باسم عبد الحميد حمودي نحن في الأسبوع الأول من (رمضان) المبارك وقد جرى الزمان على تقاليده الشعبية فاختفت او كادت- سهرات المحيبس في المقاهي الشعبية وغاب عن حواري وشوارع بغداد (أبو طبيلة) وقت السحور وكان –الى سنوات قريبة- يمارس (مهنته)
الموسمية بشكل متطور، ففي عصر الخمسينيات من القرن العشرين كان (المسحراتي) او (أبو طبيلة) يدور بطبله موقعاً عليه نداءاته للناس بالقيام من النوم وتناول طعام السحور وهو يقضي وقتاً طويلاً نسبياً في الدوران في الشوارع، لكنه بعد ذلك غير طريقته واستخدم سيارة البيكب حيث يقف مع طبله في حوضها وهو يضرب الطبل وينادي، اما اليوم فقد اختفى من كثير من محلات بغداد.من تقاليد رمضان الجميلة قديماً السهر في المتنزهات والحدائق وتناول العصير او (التمتوعة) وزيارات الأقارب والجيران المتبادلة وقيام ربة الدار قبيل الإفطار بإرسال صحن من طعام الأسرة للجيران للإهداء وقيام بعض الأسر الموسرة او الأقل مستوى بإرسال وجبة طعام إفطار الى الجامع والحسينية المجاورين ليفطر المصلون عليها ويقرأون الفاتحة على أرواح أعزاء الأسرة الذين رحلوا واعتقد ان هذا التقليد لا زال مستمراً وراسخاً.من تقاليد رمضان الدينية صلاة التراويح وسماع الدرس الديني والعاب الصبيان في الشوارع والحارات قبيل الإفطار واجتماعهم بعد هذا (بعد الإفطار) على شكل مجاميع للدوران على البيوت ونيل نقود (الماجينه) وصياحهم (يا أهل السطوح تنطونه لو نروح) وذلك اذا تعطل أهل الدار عن تلبية النداء فإذا (انطوا اذن الطرشه) صاح الصباح (سربس على سربس تنطونه لو نتكربس) فإذا امتنعوا صاح الصغار (جبوا علينه الماء يا بيت الفكر) و(الفكر) هو (الفقر) ولا ماء رمي ولا يحزنون لكن التاريخ الاجتماعي يقول ان الناس قديماً كانوا يفطرون- وقت الصيف) في سطوح المنازل وكان أبطال (الماجينه) الصغار يكثرون من التجوال والصياح فيعمد احد أطفال البيت او بناته برمي الماء من السطح الى الشارع لتفريق أبطال (الماجينه) الذين سرعان ما ينصرفون منادين بأنشودتهم (جبوا علينه الماي..) ولا احد يزعل ولا احد يعاتب فالحياة ماشية ورمضان كريم دوماً ومن كرمه ان يمن الباري على الناس بالأمان والسلام ويوفر لرمضان وسائر الأشهر والأيام حرية الحياة الآمنة للجميع وكل رمضان وانتم بخير.
رمضان الأمس :رمضان والحياة الاجتماعية
نشر في: 18 أغسطس, 2010: 09:10 م