اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > عام > كيف تُنشئ قارئاً

كيف تُنشئ قارئاً

نشر في: 12 سبتمبر, 2023: 09:32 م

باميلا باول وماريا روسّو

ترجمة: رنيم العامري

منذ اللحظة الأولى التي تعرف فيها أنك بانتظار قدوم مولود جديد، ستنهال عليك الرسائل التي تُوصي بأهمية القراءة لطفلك.

وهذا لسبب وجيه، بعدما ثبُتت بالدلائل القاطعة منافع القراءة في كل مرحلة من مراحل نمو الطفل. أيضاً، ومن حسن الحظ، إن تربية طفل قارئ هي عملية ممتعة ومُجزية وسهلة.

ابدأ معهم من عمر مبكّر:

أولاً، عوّد نفسك على القراءة: إذا سمحتَ للقراءة أن تُفلت منك بسبب مشاغل الحياة، فالآن هو الوقت المناسب للعودة إليها. افسح المجال وخصص الوقت لقراءة الكتب لنفسك أولاً، وقراءة الكتب لطفلك ثانياً. لأنك إذا أردتَ أن تربّي قارئاً عليكَ أن تكون أنت نفسك قارئاً.

ثانياً، ضرورة كتب الأطفال: قد يخطر على بالك أنك لست بحاجة إلى قراءة الكتب لطفلك إلى أن يكون بمقدوره المشي على الأقل. وهذا ليس صحيحاً. فحتى الأطفال الرضّع والمواليد الجدد ينتفعون من تجربة سماع القصص، كما أنهم لا يشتكون من ذوقك في اختيار الكتب. لذا عليك أن تستغل الوضع، وإليك كيفية القيام بذلك:

اقرأ بصوت مسموع، وبشكل يومي: اقرأ أي كتاب. إذ بوسعك قراءة أي شيء للطفل المولود حديثاً ككتب الطبخ أو الروايات الديستوبية، أو حتى دليل الأبوة. لا يهم مضمون الكتاب، فما يهم هو صوتك، وإيقاع النص والكلمات بحد ذاتها. وقد أظهرت الأبحاث أن عدد الكلمات التي يتعرض لها المولود لها تأثير مباشر على نموّ الطفل اللغوي وقدرته على القراءة والكتابة. ولكن هناك جانب عليك الانتباه إليه، وهو أنه يجب على اللغة أن تكون حيّة، شخصيّة، وموجهة إلى الطفل. إن تشغيل تلفاز أو كتاب صوتي لا يعود بالفائدة المرجوة. وبالطبع فأن قراءة كتب الأطفال التي ستكون جزءاً من مكتبة طفلك بصوت مسموع تُعدّ بداية جيدة. ولكن لا تكن محدوداً. واحرص على الاستمتاع.

استخدم حواسك: الأطفال الذين يُقرأ لهم يتعلمون أن القراءة ممتعة ويمكن أن تنطوي على تشغيل كل الحواس، ملمس الورق بين اليدين، رائحة الكتاب، المتعة البصرية في الاطلاع على الرسوم، صوت الأبوين. جرّب: الكتب المزخرفة على وجه الخصوص، فهي مفيدة في تطوير حاسة اللمس لدى طفلك.

انتبه لجمهورك: فليكن هناك تواصل بصريّ بينك وبين طفلك. ولكن لا تبحث عن ردة فعل معينة. قد يبدو الأمر أن الأطفال لا يستمعون، لكنهم في الحقيقة يتشربون التجربة. كما أن النمط والروتين والعادات اليقظة التي يتم تأسيسها اليوم ستستمر مدى الحياة.

ادفع طفلك للحديث: يبدأ الأطفال في إصدار الأصوات كاستجابة للقراءة. ولهذا السبب فإن العديد من كتب الأطفال تحتوي على كلمات غير مفهومة كأصوات الحيوانات، ذلك لسهولة ترديدها وتقليدها بالنسبة للطفل. جرّب: إذا حاول طفلك إصدار صوت، استجب له. قد لا يكون الصوت مفهوماً بالنسبة لك، لكنه على أية حال نوع من أنواع التواصل بينكما. هناك خط مستقيم يمتد بين هذه اللحظة وبين لحظة تأسيس نادي كتاب يخصّكما.

الأطفال الرضّع:

لا يمكن المبالغة في تقدير أهمية القراءة بالنسبة لنموّ الرضيع الفكري والاجتماعي والعاطفي. عندما تقرأ مع طفلك الرضيع، فأنه يتشرب تجربة القراءة كاملة: التركيب اللفظي واللغوي، الأرقام والمفاهيم الرياضية، الألوان، الأشكال، الحيوانات، التناقضات، الأخلاقيات، وشتى المعلومات المفيدة التي تخصّ العالم من حوله. إضافة إلى ذلك، عندما تقرأ بصوت مسموع فأن الطفل يربط ما بين النبرة الحنونة والودودة في صوتك، والحميمية التي تأتي بها قراءتكما معاً. وبالتالي فأنت تساعد طفلك على بناء على علاقة إيجابية مع الكتب تستمر مدى الحياة.

ضع في حسبانك:

القراءة فعل يمكن القيام به على مدار اليوم. القراءة قبل النوم هو روتين معتاد يقوم به أهل الأطفال الرضع، إذ ليست هناك من طريقة أفضل لجعل طفلك المفعم بالطاقة يسترخي قبل النوم. احرص على أن يكون الجو المحيط هادئاً، لا تتسرع، واختر كتاباً ينتهي بمشهد الخلود إلى النوم، وهناك الكثير من الكتب التي تنتهي على هذا النحو بشكل استراتيجي. مع ذلك، اقرأ لطفلك في النهار أيضاً. فقراءة كتاب مع طفل يُعدّ أحياناً أفضل طريقة -بل وفي بعض الأيام الطريقة الوحيدة- لجعله يهدأ ويركّز. اجلسا معاً، واستمتعا بهذه اللحظات من التواصل أثناء النهار.

