ماجد البلداوي اعتاد العراقيون ومن بينهم أبناء محافظة ميسان أن يكون لرمضان طابع مميز في تحقيق معنى التواصل والتراحم، ولان رمضان شهر الخير لذلك تكثر فيه ولائم الإفطار الرمضانية، ويقتسم الناس ماتيسر لهم من غذاء الفطور فيما بينهم، فنجدهم يحملون صحونهم من المأكولات للجيران والفقراء بما من الله عليهم من رزق، ويتبادلون المأكولات الأمر الذي يمنح موائدهم اصنافا عديدة من المواد الغذائية.
الدكتور سعدون فلحي العلاق/ طبيب/ قال: تحتل الحلويات ركنا أساسيا من موائد مابعد الفطور لأنها تزود الجسم بالطاقة التي يحتاجها الصائم، كما يتميز بعضها بقدرته على تهدئة الأعصاب، ولذلك تدخل ضمن الأدوية التي يصفها الأطباء للمرضى المصابين بالأمراض النفسية نتيجة لما توفره من فوائد كبيرة.ويؤكد الدكتور ياسين عبيد ياسين" مثلما تمد الحلويات الإنسان بالسعرات الحرارية العالية فهي وجبة قائمة بذاتها، لذلك فإن من الخطأ والشائع تناولها بعد وجبة غذائية كاملة اذ تعمل الحلويات على تنشيط حيوية جسم الصائم لأنها ترفع مستوى السكر بالدم فتجدد نشاطه، كما انها تجعله ينام بهدوء فضلا عن قيمتها الغذائية العالية، ولذلك فان الأطفال حديثي الولادة يوصي الأطباء لهم بالماء المحلى بالسكر.ويقول الحلواني عزيز عبد الحسين الشكرجي في سوق العمارة:" ان الحلويات هي من أشهر المهن التي تزدهر في شهر رمضان المبارك، نتيجة الإقبال على تناول الحلويات خلال هذا الشهر الفضيل كالبقلاوة والزلابية وزنود الست والبرمة والحلاوة الرملية والشعرية والكنافة بأنواعها، لتكون في متناول الصائمين بعد الفطور أو في أوقات السهرة او بعد لعبة المحيبس الرمضانية، حيث تعد من الأكلات المباركة التي يحبذها الناس منذ القدم وكما يقال: (المؤمنون حلويون).بينما يشير زكي فرحان الشكرجي: صاحب محل لصناعة الحلويات" إن صناعة الحلويات من الصناعات الشعبية الشاقة التي تتطلب خبرة طويلة وصبرا ولياقة بدنية عالية أيضا، وتختلف طريقة صناعتها من شخص لأخر تبعا لأسلوبه في استقطاب المستهلك، وطريقة عرض وتقديم الحلويات بأشكالها الفنية الجذابة.وأضاف" ان المادة الرئيسة في صنع أنواع الحلويات هي الطحين الصفر الذي تصنع منه العجينة، واستخدام قوالب وأشكال هندسية مصنوعة من الخشب او الفافون المغلون حيث يجري فرش العجينة على ألواح خشبية نظيفة ومغطاة بالطحين لسهولة التعامل مع العجينة دون ان تلتصق باللوح ثم تحشى العجينة بالفستق الحلبي او الفستق السوداني او الجوز وتعمل منها أشكال مختلفة منها (البقجة) و (عش العصفور) و (المثلث) وأشكال هندسية أخرى وتوضع بالفرن مدة لاتقل عن ساعة ثم تخرج ويضاف اليها المبروش والمطيبات وتغطس في (الشيرة) التي تعطي للحلويات مذاقها الحلو والطيب. واجمع كل من حسام التميمي وجاسم محمد صالح ونادية محمود وكريم صادق على ان مائدة الإفطار لاتكتمل مالم تكن الحلويات جزءا منها، فهي التي تعطي طعما خاصا سواء أثناء أو بعد الإفطار ولذلك تجد الحلويات تشكل الجزء الأكبر من المائدة الرمضانية.(عن وكالة: أ ب أ)
رمضان في ميســـــان
نشر في: 18 أغسطس, 2010: 09:16 م