القاهرة / قدس برسقال خبراء اقتصاد ومراكز أبحاث أن معدل إنفاق الأسر المصرية خلال شهر رمضان يزيد في المعتاد بنسب تتراوح بين 50% و100%، بسبب تزايد استهلاك الطعام والموائد الرمضانية في هذا الشهر الكريم، وأن فاتورة رمضان غالبا ما تعادل إنفاق ثلاثة أشهر، فيما أكدت أبحاث اجتماعية أن قدوم شهر رمضان هذا العام يأتي متزامنا مع بداية الدراسة بالمدارس والجامعات،
 وضع الأسرة المصرية في موقف لا تحسد عليه؛ لأن فاتورة رمضان وحدها تثقل كاهل الأسر، ولكن أضيف لها هذا العام فاتورة شراء مستلزمات الدراسة والمصاريف والدروس الخصوصية المكلفة.بيد أن تقارير صحفية ذكرت أن نسبة الفاقد في الموائد المصرية خلال رمضان تصل مع ذلك لنحو 60 في المائة، ويتجاوز معدل 75% في حال العزومات والولائم العائلية، وأن معدل استهلاك الحلويات يزيد بنسبة 66.5% في رمضان، واللحوم والطيور يتزايد استهلاكها بنسبة 63%، هذا بالإضافة إلى التسلية بالمكسرات وإرهاق الأسرة في توفير سلع غير ضرورية، فتخرج الأسرة من رمضان وقد بددت أغلب مدخراتها خلال شهر واحد. ويؤكد د. صلاح الدين فهمي أستاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر أن معدل إنفاق المصريين في شهر رمضان يتزايد بنسبة تتراوح ما بين 50 إلى 100% من أسرة لأخرى، بدليل أن التقارير في السنوات الماضية تشير إلى أن متوسط الاستهلاك في اللحوم يزيد من 17 ألف طن إلى نحو 30 ألف طن، ويصل معدل الاستهلاك في الدواجن فقط إلى نحو 120 مليون دجاجة مقابل 60 مليون دجاجة في الشهور العادية، ويزيد الاستهلاك في الزيوت من 60 ألف طن إلى 75 ألف طن، كما يرتفع متوسط الاستهلاك من السمن النباتي من 25 ألف طن إلى 75 ألف طن، واستهلاك السكر يزيد من 175 ألف طن إلى 250 ألف طن للإسراف في الحلويات الرمضانية. ويقدر د. فهمي حجم إنفاق المصريين في رمضان بنحو 5 مليارات جنيه ( قرابة مليار دولار)، كنفقات أسرية على السلع الغذائية، حسبما ذكرت مجلة "المصور" الحكومية في عددها الذي صدر الجمعة (14/9) الجاري. وترجع تلك الزيادة المبالغ فيها من النفقات إلى أن المصريين يرون في رمضان أنه شهر كرم، ولا بد من زيادة النفقات فيه، فالمواطن ينفق مدخراته على مدى العام في شهر رمضان، والمواطن الذي لا يمتلك مدخرات يدخل في جمعيات ويلجأ للسلف من المعارف والأقارب، مما يعني أنه ينفق راتبه في الأشهر المقبلة مقدما في شهر رمضان.83 % من الأسر تغير عادتها الغذائيةوقد أكدت دراسة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية عن المتغيرات التي تحدث داخل الأسرة المصرية في شهر رمضان، أن 83% من الأسر تغير عاداتها الغذائية خلال رمضان، وأن نسبة الإنفاق المالي تتضاعف. فعلى سبيل المثال يرتفع معدل استهلاك الحلوى إلى نحو 66.5%، فيما يصل استهلاك اللحوم والطيور إلى نحو 63%، إلى جانب حدوث تغيرين آخرين في العادات الغذائية، هما زيادة نسبة استهلاك المكسرات بنحو 25%، وزياد العزومات والولائم الجماعية في منزل الأسرة بنحو 23%، مقارنة بمعدلات الشهور العادية من العام. ويرتب على هذا الإسراف وزيادة نفقات الطعام في رمضان ارتفاع في نسبة المفقود في الموائد المصرية خلال رمضان ليصل لنحو 60% ويتجاوز معدل الـ75% في حال العزومات والولائم العائلية.