اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > عام > إحسان الجيزاني: الفوتوغراف وسيلة فاعلة تعبيرية لإيصال رسالة

إحسان الجيزاني: الفوتوغراف وسيلة فاعلة تعبيرية لإيصال رسالة

نشر في: 4 سبتمبر, 2023: 10:25 م

يرى أن البعض قد يخاف من قوة و هيمنة الصورة، لأنها صريحة في مواجهتها

حاوره/ علاء المفرجي

احسان الجيزاني مخرج ومصور عراقي يعيش في المانيا من مواليد بغداد ١٩٦٧ شغل منصب نائب رئيس النادي الالماني للفوتوغراف ـ كاميرا ٦٦ـ في مدينة شتوتكارت الالمانية

وهو عضو في الاتحاد الالماني للمصورين DVF، عضو في نادي كاميرا ٦٦ الالماني، عضو في الجمعية العراقية للمصورين وحاصل على العديد من الجوائز العالمية ولقب بالمصور الثوري وسفير الاهوار بالخارج.

شارك الجيزاني بمعارض عالمية فردية تناولت هموم الانسان والبيئة في مختلف بلدان العالم وبشكل منتظم من عام ٢٠٠٢ الى عام عام ٢٠١٩ في المانيا، العراق، البحرين وبريطانيا واميركا وفرنسا والدنمارك واليونان واسبانيا وصربيا وكرواتيا وقبرص وسلوفاكيا والنمسا ودول اخرى، وكذلك لديه العديد من المعارض المشتركة وعمل العديد من الافلام الوثائقية بما فيها عن الاهوار.

حصد الجيزاني جوائز عالمية عدة في أشهر المسابقات حول العالم، لما قدمه من أعمال فوتوغرافية توثق واقع وثفاصيل الكثير من القضايا في العراق.

أصبح الفنان احسان الجيزاني مصورا فوتوغرافيا عالميا، في بلد إقامته ألمانيا، على الرغم من عشقه للسينما، والتي أراد دراستها في بداية شبابه، لكن طلبه رفض بسبب الاشتراطات السياسية حينذاك، أخرج عدد من الأفلام الوثائقية، وأقام عدد من المعارض الفوتوغرافية في العديد من العواصم العالمية تناولت هموم الانسان والبيئة في مختلف بلدان العالم وبشكل منتظم من عام ٢٠٠٢ الى عام عام ٢٠١٩ في المانيا، العراق، البحرين وبريطانيا واميركا وفرنسا والدنمارك واليونان واسبانيا ودول أخرى.

حدثنا عن نشأتك والمصادرالتي تقاطعت مع هذه النشأة والتي جعلتك تتجه الى الفوتوغراف؟

نشأتي جنوبية كما تعرف، فأبي من البصرة وأمي من العمارة، ونشأت في تلك الحاضنة الجنوبية، تعلمت هناك في دراستي الأولية، أما ولعي بالفوتوتغراف، فقد بدأ وأنا في عمر الخامسة، عندما رجع عمي من الجزائر بداية السبعينيات، حيث كان يعمل مدرسا منتدبا هناك، وجاءت معه كاميرا التقط فيها صور كثيرة، ومرة دعاني لمشاهدة صوره، فكان سؤالي له بعد مشاهدة الصور: اين انت في الصورة.. ابتسم وقال: أنا موجود أنظر للصور جيدا. وطبعا هو لم يكن في الصور، فالصور كان موضوعها الناس والأماكن، عند هذا الحادث بدأ شغفي في الصور، اقتنيت وأنا ما أزال صبيا كاميرا روسية من نوع (زينيت) وهي كاميرا مشهورة في وقتها، وبدأت أمارس هوايتي في التقاط الصور في محل سكني، أو في المدرسة، حتى صرت المصور الوحيد، والتي كانت إدارات المارس يستدعوني لتصوير مناسباتهم.

هل فكرت بعرض القضايا التي تناولتها في اعمالك مثل الاهوار، وموت النخيل، والجفاف.. كرسائل الى المنظمات العالمية لتسهم في حلها، أو في الضغط على الحكومة العراقية في هذا المجال؟

كل معارضي هي قضايا عن الانسان والبيئة عن بلدي العراق وواجهت بها النظام الدكتاتوري والان الحكم الفاسد من خلال معارضي وكذلك قدمتها الى حقوق الانسان وعرضتها الى حكومة المانيا وبالاخص قضيت الجفاف ودعمت الاهوار في ادراجها في التراث العالمي.. ولحد هذه اللحظة انا في محاربة الحكومة الفاسدة الحالية وهي تتفرج على الجفاف بدون اي حل جذري لهذه المشكلة التي يواجهها العراق.. وانا في حرب دائمة مع مع حكومة الفساد.. الفنان موقف ورسالة

ما الذي يمكن ان يفعله الفوتوغراف كفن في ذلك؟

طبعا يستطيع فعل الكثير من الأبداع و الخروج لمساحات و مجالات اكبر.. بل ظهرت فنون جديدة، أو لنقل أخذت منحنيات جديدة وفارقة بدرجة كبيرة.. كلمتها اليوم في الأدب أكثر قوة من الكلمة او التعبير اللغوي. أجد الفوتوغراف اليوم يجمع جميع الفنون و الأدب و العلوم، و هنا أنا لا ابالغ بتاتا. بالأمس كانت المصطلحات و التخصصات و المجالات السياسية و الاقتصادية و الإجتماعية تفرق بين كل ذلك، و اليوم الكاميرا أو الصورة تجمع كل ذلك و تطغى على كل ذلك..

قد يخاف البعض من قوة و هيمنة الصورة، لأنها قوة في حقيقتها و صريحة في مواجتها.. الصورة اقوى من الكلمة.. الصورة تقوم بثورة و تفضح وحشية أنظمة و توقف حروب.. ولقوتها صار لها كرسي في برلمانات دول عظمى و حق تصويت يسقط هذا الحزب أو ذلك النظام. وهنا بحاجة ماسة لأن يكون لدينا اليوم وعي بكيفية أستقبال الصورة بأشكالها و فنونها..

أنت فوتوغرافي معروف في العراق أو في مغتربك بألمانيا، ما السبب في أنك تقصد السينما ايضا الى جانب الفوتوغراف؟

بدأ ولعي بالفن داخل بلادي، وهو ما جعل الامر سهلا في مغتربي في المانيا.. لكن المانيا عرفتني قبل العراق ومنها انطلقت شهرتي الى اوربا، وبعدها الى العالمية. في بداية حياتي كنت مولعا بالفوتوغراف حاولت ان دراسة السينما في كلية الفنون الجميلة بالعراق لكنها رفضتني واشترطت الانتماء الى الحزب الحاكم، وهذا الامر جعلني أكثر اصرار لتحقيق هدفي وهو السينما، وبعد هروبي من العراق رافقني كتاب لوي دي جانيتي (فهم السينما) الذي ترجمه المخرج العراقي جعفر علي، حتى أني في رحلة هروبي وعبور حدود دول كثيرة لم يفارقني هذا الكتاب كان رفيق دربي هذا الكتاب ووصل الحال بي بان ارمي الكثير من الاشياء الثقيلة اثناء هروبي لكن بقيت محتفظا بهذا الكتاب. وأول فيلم من اخراجي في ألمانيا هو فلم الجذور.

الفوتوغراف والسينما كلاهما وسيلة تعبير لإيصال رسالة، ففي الفيلم الوثائقي (الجذور) حاولت ان ألخص فيه السنوات الاخيرة قبيل تجفيف الاهوار، وقتل كل صور الحياة فيها من قبل النظام الاستبدادي الذي حمل شعار الموت، وهي رسالة الى العالم اجمع حيث الاهتمام بالبيئة من دول ومؤسسات معنية، لتكون التفاتة شبيهة بحملة تلك الجيوش الجرارة التي اتت بين ليلة وضحاها الى العراق من اجل البيئة وأسلحة الدمار الشامل كما تدعي.

أخذت منطقة الاهوار في العراق مساحة كبيرة في اشتغالاتك في الفوتوغراف والسينما، ما السبب في ذلك؟

نلاحظ في العراق أن المشهد الثقافي قاصر، في مسالة ما يعاني منه البلد، فلو كانت لدينا رسالة من شاعر أو أديب أو فنان تصل إلى الشارع وتأخذ صداها، لما قام السياسي العراقي الفاسد ببيع بلاده في وضح النهار، بدليل اننا لم نر سوى محاولات خجولة في الإشارة إلى الجفاف كواقع حال ولم يستعرضوا الحلول والنتائج جماهيريا، لا الإعلام ولا الكثير من المؤسسات الثقافية، ولهذا تراني احاول الى بعث الروح من خلال معارضي واذكر كل المسؤولين بهذه الكارثة التي سوف تؤدي الى نهاية عالم اول حضارة فيه، وهي حضارة لا تخص العراق وحده وانما العالم بأكمله لأنه ارث حضاري انساني، وهي حضارة بلاد الرافدين. وأكيد أني لم ولن اتوقف في ذلك.. لذا تناولت في كل معارضي الشخصية، وأفلامي موضوعة الاقتصاد والسياسة والبيئة والطفولة والتاريخ ولهذا فإن الألمان لقبت بالمصور الثوري مثلما لقبت بـ "سفير الأهوار" في الخارج لكثرة دفاعي عن هذه البقعة السومرية المنسية.

وفيلمك الوثائقي (فينيسيا واهوار العراق) عن الاهوار ايضا نال الكثير من الاهتمام، حدثنا عن ذلك؟

اعتمدت في هذا الفيلم أسلوبا حيا اجسده في معرضي التاريخي الذي لم يسبق لأحد إقامته وهو "فينيسيا وأهوار العراق" بالشراكة مع الفنان الإيطالي انطونيو سانتور، وهو معرض مقارنة بين الحضارتين الإيطالية والسومرية بصورة ناطقة، الأهوار وفينيسيا، وإيجاد أوجه التشابه بين البلدين، كون كلاهما يعيش على الماء، ولكن أوجه الاختلاف كانت هناك في إيطاليا حكومات وسلطات مدنية تهتم بتراثها، وعندما سمعت في يوم ما بان فينيسيا سوف تغرق قاموا ببنائها لتعيش للأبد، أما في العراق، فإن الأهوار ونهري دجلة والفرات تجف أمام أعين المسؤولين ولم تحرك لديهم أي مشاعر، وأستوحيت من هذا المعرض كان فلما وثائقيا وهو يجسد اوجه التشابه الاختلاف بين تلك الحضارتين.

لم اكتفي بالأهوار، فقد كان أرق التاريخ يعذبني كثيرا ليوغل في مضامينه ويفجر عبر عدستي الفاعلة ملفا آخر لا يقل خطورة عن الجفاف، ويزيد عليه بضياع الهوية ويتلخص في معرض موثق وشهادة للتاريخ عن سرقة الآثار العراقية، فعندما تعرض المتحف الوطني للنهب والسلب، أثناء يوم دخل المحتل العراق عام 2003. أقمت معرضا أسميته (آثارنا المسروقة) وأهديت الصور مؤطرة للمتحف الوطني العراقي بقياس 100 في 70 سم بعدد ستين لوحة، لكي أشارك في عملية بناء المتحف الذي تعرض للنهب.

في اغلب افلامك الوثائقية، مثل فيلم (الاهوار)، و(أرواح النخيل).. فأنك تشهر وثيقة على حجم الخراب الذي لحق ببلدك من جراء الفوضى السياسية.. ترى هل كنت تقصدت ذلك؟

كل هذه المعارض والافلام كانت برغبة عارمة ان أدافع عن وطن سلبه السراق والطارئون، ولم يقدموا الحلول وآثروا ان يتسابقوا بلعبة التدمير الممنهج وهي محاولة مني لرفض الاستسلام أولا وإرجاع الحياة للبيئة من خلال إرجاع المياه لها وهذه هي رسائلي المستمرة.

هل كانت كاميرتك الفوتوغراف تلتقط موضوعها، وفي نفس الوقت كنت تفكر في السينما لآلتقاط نفس الموضوع؟

كلاهما لا يفارقاني وهذا ما كان في فلم الجذور وكذلك في وفلم الميزوبوتاميا بعدسة احسان الجيزاني كان هو اخر فلم عمله المخرج عبدالرزاق حسين عني وهو فلم وثائقي يتحدث عن عدسة تدافع عن تاريخ وحضارة العراق وتحارب القبح من الشمال الى الجنوب ومدة الفلم ٤٥ دقيقة.

في المعارض الفوتوغرافية وافلامك الوثائقية، نلاحظ الموضوع نفسه؟ كيف اصبح ذلك؟

النخيل والاهوار أو الاثار كلها رموز لبلادي وهي المدخل اليه. فان موت نخيله وتجفيف أهواره، وسرقة اثاره، يعني حكم على العراق بالنهاية، تجفيفا حد التصحر، والموت البيئي، وتمزيق هويته ولهذا نراها مواضيع واحده لأنها تؤدي الى الموت.. ومن خلال هذه المواضيع أحاول استرجاعها عبر عدستي وافلامي.. وأحد معارضي الذي اسميته (البيئة واهوار العراق) الذي اقمته في اسبانيا، كنت اريد ان اعمل جسرا يربط العراق بأروبا.. لان دمار بيئة الاهوار سوف تؤدي بلاشك الى تغيير هجرة الطيور، فهي رساله الى اوربا والعالم لتحريك الضير العالمي بإحياء هذه البيئة المتمثلة بالأهوار.

الا ترى ان وضع العراق الان، يتطلب نشاطا كبيرا للافلام الوثائقية.

العراق بحاجه الى افلام وثائقية حقيقيه كثيره وليس بحاجه الى افلام تهرول وراء الجوائز في المهرجانات. فيجب علينا ان نضع في عين الاعتبار اولا واخيرا العراق فوق المصالح الشخصية. وانا اشد على ايدي بعض من شباب السينما في صنع افلام وثائقية مشغولة في التفاصيل الذي تهم هذا البلد.

و(فيلم الميزوبوتاميا بعدسة احسان الجيزاني) كان هو اخر فيلم عمله المخرج عبدالرزاق حسين عني، وهو فيلم وثائقي يتحدث عن عدسة تدافع عن تاريخ وحضارة العراق من الشمال الى الجنوب ومدة الفيلم ٤٥ دقيقة.

ما مشروعك القادم فيما خص الافلام الوثائقية. والمعارض الفوتوغرافية؟

للفن رسالة أراها بعدستي، وافلامي، وأجعلها قضية، ولا زلت أجسد هذا المبدأ بكل حذافيره فدعوتي للحياة مستمرة لأهوار العراق. هي دعوة لإعادة الحياة لآلاف العراقيين البسطاء الذين اعتادوا العيش في المسطحات المائية منذ الازل. التاريخ يتحدث بتفاصيل موغلة في القدم عن الاهوار ومياهها ونباتاتها وحيواناتها وكل شيء عنها، سومر منبع جذوري واجدادي سوف لن اتخلى عنها وعن مياه نهري دجله والفرات وتاريخهم، ومن هذا المنطلق لدي مشروع في طور الاكتمال.

أما على صعيد المعارض فقد كنت قبل أيان في برلين لزيارة المتحف وتوثيقه، قبل أن يستكما مشروع إعادة بنائه، وطبعا لالتقاط صور لبعض المنحوتات الرافيدينية التي يزخر فيها المعرض، وربما ستكون موضوعا لمعرض قادم لي.

ما الجوائز التي حصلت عليه؟

الجوائز التي حصلت عليها عالميا بالفن الفوتوغرافي هي في كل من المانيا والصين واميركا واسبانيا والنمسا واليونان وقبرص وتركيا وسلوفاكيا وصربيا وايطاليا واذربيجان وسلوفينا وصربيا وبلغاريا وهنكاريا ورومانيا وانكلترا وكرواتيا واوكرانيا وسويسرا والبوسنة..

فقد حصلت على الميدالية العالمية في المسابقة، وسيكون أسمي وصوري من ضمن الكتاب الجديد الذي يعد فريداً من نوعه، لحصولي على الجوائز العالمية للمسابقة وان هذا الإنجاز ليس لي فقط وإنما للعراق والعرب كافة، بعد أن يوضع اسم عراقي على لائحة أشهر المصورين العالميين.

وفي المسابقة العالمية للتصوير الفوتوغرافي التي اقيمت في دولة سلوفينيا، حصلت على ثلاث جوائز عالمية فيها وكانت من ضمنها الجائزة الذهبية، وكانت الجوائز تخص الأهوار، إذ حاولت أن انقل للعالم ما تتعرض له الأهوار وحضارة العراق من تجفيف متعمد لقتل حضارة الميزوبوتاميا وتجفيف النهرين من خلال إنشاء السدود من قبل دول الجوار.

وفي عام 2021، حصلت على الميدالية الذهبي العالمية بين العديد من المشاركين المصورين المحترفين من مختلف دول العالم في مهرجان الصورة في كرواتيا، والذهبية من الاتحاد الآمريكي PSA على صورة لشاب لاجىء صومالي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

نادٍ كويتي يتعرض لاحتيال كروي في مصر

العثور على 3 جثث لإرهابيين بموقع الضربة الجوية في جبال حمرين

اعتقال أب عنّف ابنته حتى الموت في بغداد

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

حارس إسبانيا يغيب لنهاية 2024

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

بعد ثلاثة عقود .. عباس الكاظم يعود بمعرض «خطوات يقظة» في الدنمارك

مذكرات محمد شكري جميل .. حياة ارتهنت بالسينما

بيتر هاجدو والسرد الصيني

عدد مجلة "أوربا" الخاص عن الأندلس .. نسمة هواء نقي في محيط فاسد

رمل على الطريق

مقالات ذات صلة

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟
عام

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟

علاء المفرجي هل سيجد الشعر جمهورا له بعد مائة عام من الان؟؟… الشاعر الأميركي وليامز بيلي كولنز يقول: " نعم سيجد، لأن الشعر هو التاريخ الوحيد الذي نملكه عن القلب البشري" فالشعر يعيش بين...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram