولين كبار عقارات في دول الجوار ، نشرت ولم تترك اي تاثير يذكر لدى الرأي العام .
في موقف يوصف بانه "جقلبان" على السلوك المهني والرسالة الاعلامية في البحث عن الحقيقة قرر الصحفي ترك المهنة والتوجه الى عمل اخر يمنحه فرصة اخرى لكشف ملفات "خطيرة " وامام بسطية في سوق الشورجة تضم العاب اطفال وحاجيات اخرى جعل من صوته وسيلة اعلام "مستقلة " لجذب الزبائن وشراء بضاعته " علج ايراني ابو النفاخة" المستورد القيادي في" حزب الـ ..... "ودب صيني يجيد النشيد الوطني ، استيراد شركة فلان عضو مجلس النواب عن الكتلة الفلانية ، وشيكولاته تركية مصنوعة خصيصا للعراق لحساب شركة يديرها مستشار معروف.
الكثير من المارة ينظرون الى صاحب البسطية بانه مجنون ، ولا سيما انه في بعض الاحيان يسترسل بالحديث عن علاقة شخصيات عامة سياسية طبعا بممثلات سوريات ولبنانيات وعارضات ازياء من مختلف الجنسيات والاشكال والالوان ، ويدعو الاحزاب الوطنية ان وجدت كما يقول لتنظيم تظاهرات احتجاجية للدفاع عن العملية السياسية والتجربة الديمقراطية وانقاذها من الانحطاط .
المارة يحسدون الصحفي ابو البسطية على احتفاظه بحياته حتى الان ، فصراخه المستمر يكفي لاتهامه بالمادة اربعة ارهاب ، وطالما حذروه من ممارساته اللامجدية في الاصلاح ، وعليه ان ينتظر انعقاد المؤتمر الوطني لتحقيق حركة اصلاحية شاملة والتمسك بالصبر الجميل لحين تشريع المزيد من القوانين وتحسين العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية ، وحينذاك ستمرر جميع القوانين المعطلة وينتقل العراق الى مصاف الدول المتقدمة ، وسيقف شعبه وراء "الدب الصيني" ليردد النشيد الوطني ، بعد تطوير ادارة الملف الامني والقضاء على المجاميع الارهابية المرتبطة بدول الجوار ، ويختفي المجادي من شوارع بغداد ، ويتم الاعلان عن هيئة وطنية مستقلة تستقبل شكاوى المواطنين المنشورة بالصحف المحلية، ومثل هذا التحول والتطور في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، لا يمكن ان يحصل في الاحلام ، وربما يحتاج الى جقلبان عسكري ، وفي ضوء الظروف الموضوعية والذاتية واللوجستية وغيرها من العوامل الاخرى من المستبعد حصول ذلك ، لان طريق تسلم السلطة في العراق لايتم الا بصناديق الاقتراع ، وليس عن طريق بسطية الصحفي في سوق الشورجة .
عمودنص ردن عدد(2617)
نشر في: 9 أكتوبر, 2012: 06:39 م
انضم الى المحادثة
يحدث الآن
أسعار النفط تقفز بأكثر من 2% بعد هجوم بمسيّرات على مستودع روسي في نوفوروسيسك
الموارد المائية: مياه الشرب مؤمّنة بالكامل وخطط سنوية لمواجهة انخفاض المناسيب
واشنطن تدرج 4 كيانات أوروبية على لائحة الإرهاب وتتهمها بتنفيذ حملة عنف سياسي
العراق يتأثر بحالة من عدم الاستقرار الجوي: أمطار رعدية وثلوج على المرتفعات الجبلية
الضمان الصحي يشمل أكثر من 2.5 مليون مواطن.. والصحة تؤكد استمرار الخدمات المجانية الأساسية
الأكثر قراءة
الرأي

الأقليات وإعادة بناء الشرعية السياسية في العراق: من المحاصصة إلى العدالة التعددية
سعد سلّوم تُظهر القراءة في التحوّلات الأخيرة التي شهدها النظام الانتخابي بعد تعديل قانون الانتخابات عام 2023 أنّ العملية السياسية عادت إلى بنيتها التقليدية القائمة على ترسيخ القواعد الطائفية والمناطقية. وقد تكرّس هذا الاتجاه...










جميع التعليقات 1
ابو سعد
اجمل شرطيه عراقيه بعد سقوط الصنم