اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > آراء وأفكار > دور المرجعيات في منع تدوير الفساد!

دور المرجعيات في منع تدوير الفساد!

نشر في: 18 سبتمبر, 2023: 11:15 م

محمد حميد رشيد

لماذا لا تستطيع الديمقراطية في العراق القضاء على الفساد بل هو يتضخم ويتطور حتى أصبحت الإنتخابات مجرد إعادة تدوير الفاسدين و يأس الناس من التغيير رغم أنهم يلعنون الفساد الذي أصبح ظاهرة علنية وطبيعية يعيشونها كل يوم وكل ساعة.

فمن هم شركاء الفاسدين؟ الفاسدون نوعان (فاسدون أثرياء) ضاحكون متفائلون لا تفارق الإبتسامة الساخرة من كل شيء طيب وهم موغلون بكل انواع الفساد! وهناك (الفاسدون الفقراء) وهم الساخطون اليأسون القانطون الباكون على حالهم وحال أمثالهم يزداد سوء وهم صامتون ساكتون السبابون الطعانون العانون وهم يرون بأم أعينهم الفساد والفشل ولا يخطر ببالهم أن يغيروه أو يحاربوه. 80‌% من الشعب العراقي على هذه الشاكلة وأكتفوا بمقاطعة الإنتخابات لكونهم يائسون من التغيير ولا يتخيلوا أن مفاتيح أي تغيير هو بيدهم ويعطوا الفرصة للعشرين بالمئة أن يغييروا كيف ما يشائون مستمتعين بشرف الشتم والسب وحرية اللطم والعويل!. 80‌% من الشعب العراقي قوة ضخمة مزلزلة لها القدرة الهائلة على تغيير كل شيء سكوتهم وسلبيتهم منح الفاسدين فرصة الفساد وتشريع الفساد ومنح الظالمين مقدرتهم على ظلم الناس فهم بسلبيتهم يمنحون الفساد فرص جديدة في كل مرة وبهذا هم يشتركون مع الفساد والظلم والفشل.

نعم قد تكون الديمقراطية هي أحد طرق التغيير ولكنها ليست الطريقة الوحيدة وقد تزور الإرادة الشعبية وقد يسوغ الظلم وتبرر الجريمة في ظلالها؛ نعم أن الديمقراطية وسيلة لتحشيد الناس تحت خيارات متعددة وقد لا تنجح في إختيار الأفضل لأسباب عديدة! والذي يمنع تزوير الإرادة الشعبية هو(الوعي الوطني الجمعي) للناس لذا لن يكون هناك تغيير حقيقي بلا (وعي وطني) نعم لابد من إستثمار العقل الواعي للشعب العراقي الذي أكتشف أن كل الإنتخابات السابقة كانت مزورة وإن الفاسدبن يستثمرون الدين للوصول إلى فسادهم ولم تعد تلك الخدعة تنطلي على الشعب وأن (الأحزاب الدينية العقائدية) هي من رعت الفساد والفشل والطائفية والتقسيم وأن غالبية الطبقة السياسية وأحزابها الحاكمة فاسدة متخلفة وأن العملية السياسية الحالية آئلة للسقوط وأنهم يحاربون التغيير لأنهم منتفعين من الأوضاع الفاسدة الحالية ويحاربون الوطنية لأنها تقف بوجه أطماعهم وفسادهم وهم مطمئنون لسكوت المرجعيات والنخبة عنهم وعن فسادهم وفشلهم وأن العراق مهدد بالضعف والفشل والتقسيم وأن الشعب مهدد بالفقر والمرض والتخلف لذا كان السعي للتغيير واجب شرعي وقانوني و وطني وأن الإيمان بالتغيير واجب وطني وأن 80‌% من الشعب العراقي يريد التغيير ولكنه غير مدرك للطريق الذي يخاصه من عصابات الفساد رغم انهم القوة الاقوى وانهم القوة الشرعية والقانونية الوطنية وأن الشرعية الدينية والشرعية القانونية والشرعية الثورية كلها تمنحهم الحق في التغيير وإزالة الفساد...

هذه الحقائق أصبحت في متناول غالبية العراقيين لكن هناك حقيقة أكثر أهمية من ذلك وهي أن هناك خطر أخطر من الفساد ذاته وهو (اليأس من التغيير) ذلك لأن اليأس يعني (الإستسلام) الكلي لعصابات الفساد وقادته بل عليهم هم أن ييأسوا من إستمرار بقائهم في ظل وعي الشعب العراقي. الوعي الجماهيري الشعبي هو السلاح الأول في التغيير فمن هم القادة الذين يقودون هذا الحراك ويسخرون وعي 80‌% من الشعب العراقي لتعديل المسار وازالة الفساد والفاسدين.الوعي العراقي بفكره الجمعي لوحده غير كاف رغم أنه السلاح الأقوى والأمضى لابد من تحشيده وتسخيره وتنظيمه وزيادة ثقة الشعب بنفسه وبمقدرته الأكيدة على إزاحة الفساد بأعادة ثقة الناس بالمستقبل وإزاحة الباطل والظلم وإن السكوت و المقاطعة السلبية تمنح الفرصة المثالية للصوص والمزورين. وهذا هو واجب (المرجعيات الوطنية) وهي الوحيدة القادرة على فعل كل هذا. فمن هي هذه (المرجعيات الوطنية) التي تستطيع توعية وتحشيد الشعب ضد الفساد؟ المرجعيات هي التي تزرع الوعي الوطني وترعاه وتدافع عن الشعب العراقي وعن الحق وتحارب الباطل والظلم. فمن هم رعاة الحق؟ هم كل المرجعيات التي يرجع الشعب لها ويسمعها ويأتمر بأمرها وتتحمل مسؤولية الدفاع عن مصالح الشعب وجلب المنفعة له وإبعاده عن المفاسد بكل إشكالها وسكوتها عن الفساد جريمة متكاملة مع الفساد ومشاركة للمفسدين بل إن المرجعيات تستمد قوتها من الحق الذي تدافع عنه ومن مؤازرة الشعب لها وهي الأمانة العلمية التي إختارتها بعلميتها.

فمن هم مرجعيات الشعب العراقي الوطنية؟.

(المرجعية الدينية) هي أول المعنيين بذلك لأن اغلب ما جرى للعراق من مصائب وفساد وطائفية وتقسيم تم بأسم الدين ورموزه الدينية وتم الإساءة للعمامة بمختلف أشكالها حتى أصبحت رمز للفساد (وهي طبعاً بريئة) لذا فمن حق المرجعية الثورة على ذلك مرتين الأولى دفاعاً عن الدين والثانية دفاعاً عن الشعب وحقوقه المسلوبة من السراق الفاسدين النهي عن منكر الفساد. مع البيان أن هناك من المشعوذين من يصدر فتاوي الجهل ليشرعن الفساد وأن (أموال الدولة والبنوك مجهولة المالك) ومن هذه الخزعبلات بأسم الدين والدين منها براء!. ومن بعدها (المرجعيات الاكاديمية) المثقفة من عمداء الكليات ورؤساء الجامعات ومن هم بمستواهم من خبراء ودكاترة وبرفسورية وأساتذة ومحاضرين ومن يملكون المعرفة والمنزلة العلمية. وكذلك (المرجعيات الإجتماعية) التي تقود المكونات الإجتماعية من شيوخ العشائر والقبائل والمكونات الإجتماعية والذين ينضوي تحت إمرتهم الألوف من الناس يسمعوهم ويطيعوهم.

هذا واجب وطني لكل من ينتمي إلى العراق وإلى شعب العراق وحرام أن يسلم العراق غنيمة سائغة للقتلة والمجرمين والسراق والفاشلين أو الجهلة!.

على هذه المرجعيات قيادة الشعب بكل المجالات والوسائل والطرق لإستعادة هيبة العراق من الذين باعوا العراق سواء عن طريق الإنتخابات المشكوك في نزاهتها ومحاصرة المزورين وكشف التزوير ومراقبة الإنتخابات وإذا أقتضت الضرورة الإستعانة بالمراقبين الدوليين الذين رفض المزورين الإستعانة بهم سابقاً تحت إدعاء (عدم السماح بالتدخل الدولي وهي منظمات أممية) أو التظاهرات أو الإعتصامات أو الشكاوي في منظمات الأمم المتحدة والإرادة الدولية وتعرية كل من يريد بالعراق سوء من العراقيين الخونة ومن غير العراقيين ورصد الإنتهاكات لحقوق الإنسان ورصد وتوثيق الفساد والإنتهاكات لحقوق العراق والحفاظ على ثرواته وإرضه ومائه وحدوده وكل ذلك ليس ملكاً للحكومة أو لجهة محددة أو لطائفة أو دين بل هو العراق ملكاً للعراقيين الشرفاء ولتاريخه العريق. ومن أجل العراق والعراقيين لابد من إستعادة وحدة العراق وقوته وإستعادة وحدة العراقيين وقوتهم ومن أجل العراق لابد من الإقتصاص من السراق والطائفيين الذين يريدون إضعاف العراق ومن أجل إستعادة العراق الشامخ القوي الواحد من أجل العراق أرفضوا الفساد بقوة!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. Anonymous

    معلومات قيمة وتشخيص دقيق لمن كان له قلب أو القى السمع وهو شهيد...لك كل التقدير والاحترام

  2. Khattab

    رائع جداً

  3. محمد حميد رشيد

    من المرجعيات الجماهيرية النقابات والاتحادات المهنية والمثقفين والكتاب وكبار الأدباء والفنانين . لابد من قول الحق وازاحة السراق والفاسدين والارهابيين والمسلحين واستعادة الدولة والقانون القوة والسيادة

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: إنهم يصفقون !!

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

السيستاني والقوائم الانتخابية.. ردٌ على افتراء

العمودالثامن: إنهم يصفقون !!

 علي حسين كان الشاعر الزهاوي معروف بحبه للفكاهة والظرافة، وقد اعتاد أن يأخذ من زوجته صباح كل يوم نقوداً قبل أن يذهب إلى المقهى، ويحرص على أن تكون النقود "خردة" تضعها له الزوجة...
علي حسين

باليت المدى: على أريكة المتحف

 ستار كاووش ساعات النهار تمضي وسط قاعات متحف قصر الفنون في مدينة ليل، وأنا أتنقل بين اللوحات الملونة كمن يتنقل بين حدائق مليئة بالزهور، حتى وصلتُ الى صالة زاخرة بأعمال فناني القرن التاسع...
ستار كاووش

ماذا وراء التعجيل بإعلان " خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!!

د. كاظم المقدادي (3)ميزانية بائسةبعد جهود مضنية، دامت عامين، خصص مجلس الوزراء مبلغاً بائساً لتنفيذ البرنامج الوطني لإزالة التلوث الإشعاعي في عموم البلاد، وقال مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع في اَذار2023 إن وزارة...
د. كاظم المقدادي

السيستاني والقوائم الانتخابية.. ردٌ على افتراء

غالب حسن الشابندر منذ أن بدأت لعبة الديمقراطية في العراق بعد التغيير الحاصل سنة 2003 على يد قوات التحالف الدولي حيث أطيح بديكتاتورية صدام حسين ومكتب سماحة المرجع يؤكد مراراُ وتكراراً إن المرجع مع...
غالب حسن الشابندر
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram