TOP

جريدة المدى > كلام اليوم > كلام اليوم :نغمة جديدة ..وتوصيفات الواقع

كلام اليوم :نغمة جديدة ..وتوصيفات الواقع

نشر في: 18 أغسطس, 2010: 09:57 م

المدىنغمة جديدة تطرح نفسها في "بازار" المشهد السياسي العراقي ، تتمثل في الاتهامات المتبادلة بين الكتل السياسية وردود الافعال عليها . فالعراقية احتجت وطالبت بالاعتذار للشعب العراقي من قبل المالكي، لانه قال عن القائمة في لقاء متلفز،
 انها قائمة سنيّة  " أو تمثل المكون السني، ورد احد القياديين من العراقية  في لقاء متلفز آخر قائلا، بان دولة القانون ، تشتمل على مائة شخصية سنية لم تفز اي منها في الانتخابات باستثناء النائب حاجم الحسني الذي اسعفه المقعد التعويضي، وهذا يعني انه يقول ان دولة القانون ائتلاف شيعي، ما ادى الى ان تتخذ العراقية قرارا بوقف الحوارات مع دولة القانون التي قالت عن القرار بانه تهرب من الحوار!. وبعد اقل من 24 ساعة على هذا المشهد ، ظهر قيادي في العراقية، في لقاء متلفز ايضا على احدى الشاشات العربية، ليصف الجمهور الذي انتخب نوّاب التوافق بانه جمهور طائفي " أي سني"، حسب بيان للتوافق، وهو نفسه "اي القيادي" كان قد احتج بقوة على تصريحات المالكي بشأن قائمته . وفي وقت سابق قال احد النواب ان القائمة الكردستانية هي قائمة كردية صافية، وكأنه اكتشف احد الأسرار في التكوين العراقي القومي والسياسي.لن نخوض في مشهد الاتهامات هذا ، لكننا ينبغي ان نكون من الجرأة بمكان ، لنعترف من دون مراوغة، ان المشهد السياسي العراقي برمته، هو غطاء لتكوينات عراقية اصيلة ووطنية ، وليس سبّة أو شتيمة أن تكون تلك القائمة ممثلة للمكون السني، وأخرى ممثلة للمكون الشيعي، وغيرها لمكون الكرد . والتوصيفات لاتمنع من ان يكون لاي مكوّن مشروع وطني يجتمع عليه الجميع أو يختلفون بشأنه ، وكل التكوينات الطائفية والقومية العراقية تتحدث عن مشروع وطني ، وهي حالة صحية ، ونفس المكونات ترفض الصفات التي تحيلها الى الطائفية  كفكر مرفوض التعامل به ، باعتباره صفة لمكون ما  وهي حالة وطنية وصحية أيضا .  لنسأل:هل يمنع قائمة ما، لنفترض انها تمثل المكون السني،  من ان يكون لها مشروعها الوطني العابر للطائفة والقومية؟ والحال نفسه ينطبق على الكتل التي يطلقون عليها شيعية أو كردية،  خارج اطارها الطائفي أوالقومي المتعصب كفكر. ان التوصيف ليست شتيمة، ووجود المكونات على ارض الواقع بتسمياتها، لم يخترعه أحد ، وتقسيمات المناصب السيادية جاءت على اساس هذا الواقع، والذي نحتاج الى فترة طويلة للانتقال منه الى فضاء الديمقراطية الاوسع توصيفا والأرحب فكرا. من المؤكد اننا نتمنى ان لانسمع توصيفات ضيقة المساحة، ونتمنى ان تكون توصيفات الوطن والوطنية والمواطنة، هي السائدة والغالبة والفاعلة في علاقات الكتل السياسية بمختلف مكوناتها من دون استثناء، وان نجد في يوم ما ان لااعتراض على رئيس وزراء مسيحي، ورئيس جمهورية تركماني، ورئيس مجلس نواب صابئي. فان القياس الوحيد الذي ينفعنا تجسده الوطنية وخدمة العراق. 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل المراجعة في حياة حزب مناضل

هل المراجعة في حياة حزب مناضل "عيب"؟!

شهدت الحياة السياسية، خلال السنوات العشر من عمر "العراق الجديد"، تساقط آمالٍ وتمنيات، خسر تحت ثقلها العراقيون رهانهم على أحزاب وقوىً وشخصيات، عادت من المنافي ومن خطوط النشاط السري، ولم تلتزم بمواصلة سيرتها النضالية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram