اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > هلا رمضان > اللهم إني صائم.. لماذا يتغير مزاج الناس في رمضان؟

اللهم إني صائم.. لماذا يتغير مزاج الناس في رمضان؟

نشر في: 18 أغسطس, 2010: 09:16 م

بغداد/ نصير العوامرغم أجواء التسامح في رمضان والروح الاجتماعية التي تسود الشهر الفضيل، نلحظ أحيانًا تغيرًا في سلوك الناس بدوائر العمل، سواء موظفين أو مراجعين، ونجد بعض الموظفين يميلون للكسل والتأفف الدائم وسرعان ما ينفجرون غضبًا، ولا نسمع منهم إلا كلمة
«اللهم إني صائم» لكبح جماح غضبهم غير المبرر أحيانًا، وكأن لصيامهم ضريبة على الناس تحمّلها، وكذا الأمر بالنسبة للمراجعين فهم أحيانًا عديمو الصبر، ويريدون لكل شيء أن يسير دون أي معوِّقات.فالموظف يلقي اللوم على المراجع، والمراجع يلوم الموظف الذي لا يبشّ في وجهه فمنْ الملام؟لا تتقبل أميرة، موظفة في وزارة الصحة  وعلى تماس مباشر مع الجمهور، فكرة تغير السلوكيات والمزاجية التي يتسم بها بعض الصائمين وتقول: أنا بطبعي أحب ألا أفقد أعصابي أمام الآخرين، فأنا لست رجلاً، والمرأة يجب أن تكون أكثر هدوءًا فلا تتغير ويصبح طبعها حادًا أثناء الصيام، وامارس عملي بجدية وايضاًاتفرغ بعد الدوام  للعبادة والاهتمام يشؤون اسرتي، وتؤكد أميرة وجود بعض الموظفين الذين يصبحون أكثر حدة عند الصيام، خاصة المدخنين منهم، حيثُ لا يتحملون أي شيء وينفجرون غضبًا ويسارعون لكبح جماح غضبهم مرددين: "اللهم إني صائم". أما فاتن قاسم ، موظفة مصرف الرافدين ، فتؤكد وجود موظفين في بعض الدوائر لا يسهلون أعمال المراجعين برمضان، بل يؤجلون قضاياهم، التي من الممكن حلها بشكل فوري متذرعين بحجج كثيرة، منها انتهاء الوقت أو تعبهم أو صيامهم أو أشياء أخرى، وتجد فاتن أن متابعة شؤون الناس واجب عليهم، خاصة إن كانوا صائمين، تعلق فاتن : "المراجعون أنفسهم صائمون، لذلك أؤيد بشدة ان يعمل الموظفون على مساعدة المراجعين  لأن العمل بحد ذاته عبادة، فكيف إذا كان في رمضان". أحمد عبد الله متقاعد يقول ، أكثر ما يزعجه في رمضان مراجعة إحدى الدوائر  ويجد الموظف عابسًا ومقطب الجبين ويتأفف، خاصة إذا شارف الوقت على الانتهاء، ويعلِّق على ذلك قائلاً: «يُشعرني كما لو أنه أسدى لي خدمة كبيرة إذا ختم أوراقي التي بالكاد ينظر فيها، وأحيانًا لا يتمم معاملتي ويؤجلها لليوم التالي بحجة انتهاء الدوام»، وبالمقابل تعترف سهام علاء ، موظفة في وزارة التجارة ، أنها تصبح أكثر عصبية أثناء الصيام ولا تتقبل ضغط العمل، وتصف العمل بأنه يصبح باردًا والموظفين أكثر إرهاقًا، وتؤكد قائلة: «حصلت أمامي مواقف كثيرة تثور فيها ثائرة الموظفين على المراجعين ويتأففون، ذلك أن المراجع نفسه صائم، ففي إحدى المرات طلبت الموظفة من مراجعة الحضور في اليوم التالي للحصول على معاملتها، وعندما حضرت حسب الاتفاق وجدت معاملتها على حالها، فلو كنت مكانها لفقدت أعصابي، ليس هذا فحسب بل إن بعض المديرين أنفسهم يصبحون أكثر عصبية ويدققون على أشياء كثيرة، ويفقدون أعصابهم إذا ما كانت إحدى المعاملات ناقصة، وكذا الموظفون يكونون أقل تحملاً لغضب رؤسائهم، وقد يتجادلون معهم بالكلام.