عرّف طفلك على ذوقك الخاص في الكتب: أنت تقرأ منذ وقت طويل، وبالتالي فقد صار عندك إحساس معيّن متعلق بكتب البالغين التي تحب قراءتها. والآن، بعدما صرت والداً، صارت عندك فرصة لإعادة استكشاف ما تفضّله من كتب الأطفال. أخرج كتبك المفضلة القديمة، ولكن ابحث أيضاً عما هو جديد ويلفت انتباهك في المكتبات ومنازل الأصدقاء. إليك خبر مفرح: إن أفضل كُتّاب ورساميّ كتب الأطفال يسعون إلى إرضاء جمهورهم من البالغين أيضاً. جرّب: عدّل النص كما تشاء. فالعديد من كتب الأطفال الكلاسيكية تعتبر في وقتنا الحالي متحيزة جنسياً أو عنصرية أو عفا عليها الزمن أو عموماً فظيعة تماماً. لا تتردّد في تعديل القصص لجعلها أفضل بالنسبة لطفلك.

احترم ذوق طفلك: قد يفاجئك طفلك في تعبيره عن ذوقه وآرائه المستقلة. ومثلما أن طفلك لا يحب سلطة الملفوف المفضلة لديك، فقد لا يحب أيضاً قصتك المفضلة عندما كنتَ صغيراً. قد لا ينتابك الحماس ذاته الذي ينتاب طفلك تجاه الجنيّات السحرية أو السيارات الناطقة. شجع طفلك على التعبير عما يحبّه في كتبه المفضلة، وشجعه أيضاً على البحث عن المزيد من الكتب المماثلة لها.

الرقصة الثنائية بين الطفل وأبويه: سترتبط القراءة بالمتعة والمكافأة كلما جعلتَ القراءة مرضية للطرفين. إذا كان طفلك لا يحب أن تقلّد صوت الغول عندما تقرأ له، فلا تفعل ذلك. وتذكّر أن هذا أيضاً هو وقت قصة طفلك. جرّب: اترك طفلك يقلب الصفحات كما يحلو له، ليتحكم بوتيرة القراءة. وهذه أيضاً طريقة رائعة لتطوير المهارات الحركية الدقيقة لديه.

لا بأس بالمقاطعة: لا تنغمس في القراءة لحدّ أنك تتجاهل تعليقات طفلك وأسئلته. فالمقاطعة تعني أن طفلك منخرط في التجربة. جرّب: إذا وجدتَ نفسك تقول لطفلك: "دعني أُنهِ هذه الصفحة"، توقف واطلب من طفلك أن يكرر سؤاله. إذا لم يبدُ على الطفل الانخراط في كلمات القصة، فقُم بسؤاله عما يراه في الرسومات. قُم بالتأشير على الرسومات ودع طفلك يشرح أو يروي ما يحدث.

وسّع عالم طفلك: يبدو الأطفال أحياناً عالقين في كتاب معين لا يعجبك. لا تحرم طفلك من الكتب التي يحبها، بدلاً من ذلك، حاول توجيهه إلى كتب أخرى. والأهم من ذلك، لا تخشَ من تعريض طفلك إلى مواضيع لا يملك سياقاً معيناً لها. فكل المواضيع، حتى الجيولوجيا وتاريخ الفن والثقافات المختلفة، يمكن تجزئتها إلى أجزاء صغيرة وجعلها مثيرة للاهتمام إذا ما عثرتَ على كتاب أطفال رائع. جرّب: قد ينجذب الأطفال في سن معينة إلى القصص التي تصور بطلاً من جنسهم. وهذا الأمر لا ينطبق على الأطفال الرضّع. لذا استغل هذا الوقت لتعريضهم إلى قائمة متوازنة من الشخصيات.

اختر كتباً متنوعة: كل الأطفال بحاجة إلى رؤية انعكاس أنفسهم في الكتب المصورة من حولهم. إذا كان طفلك من أقلية عرقية أو إثنية، فابحث عن كتب تصور أطفالاً يشبهون طفلك، إذ أصبح من الأسهل اليوم الحصول عليها. ينتفع الأطفال البيض من الكتب التي تُظهر أطفالاً ذوي ألوان بشرة مختلفة عنهم ومن أعراق مختلفة. كل الأطفال بحاجة إلى قراءة كتب تعرض ثقافات مختلفة متعايشة في مجتمعاتنا. إن تعريض طفلك للتنوع في الكتب يجعله مهيّأً للحياة في عالم متنوع.

عن النيويورك تايمز

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

نادٍ كويتي يتعرض لاحتيال كروي في مصر

العثور على 3 جثث لإرهابيين بموقع الضربة الجوية في جبال حمرين

اعتقال أب عنّف ابنته حتى الموت في بغداد

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

حارس إسبانيا يغيب لنهاية 2024

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

بعد ثلاثة عقود .. عباس الكاظم يعود بمعرض «خطوات يقظة» في الدنمارك

مذكرات محمد شكري جميل .. حياة ارتهنت بالسينما

بيتر هاجدو والسرد الصيني

عدد مجلة "أوربا" الخاص عن الأندلس .. نسمة هواء نقي في محيط فاسد

رمل على الطريق

مقالات ذات صلة

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟
عام

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟

علاء المفرجي هل سيجد الشعر جمهورا له بعد مائة عام من الان؟؟… الشاعر الأميركي وليامز بيلي كولنز يقول: " نعم سيجد، لأن الشعر هو التاريخ الوحيد الذي نملكه عن القلب البشري" فالشعر يعيش بين...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram