النجف – 964
أجرت شبكة 964 حواراً مع عينات من الجالية الإيرانية العاملة في مدينة النجف، حيث أفادوا أنهم يعملون في مجالات إبداعية مثل الإنشاءات المعقدة والديكور والمطابع الورقية والتجارية، وقد جاؤوا من مجتمعات ايرانية من القوميات الفارسية والعربية والتركية في إيران، وكانت أصعب مشاكلهم بعيداً عن السياسة، متمثلة بصعوبة إتقان اللغة العربية، ورغبة الزواج "الصعبة" بالعراقيات، حيث يقول لهم أقرباؤهم إن العراق "جنة".
محمد طه – من أبناء الجالية الإيرانية في النجف لشبكة 964: الكثير من الإيرانيين قدموا إلى النجف، ربما نحو 1000 عائلة منذ وصول العقوبات الدولية على طهران مرحلة الإيلام وتضخم الاقتصاد المهول، وأغلبهم فضلوا أن يدرسوا في الحوزة العلمية الدينية، ومع ذلك بقيت أعدادهم قليلة مقارنةً بغيرهم من الأجانب كالباكستانيين والهنود والسوريين، ومن يعملون في جنوبي العراق واقليم كردستان.
التواصل مع غيرنا من الإيرانيين أو الأجانب خارج حدود النجف شبه معدوم ولا يحدث إلا من خلال ظروف تستدعي التواصل مثل العمل.
لا أعلم كم هو حجم الجالية الإيرانية في النجف مقارنة بغيرنا من الجاليات، ونواجه الكثير من المشاكل بسبب تعقيدات العلاقة بين بلادنا والالتزامات الدولية في العراق.
يعاني الأغلبية الكبيرة من مشكلة اتقان اللهجة المحلية، ما يشكل عائقا كبيرا امامهم في الحصول على العمل، لذلك ينخرط أغلبهم بالدراسات الشرعية في الحوزة العلمية.
نشعر في النجف بمشاكل قومية وسياسية في بعض الاحيان وردة فعل الشارع تجاه المشاكل السياسية المتلاحقة مع ايران والسعودية والعراق وغيرها، وهذا ما ينعكس سلبا على الجالية هنا. أنا أحد الإيرانيين القلائل الذين يعملون في النجف وعملي هو في فن الديكور وتصميم المنازل حيث جئت إلى هنا مع عائلتي المتكونة من 7 أشخاص هرباً من الفقر في إيران.
اخترنا الاستقرار في مدينة النجف بالقرب من معارفي العراقيين وبالقرب من الإمام علي، وأنوي الزواج من امرأة نجفية بعد قراري بالاستقرار داخل المدينة، كما أن هناك الكثير من العراقيين تزوجوا من نساء إيرانيات، والمهم هو اشتراك المهارات الحياتية والتجارية. أجمل الأشياء التي نشعر بها ونحبها كثيراً هو عندما تقترب المناسبات الدينية مثل زيارة الأربعين حيث أن أغلبية أقاربنا يأتون من إيران ويحسدوننا على نعمة العيش في العراق، ونحن ننهمك كل سنة للخدمة في المواكب الحسينية، وزيارة الإمام الحسين.
علي رضا- من عرب الأهواز لشبكة 964: اخترت النجف لأنها مدينة سياحية ودينية في نفس الوقت، إذ هربت من الأهواز بسبب القيود في ايران، وقررت الاستقرار هنا وأنا أعمل في مطبعة بحي الحرفيين وسط المدينة.
لا أعلم حجم الجالية الإيرانية في النجف لأن التواصل جداً قليل بيننا حيث نميل إلى العرب أكثر من الإيرانيين ونشعر أن العراق هو بلدنا الأساسي.