TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مجرد كلام : لأنها مستقلة!!

مجرد كلام : لأنها مستقلة!!

نشر في: 13 سبتمبر, 2023: 09:54 م

*عدوية الهلالي

عندما كان الحزب واحدا، حاولت بكل طاقتها ان تحمل صفة " مستقلة " على الرغم من صعوبة التملص من العناصرالنشيطة التي تسعى الى كسب المستقلين ليصبحوا مؤيدين لكنها اضطرت خلال الدراسة الاعدادية الى الرضوخ لالحاح احدى زميلاتها ليس اقتناعا بل خوفا من رد فعلها اذا ماواصلت رفض دعوتها لها،

فقد يحمل ذلك ألف معنى وقد تجد من يبحث في تاريخ أسرتها كله ويجد فيه شائبة تكفي لاخفاء احد أفرادها او كلهم وراء الشمس فاكتفت بحضور اجتماعات حزبية تخلفت عن اغلبها والتزمت بدفع الاشتراك المالي الشهري لمجرد ان تبعد عنها الشكوك فليس هنالك من يقتنع بوجهة نظرها التي تقوم على رفض الانتماء والرغبة في أن تظل مستقلة!

ولأنها مستقلة في اعماقها وتسعى الى ان تكون كذلك على أرض الواقع، فقد تجنبت الالتحاق بكلية (مغلقة) - أي يشترط الالتحاق بها الانضمام الى الحزب - بل اختارت كلية اكثر انفتاحا، واكتفت بأن تنفذ وصية اهلها بالحذر ثم الحذر من اثارة اي نقاش سياسي او المشاركة فيه فهي من محافظة تمثل أصلا علامة فارقة في نظر الحزب، ومن حسن حظها ان المسؤول الحزبي في قسمها لم يكن يدقق في إنتماء الطالبات او حضورهن الاجتماعات بل كان يصب كل تركيزه على الطلاب الذكور لأنهم لابد وان يكونوا ناقمين اصلا في اعماقهم مادامت الجامعة لن تنتهي بعمل او وظيفة بل بالانخراط في الجيش والذهاب الى جبهات القتال!

بعد عام 2003، وعندما تحول الحزب الواحد الى موكب من الاحزاب متعددة المناشيء والاجندات،اختارت العمل في وظيفة لاعلاقة لها بالاحزاب، وحتى عندما لمع اسمها في مجال عملها وتلقت عدة دعوات لخوض الانتخابات تحت لواء حزب او تجمع او تيار، لم تخضع لاغراء المجد السياسي وكسب المال السائب وهما من اهم اسباب الانتماء الى أحزاب وخوض انتخابات تنتهي غالبا بفشل المستقلين وضياع اصوات ناخبيهم هباء وفوز من يتمتع بدعم حزبي..

كانت تشعر بالأسى على المرشحين المستقلين فمهما كانت نزاهة بعضهم ورغبتهم في الاصلاح وخدمة الشعب فسوقهم ليست رائجة لأنهم ينفقون على دعاياتهم الانتخابية المتواضعة من جيوبهم ويعولون على اصوات ناخبين شرفاء بينما تنفق الاحزاب على مرشحيها اموالا طائلة وتبدع في شراء اصوات الناخبين بالمال والوعود بالتعيينات بل وبالبطانيات احيانا!

ولأنها تدرك بأن الديمقراطية التي جلبت معها الانتخابات لم تكن نزيهة بل مشوهة، فقد قررت ان تختبرها وأن تجرب بنفسها مدى صحة تشدق المتشدقين بها، لذا قررت الترشح لمجلس امناء شبكة الاعلام العراقي عسى ان تقدم شيئا يخدم مجال عملها لكنها وجدت من ينصحها بالعدول عن قرارها لأن ماتفعله (مضيعة للوقت) مادام المجلس خاضعا للمحاصصة الحزبية والقضية (محسومة للأحزاب) كما قيل لها...

ماالداعي اذن الى التشدق بالديمقراطية والانتخابات وحرية الرأي في بلد لاينال فيه المستقل وظيفة او منصب او حظوة في مختلف المؤسسات الحكومية والهيئات (المستقلة) مادام كل شيء فيه يخضع للمحاصصة الحزبية، ومناصبها كلها (محسومة للأحزاب)؟!!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

(المدى) تنشر نص قرارات مجلس الوزراء

لغياب البدلاء.. الحكم ينهي مباراة القاسم والكهرباء بعد 17 دقيقة من انطلاقها

العراق يعطل الدوام الرسمي يوم الخميس المقبل

البيئة: العراق يتحرك دولياً لتمويل مشاريع التصحر ومواجهة التغير المناخي

التخطيط: قبول 14 براءة اختراع خلال تشرين الثاني وفق معايير دولية

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

 علي حسين منذ أن اعلنت نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، والطاولات الشيعية والسنية تعقد وتنفض ليس باعتبارها اجتماعات لوضع تصور للسنوات الاربعة القادمة تغير في واقع المواطن العراقي، وإنما تقام بوصفها اجتماعات مغلقة لتقاسم...
علي حسين

إيران في استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة

د. فالح الحمـــراني تمثل استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة، الصادرة في تشرين الثاني تحولاً جوهرياً عن السياسات السابقة لإدارتي ترامب وبايدن. فخلافاً للتركيز السابق على التنافس بين القوى العظمى، تتخذ الاستراتيجية الجديدة موقفاً أكثر...
د. فالح الحمراني

ماذا وراء الدعوة للشعوب الأوربية بالتأهب للحرب ؟!

د.كاظم المقدادي الحرب فعل عنفي بشري مُدان مهما كانت دوافعها، لأنها تجسد بالدرجة الأولى الخراب، والدمار،والقتل، والأعاقات البدنية، والترمل، والتيتم،والنزوح، وغيرها من الماَسي والفواجع. وتشمل الإدانة البادئ بالحرب والساعي لأدامة أمدها. وهذا ينطبق تماماً...
د. كاظم المقدادي

شرعية غائبة وتوازنات هشة.. قراءة نقدية في المشهد العراقي

محمد حسن الساعدي بعد إكتمال العملية الانتخابية الاخيرة والتي أجريت في الحادي عشر من الشهر الماضي والتي تكللت بمشاركة نوعية فاقت 56% واكتمال إعلان النتائج النهائية لها، بدأت مرحلة جديدة ويمكن القول انها حساسة...
محمد حسن الساعدي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram