خليل جليليبدو ان المباراة التي قرر الاتحاد العراقي لكرة القدم إعادتها بين الجوية وكربلاء في الجولة الخامسة قبل الأخيرة من الدور النهائي لمسابقة الدوري بعدما توقفت في الدقيقة الخمسين من عمرها على ملعب الجوية بسبب أعمال شغب، ستثير جدلاً كبيراً ليس بسبب
الأحداث التي رافقتها والتي أصبحت ديدنا مؤلفاً لملاعبنا حيث يقف اتحاد الكرة عاجزاً عن وضع حد لها وحتى المؤسسة الرياضية المعنية بالأمر، وإنما بالطريقة التي اعتمد فيها الاتحاد على إعادة المباراة. فليس من المعقول والمنطقي أن تبتعد لجنة المسابقات عن لوائح ونصوص قانونية تعالج حالات عديدة تعترض المباريات عندما تجتاحها أعمال شغب وتلجأ لجنة المسابقات إلى الاعتماد على مبدأ التصويت داخل الاتحاد لتقرير مصير المباراة، حسب ما أشار إلى ذلك أمين سر نادي كربلاء محمد عباس الذي تطرق بهدوء إلى هذه الحالة الغريبة بقيام الاتحاد العراقي بإعادة المباراة كاملة وليس من الوقت الذي توقفت عنده بواسطة صفارة الحكم الدولي كاظم عبود الذي مازال موقفه غريباً ومثيراً للجدل أيضاً، عندما أوقف المباراة بعيدا عن إعطاء أية إشارة إلى مصير المباراة ما دفع لاعبي كربلاء إلى الخروج من الملعب بعد انصراف طاقم التحكيم لتبقى أجواء المباراة غامضة وقاتمة على أساس إنهائها عند هذه النتيجة التي يفترض ان تكون ملازمة. وهنا نتساءل مع لجنة المسابقات في الاتحاد العراقي لكرة القدم وعدد أعضائه الذين ساندوا مبدأ التصويت الداخلي لحسم أمر هذه المباراة،هل يصح ان تعاد المباراة كاملة أم منذ الوقت الذي توقفت عنده؟ نعتقد بان من باب الإنصاف ومثلما تشير اللوائح المعتمد عليها في كل مكان إن المباراة يفترض أن تعاد منذ لحظة وقفها. ونتساءل هنا أيضاً هل من مصلحة كربلاء وجمهور كربلاء إن تثار أعمال شغب في الوقت الذي كانت النتيجة تسير لمصلحته في الشوط الثاني من المباراة وان يكون طرفا في تلك الأعمال، برغم ان عددا قليلاً جداً حضر إلى هذه المباراة ولا يمكن باستطاعته أن يقدم على التأثير في أجوائها.هذه الأسئلة البسيطة لنا ثقة كاملة بان أي متابع لكرة القدم ومهما كانت مستويات درجات ثقافة كرة القدم عنده،باستطاعته ان يجد لها أجوبة حاضرة وواقعية ومنطقية وان يشير الى ما هو واقعي ومنصف للطريقة التي يفترض ان تعالج فيها مثل هذه الحالات. عموما نأمل من فريق كربلاء المكافح والمثابر ومدربه الطموح نبيل زكي الاستمرار بتكملة مشواره في دوري النخبة وخوض مباراته الأخيرة أمام دهوك على ملعب الأخير بعد غد الاثنين حتى لو جاءت كل أوجه الاحتمالات بعيدة عن تطلعاته وطموحاته أفضل مما يقال عنه في النهائية بأنه قرر الانسحاب من مباراة الجوية بعدما دبّ اليأس في صفوف الفريق، بل نريد ان يواصل مهمته برغم ما لحق به من ضرر كبير عبر خطوة فوجئتا بان الاتحاد يقدم عليها من دون ان يعطي أية مبررات تقنع هذا او ذاك. وإذا كان الاتحاد العراقي لكرة القدم ومن خلال ما أبدى احد مسؤوليه توقعا بان إصابة حكم المباراة كاظم عودة قد تسبب بها مشجع كربلائي حسب اتصاله بأمين سر نادي كربلاء، أراد ان يضع حدا لأعمال الشغب بإعادة المباراة من دون جمهور، فنعتقد بأنه قام بتصحيح خطأ بخطأ آخر بإعادة المباراة كاملة وهذا ليس من حق أي شخص ان يجتهد في مثل هذه الحالات، لكن فيما لو أراد هذا او ذاك ان تسير المباراة باتجاه آخر يضر بطرف وينفع طرفا آخر فهذا موقف لابد من ان يعود أصحابه لمراجعته كثيرا حتى لا تتراكم الأخطاء وتصبح خطوات عمل هذه اللجنة داخل الاتحاد وغيرها بعيدة عن كل ما يتصل باللوائح والأنظمة والقوانين. وإذا عمد الاتحاد إلى إعادة مباراة كربلاء والجوية واستكملها منذ الوقت الذي توقفت فيه هل يكون بعد ذلك باستطاعة نادي كربلاء ان يعترض وان لا يمتثل لقرارات الاتحاد؟، ببساطة شديدة نقول وبثقة كبيرة ان نادي كربلاء سيكون سباقا للامتثال الى هذه الخطوة، لكن ان يصار الى إعادة المباراة وهو محقق نتيجة طيبة الى ذلك الوقت الذي توقفت فيه المباراة فهنا يمكن لأي منصف ان يتلمس مدى الاجحاف الذي لحق به. عموماً ان كربلاء خسر مباراته بثلاثية نظيفة بقرار اتحادي صرف جاء على عجالة تصور احد المسؤولين الذي يتبوأ منصبا مهما فيه بان هذه العجالة ستنهي الجدل وكان مخطئا، لكنه لم يخسر مواقف التعاطف التي أحاطت بفريق كربلاء وهو يواجه ظلما واجحافا كبيرين، واذا خسر كربلاء بهذه الثلاثية المشكوك فيها في مناسبة ستلاحق الحكام ولجنة المسابقات على مدى مواسم عدة مقبلة، لكنه ربح موسما بتقديمه دروسا بالمكابرة والتغلب على الظروف الصعبة وقدم دروسا بالتحدي ومواجهة قساوة الدوري الغريب العجيب، الدوري الذي لا طعم له ولا رائحة أراد منه البعض في اتحاد الكرة ان يدفع الآخرون ثمن أخطائه.
وجهـــة نظـــــر ..بعيداً عن اللوائح والقوانين
نشر في: 20 أغسطس, 2010: 04:27 م