اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > سياسية > القطار المعلق.. بين صمت حكومي وتشكيك شعبي

القطار المعلق.. بين صمت حكومي وتشكيك شعبي

نشر في: 23 سبتمبر, 2023: 11:51 م

 خاص/ المدى

أعلنت وزارة النقل، في بيان سابق عن اكتمال متطلبات مشروع قطار بغداد المعلق، وان تصاميم المشروع وكافة المتطلبات الخاصة بتنفيذها، قد أنجزت بشكل كامل، الا ان شكوك بدأت تحوم حول مدى حقيقة المشروع وبقاءه حبيس الدوائر الحكومية بسبب بعض التداخلات والمشاكل الإدارية والفنية والقانونية منذ توقيع العقد مع شركة "الستوم" الفرنسية التي وضعت تصاميمه عام 2013 وحتى عام 2020.

ورحب سكان العاصمة العراقية بغداد التي يقطنها 9 ملايين شخص، بمشروع القطار المعلق لسنوات عدة مرت دون تنفيذه، بعد ان وضعت تصاميمه احدى الشركات الفرنسية على الأوراق لتكون بعدها حبيسة الأدراج، حتى بات اشبه بالأحلام الوردية.فيما رآه مختصون انه مشروع غير حقيقي لدولة مليئة بالمشاكل وخاصة البنية التحتية المتهالكة فيها.

واقع أم حلم

وزارة النقل اكدت في بيانها ان، مشروع القطار المعلق بانتظار إطلاق التخصيصات المالية، لدعوة الشركات الأجنبية المتخصصة والتفاوض معها، لإحالة المشروع على إحداها، والتعاقد معها على التنفيذ والبناء والتجهيز بحسب الضوابط والتعليمات الحكومية النافذة.

وقالت أيضا، انه تمت إقامة الدعاوى القضائية الخاصة لدى المحاكم المختصة (في الكاظمية والأعظمية) لغرض استملاك الأراضي والمباني المتعارضة مع المشروع، مبينة، أن الوزارة بانتظار إطلاق التخصيصات المالية الخاصة بالمشروع بعد إدراجه ضمن مشاريع الوزارة في موازنة العام 2023، لغرض المباشرة بنقل وتحويل الخدمات الخاصة بالبنية التحتية المتعارضة مع مسار المحطات.

ومن المقرر أن يمر المشروع على جانبي الرصافة والكرخ بمسافة 30 كم، ويتضمن بناء 14 محطة تبدأ من منطقة الشعب مرورا بالمستنصرية ومن ثم العطيفية ومطار المثنى وتنتهي بمنطقة العلاوي التي تعتبر المحطة النهائية له فهل سيتحقق هذا الحلم الذي سيخلص العراقيين من طوابير السيارات وفوضى الزحامات اليومية.

إرادة سياسية

المحلل الاقتصادي عبد الرحمن الشيخلي يبين لـ(المدى)، انه "بالرغم من ان الموضوع فيه جنبة اقتصادية لكنه يتعلق بإرادة سياسية، وهناك فرق بين الإرادة السياسية والاقتصادية، وقد تكون هناك ارادة اقتصادية ورغبة اقتصادية وحتى مستلزمات هكذا مشروع متوفرة اقتصاديا، لكن الرغبة السياسية، والمناكفات السياسية بين الاطراف المتحكمة قد تعيق هكذا مشروع، وذلك بسبب الاختلاف بوجهات النظر اذ ان اغلب القوى السياسية تتقاطع افكارهم اذ ما تعلق الامر بمشروع كبير مثل مشروع القطار المعلق".

يضيف الشيخلي، ان "مشروع القطار المعلق له الأولوية، على مشروع ربط السكك الحديدية من الشلامجة الى البصرة وصعوبة تنفيذ الاخير بسبب انه سوف يمر بمناطق مليئة بالمقذوفات الحربية والالغام، ويحتاج الى تنظيف وهذه كلفة اضافية الى عملية تعويض مالكي الارض الحقيقيين، لكن التأثير الخارجي والرغبة السياسية موجودة فقد تم وضع حجر الاساس لهذا المشروع بالرغم من عدم قناعة السيد السوداني عن المشروع في السابق وكان ذلك قبل ان يتسنم مهام عمله كرئيس لمجلس الوزراء".

ويؤكد المحلل الاقتصادي ان "مشروع مثل هكذا ضروري من الناحية الاقتصادية، وبالتالي سيغطي كلفته حتى لو لم يسلم لمستثمر فالأجور التي سيدفعها المستخدم ستسد نفقته خلال ٥ سنوات".

معضلة وأمل

مختصون اقتصاديون لفتوا الى أن هناك مشكلة أساسية في تصميم المشروع، فبعض المناطق التي يمر بها بناها التحتية متهالكة (الماء، الصرف الصحي) وبالتالي عند وضع أساسات أعمدة السكة المعلقة ربما ستحدث تخسفات تعرقل المضي بتنفيذ المشروع وتؤدي إلى مشاكل في شبكات الماء والصرف الصحي".

بينما بين سائق سيارة الأجرة سليم الخزرجي، انه يقضي ساعات وهو يقبع في دوامة الزحام في العاصمة بغداد، فحسب قوله "اننا الان في نهاية النهار، وبسبب الزحامات المستمرة عطلت عملي كسائق سيارة للأجرة".

اما الطالب ياسر محمد فقد حمل هم الذهاب الى جامعته قبل ان يبدأ العام الدراسي الجديد، ويؤكد لـ(المدى)، انه "بالرغم من ان مشروع القطار المعلق بعيد المنال، الا انني أتمنى تنفيذه بأسرع وقت ممكن لخلاصنا من هذه المعضلة التي تسمى (الزحامات)".

يشار الى ان مشروع القطار المعلق قد عرضه العراق للاستثمار الأجنبي في مؤتمر الكويت الذي عقد حينذاك لإعمار العراق في عام 2018، إلا أن المشروع لم يثر شهية الشركات العالمية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

مقالات ذات صلة

الهجمات الجديدة على عين الأسد
سياسية

الهجمات الجديدة على عين الأسد "بلا توقيع".. ما الهدف والانسحاب الأمريكي وشيك؟!

بغداد/ تميم الحسنبدأت عمليات استهداف جديدة على القواعد الامريكية "بلا راعي رسمي" حتى الان، في وقت تشهد قضية انسحاب قوات التحالف من العراق التباساً شديداً.يوم الخميس، كان هناك هجوم بعدة صواريخ على معسكر عين...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram