 بغداد/ تميم الحسن

تواجه الاحزاب الصغيرة والناشئة في البصرة صعوبة بمنافسة تحالفات السلطة في الانتخابات المحلية، كما يتعرض أفرادها الى الاعتقال بسبب مقاطع فيديو قديمة.

وتعتمد اغلب تلك الاحزاب على التمويل الذاتي وعلى الدعاية المباشرة مقابل إمكانيات وايرادات دولة تمتلكها التيارات التقليدية.وفي البصرة، المدينة الغنية بالنفط، يشترك نحو 16 تحالفا في انتخابات مجالس المحافظات التي يفترض ان تجري قبل نهاية العام الحالي.ويرجح ان يتنافس اكثر من 500 مرشح على 23 مقعدا مخصصا للبصرة، في وقت بدأت مؤشرات عن عروض لبيع بطاقات الناخبين. وكانت الحكومة قد اعلنت في حزيران الماضي، عن اجراء الانتخابات المحلية لاول مرة منذ 10 سنوات، في 18 كانون الاول المقبل. وبلغت التحالفات المشاركة بالانتخابات 38 تحالفا، و28 حزبا خارج التحالفات، فيما سيشارك اكثر من 6 آلاف متنافس. وأقل من 10% من عدد المتنافسين الكلي سيرشحون في البصرة، حيث بلغ عددهم 526 مرشحا، فيما عدد مقاعد مجلس المحافظة 22 مقعدا زائدا مقعد واحد مخصص للمكون المسيحي.

وتتنافس الأحزاب التقليدية التابعة للاطار التنسيقي في البصرة اضافة الى عدد من التحالفات والأحزاب المحلية.

أحد أبرز تلك التيارات الجديدة هو "تجمع الفيحاء الفيدرالي" الذي يدعو الى تحويل البصرة الى اقليم. رئيس التجمع كريم الشواك قال في مقابلة مع (المدى): "نحن نمتلك ميزتين مختلفتين، الاولى باننا نطرح مشروعا يضع البصرة في مستوى إداري اعلى، حيث سنمتلك دستورا وبرلمانا وحكومة".

وثانيا يتحدث الشواك عن ان "التجمع الفيدرالي هو من الاحزاب القليلة في البصرة التي تأخذ قرارها من الداخل وليست لديه امتدادات خارج المحافظة".

والشواك من أبرز الناشطين والمدافعين عن تشكيل الإقليم منذ كان عضوا في مجلس محافظة البصرة السابق.

ويمتلك التجمع 43 مرشحا اغلبهم من الشباب والموظفين والمتقاعدين، ويقول رئيس التجمع: "لدينا 10 مرشحين من مواليد التسعينيات".

واحد من المرشحين الشباب هو عمار سرحان الذي اعتقل مساء اول امس في البصرة لاسباب غير معروفة حتى الان.

ويتوقع اعضاء التجمع ان اعتقال سرحان، وهو احد ناشطي احتجاجات تشرين في 2019، هو بسبب مقطع فيديو نشره قبل اكثر من عام انتقد فيه احدى المؤسسات الحكومية. كذلك يشك اعضاء التجمع ان سببا اخر قد يكون وراء الاعتقال، حيث لم يعرفوا حتى الان تهمته بالتحديد، وهو تعليق سرحان في احدى البرامج التلفزيونة عن وضع الاحزاب في البصرة وانشغالهم بـ"تقسيم الاراضي".

مشكلة الاعتقالات ليست الوحيدة التي تواجه الاحزاب الناشئة، حيث يقول الشواك: "نحن لا نملك تمويلا من أية جهة ونعتمد على اموال الاعضاء وبعض المتبرعين المؤيدين للفيدرالية". كذلك يتحدث رئيس التجمع عن امتلاك المنافسين من احزاب السلطة لـ"إمكانيات دولة ويستخدمون سيارات الحكومة في الترويج الانتخابي وترافقهم افواج من الحماية". لكن رغم ذلك فان التجمع يعتمد في الترويج المباشر للجمهور على طرح فكرة الاقليم والتي يعتبرها الشواك الحل لمشاكل البصرة. وكانت البصرة قد اجرت استفتاءين حول الفيدرالية الاول في 2008 وصوت عليه 38 الف بصري، و2015 ووافقت عليه المفوضية، اضافة الى قرارات تدعم الفيدرالية من مجلس المحافظة السابق.

وكان زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، قد تبنى في السنوات السابقة موقفا معارضاً للاقاليم، بالمقابل تدفع دولة القانون بالاتجاه المعاكس رغم انها كانت معارضة له في السابق.. اما تيار الحكمة، بزعامة عمار الحكيم، فحذر في وقت سابق من "الاقليم الطائفي" دون الاقرار برفضه.

وكان الحكيم على خطى والده عبد العزيز، من اشد المتحمسين لاقليم الجنوب، لكنه لم يعد يصرح بهذا الخصوص منذ عدة سنوات. ويمنح الدستور حق إقامة الإقليم شريطة أن لا يكون على أساس طائفي، وهو يعطي "الحرية لمحافظة، أو لعدة محافظات، بتقديم طلب للانتقال إلى إقليم بعد إجراء استفتاء شعبي من قبل مفوضية الانتخابات، وأن يحظى بموافقة أكثر من نصف المواطنين في تلك المحافظة". ومن ضمن التحالفات البصرية هناك تحالف تصميم بزعامة النائب عن البصرة وعضو "الاطار" عامر الفائز، والمحافظ اسعد العيداني. كذلك هناك ائتلاف شموخ البصرة الذي يرأسه النائب البصري السابق منصور التميمي، ويتكون من حزبين احدهما يقوده وزير النفط السابق ابراهيم بحر العلوم.

وعن مزاج الناخب البصري يتحدث الناشط والمرشح للانتخابات سمير المالكي عن ان غياب التيار الصدري كان قد اثر على استجابة الجمهور للذهاب الى صناديق الاقتراع.

لكن المالكي وفي مقابلة مع (المدى) اشار الى ان "تسريبات قوية افادت بان اصوات الصدريين ستذهب الى القوى المستقلة وهو ما رفع مجددا مستويات المشاركة في الانتخابات". وكان الصدر قد اعلن اعتزاله العمل السياسي في آب 2022 عقب احداث اشتباكات المنطقة الخضراء، ولم يبد اي موقف حتى الان من الانتخابات المحلية.

ويتوقع المالكي ان الجمهور في البصرة سوف يصوت للاحزاب الجديدة ومنها التيار الداعم للفيدرالية، حيث يمتلك مؤيدين كثيرين في المحافظة. بالمقابل يرجح الناشط والمرشح البصري ان تتعرض احزاب السلطة التقليدية مثل حزب الدعوة، وتيار الحكمة الى خسارة كبيرة "قد لايحظى كل منهم الا بمقعد واحد".

ويرى ان تراجع شعبية تلك الاحزاب سببه "الاخفاق طوال السنوات الـ20 الاخيرة في الحكومة والبرلمان وادارة البصرة".

وكانت دولة القانون قد حصلت في البصرة على 16 مقعدا في الانتخابات المحلية في 2013، اخر انتخابات، والحكمة 6، والتيار الصدري 3 مقاعد.

ويتوقع المالكي ان تنقسم الاصوات الاكثر في البصرة بين قائمة المحافظ اسعد العيداني، و"التجمع الفيدرالي"، فيما قد ستحصل العصائب بزعامة قيس الخزعلي عن بعض المقاعد. وعن الترويج الانتخابي المبكر، كشف الناشط عن وجود محاولات الان لبيع اصوات الناخبين وشراء البطاقات.

ويتحدث المالكي عن "كروبات في فيسبوك تقودها نساء للترويج لبعض القوائم وتقديم عروض خاصة لبيع البطاقات".