بغداد/ المدى

يسعى مجلس النواب والجهات المختصة إلى تقليص "آفة المخدرات" التي استفحلت في العراق خاصة بين فئة الشباب، إذ تحولت البلاد من معبر للمخدرات إلى مستهلك في العقدين الأخيرين، حتى وصلت مراحل التعاطي والمتاجرة الى مراحل غير مسبوقة.

وتؤكد اللجنة العليا لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية أن هيئة المنافذ الحدودية لا تمتلك اجهزة لفحص المخدرات وتعمل بـ"قدرة قادر"، فيما تُشير المديرية العامة لشؤون المخدرات الى أن فئة الشباب والكسبة هم الاكثر تعاطيا، بعد اعتقال اكثر من 10 الاف متهم بالتعاطي خلال 8 اشهر.

ويقول رئيس اللجنة العليا لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية عدنان الجحيشي، إن "المخدرات أصبحت ارهابا صامتا يهدد البلاد"، مشيرا الى أن "وصول المخدرات الى المدارس والجامعات مؤشر خطير جدا".

وأضاف، أن "الاجهزة الامنية ضبطت زراعة للمخدرات في بعض المنازل"، مؤكدا أن "الحكومة تحركت بشكل جدي لمحاربة افة المخدرات".

وتابع الجحيشي، "لا يوجد غطاء قانوني لفحص المنتسبين في كل الوزارات"، مستدركا "نحتاج الى فحص الطلبة والمتقدمين على التعيينات بشكل عام".

ولفت إلى، أن "بغداد تمتلك مركزا لمعالجة المتعاطين بالمخدرات بعلاجات خاصة"، مشددا على "ضرورة توعية الشارع من مخاطر المخدرات".

وأشار عضو مجلس النواب إلى، أن "مكافحة المخدرات من مسؤولية الجميع ولا تقع على عاتق الداخلية وحدها"، مبينا أن "فحص المخدرات ينبغي ان يكون إجراء روتينيا".

وبين، أن "عصابات المخدرات تستغل (الدليفري) لنقل الممنوعات"، لافتا الى أن "هيئة المنافذ لا تمتلك اجهزة لفحص المخدرات وتعمل بقدرة قادر".

من جهته، يقول المتحدث باسم مديرية مكافحة المخدرات العقيد بلال صبحي: "القينا القبض على الالاف من المتاجرين بالمخدرات خلال الفترة الأخيرة"، مستدركا "نخوض حربا يومية وصعبة مع عصابات المواد الممنوعة".

وأضاف، أن "محاولات زراعة المخدرات في العراق كانت فاشلة"، مبينا أن "مديرية مكافحة المخدرات تعتمد على المعلومات الاستخبارية ومعلومات المواطنين في مكافحة المخدرات".

وأشار صبحي الى، "تفكيك شبكة كبيرة للمتاجرة بالمخدرات بتعاون أحد المواطنين"، مضيفا أن "بعض العصابات تستخدم القرآن الكريم وعوائلهم لتهريب المواد الممنوعة".

ولفت الى، أن "فئة الشباب والكسبة هم الاكثر تعاطيا للمواد الممنوعة"، مؤكدا "اعتقال أكثر من 10 الاف متهم بالتعاطي خلال 8 اشهر".

وأوضح المتحدث باسم مديرية مكافحة المخدرات، أن "بعض المواد الممنوعة التي ضبطت كانت معدة للتهريب وليس للاستهلاك الداخلي".

ومضى بالقول، إن "المخدرات استهدفت النساء بنسب بسيطة لكنها خطيرة"، مستردا "ضبطنا بعض حالات الترويج للمخدرات في مراكز التجميل".

وذكر صبحي أن "مديرية مكافحة المخدرات تتعامل مع ملف المخدرات من جوانب امنية واخرى توعوية"، مؤكدا أن "مكافحة المخدرات تحتاج الى تعاون من الجميع وخصوصا الأسرة".

وختم المتحدث باسم مديرية مكافحة المخدرات، بالقول إن "بعض الشباب من العوائل الراقية متورطين بتعاطي المخدرات"، لافتا الى أن "بعض منظمات المجتمع المدني تساعد في عمليات تثقيف المواطن".

وأعلنت وزارة الصحة، الخميس الماضي، إتلاف (614,782) قرص وأكثر من (50) كيلوغرام من المخدرات والمؤثرات العقلية في دائرة الطب العدلي بالعاصمة بغداد.

وفي كانون الثاني 2023 وجه وزير الداخلية عبد الأمير الشمري، بتأسيس قاعدة بيانات لشبكات تجارة المخدرات، في اجتماع موسع ضم مدير مكافحة المخدرات والمديريات في المحافظات، نبّه فيه على ضرورة تفعيل الجانب الاستخباري لملاحقة المتاجرين بالمخدرات وتنفيذ مذكرات القبض بحق تجار المخدرات والمروجين لها.