برأي احمد عامر ، اختصاصي اجتماعي أن الإنسان في الأيام العادية يفقد أعصابه فما بالكم في رمضان إذا كان مدخنًا، جسمه اعتاد النيكوتين، خصوصًا أن الغالبية يمضون الوقت بعد الإفطار في المقاهي، فيطيلون السهر احياناً، وبالتالي تقل ساعات نومهم، ويستدرك: «حتى غير المدخنين يتابعون البرامج التليفزيونية التي تستمر لأوقات متأخرة، ولا ينام الصائم قبل السحور، ويكون عليه المضي للعمل في اليوم التالي، وبهذه الحالة لا يكون جسمه أخذ حقه من النوم، فالمفهوم النفسي للشهر لدى بعض الصائمين أنه شهر راحة ولا يتقبل نفسيًّا فكرة العمل الطويل، بل يتفرغ لأمور كثيرة كانت مغيبة عنه طوال السنة، لذلك أرى أن الموظفين يجب أن يكونوا أكثر صبرًا وهذا ما أطبقه على نفسي، فمثلما يحتاجني الناس قد أحتاجهم، وإذا ساعدتهم سيأتي يوم ويساعدونني.الدكتور توفيق الجميلي اختصاصي امراض نفسية، يؤكد أن أعظم فوائد رمضان النفسية؛ تهذيب النفس وتهدئتها وتذكيرها عند الإفطار والسحور بحاجتها للقوة الحسية المتمثلة بالنفس والعقل، بعيدا عن الجسم ولذّاته، يتابع الجميلي : «هناك معلومة يجهلها الكثير من الناس وهي أن للروح مقومات تستمد منها القوة والطاقة مثل الجسد تماما، فإن كانت هذه الروح خاوية من الفكر الديني والعلم والمعرفة فإن الجسم سيكون مثل الآلة التي تعمل بلا هدف، وهنا يكمن كمال الإنسان بخلقه وتعامله مع الآخرين، فإن كان قلبه صافيا سعيدا، تجده كالوردة الفواحة تسمع منه أطايب الكلام، فيزداد بريقا وحبًّا،وإن كان غير ذلك تجده كسولا، متذمرا، وربما أحال هفواته وسلوكه الخاطئ للصيام، ويكون الصيام بريئا منه؛ لأنه لا هدف له ولم يدرك معنى الصيام وآدابه، فعلينا اتباع الطريقة المُثلى والمعيار النفسي الصادق للتربية المعرفية، وعلى كل موظف معاملة مراجعيه كالحبيب القريب ليكسب حبهم واحترامهم، لأنه جزء منهم ويرتقي برقيهم، فأفعالنا وألفاظنا تميزنا بقلوب الناس، لأننا نحن منْ نلوِّن حياتنا بنظرتنا لها وأفكارنا جزء من حياتنا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

عيدالفطر المبارك في ربوع وادي الرافدين..بانوراما حافلة نسيجها الحب والتواصل والأفراح

عيدالفطر المبارك في ربوع وادي الرافدين..بانوراما حافلة نسيجها الحب والتواصل والأفراح

احمد كاظممناسبة العيد في ضمائر العراقيين لحظة تاريخية فارقة، فبعد عناء شهر كامل من الصوم يأتي عيد الفطر كمكافأة عظيمة للصائمين، ولا يذكر العيد، الا وذكرت (العيدية) والحدائق ومدن الألعاب والدواليب والملابس الجديدة التي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram