بغداد / نورا خالدنحتاج للارتقاء بثقافة الطفل في العراق لأنه اللبنة الأولى في بناء وإعلاء صرح الثقافة العراقية في العقود القادمة، فهل ان اطلاق فضائية عراقية للأطفال هو أحد سبل الارتقاء بالطفل؟ توجهنا بهذا السؤال الى عدد من المختصين في مجال الطفل وكان هذا الموضوع:
د / شفيق المهدي أجابنا عن هذا السؤال قائلاً: كل الأحداث التي مرت بالعراق اثرت سلباً على تفكير الطفل وسلوكياته،فالطفل العراقي ومنذ العهد السابق، خضع لعمليات غسيل دماغ، وأدت نتائج زج الطلاب الى مركز الفتوة والطلائع ومن ثم دخولهم الحرب العراقية الإيرانية، بوصفهم أجساداً تذهب لتنتحر هناك تحت مسميات الأمة الخالدة وتحرير القدس وغيرها من المسميات الاخرى، هزيمة ثلاثة أجيال الفتوة والطلائع والعسكرة، بعدها جاءت مرحلة الحواسم والسرقة وهكذا، اذن هذا الطفل نموذج مسكين للطفل بكل المعايير. وأضاف المهدي: الطفل العراقي بلا طفولة، فخلال 45 سنة تروج الحكومة لألعاب واسلحة فتاكة،فالمجتمع العراقي أصبح هشاً ورخواً والطلاب في المدارس يمارسون النكتة على مدرساتهم فلا يوجد برنامج حقيقي للطفل، فلا الديكتاتورية قدمت حلاً للطفل العراقي ولا مجتمع الديمقراطية قدم له ذلك،، الفضائية حل لكنه ناقص، لأنه لا توجد هنالك أم تعي وتراقب وقت وزمن المشاهدة وعمرها. د/ حسين علي هارف كان له رأي في الموضوع اذ قال: أننا بأمس الحاجة الى حاضنة ثقافية كبرى تساعد في تحقيق الاتصال الثقافي للطفل وهذه الحاضنة هي (قناة فضائية).ان إطلاق مثل هكذا فضائية من شأنه ان يسحب الطفل العراقي من تأثيرات الفضائيات الأخرى التي يضطر لمتابعتها، ذلك ان للطفل العراقي في هذه الظروف الاستثنائية (الساخنة والضاغطة) خصوصية في الذي يحتاجه على المستوى المعرفي والنفسي، إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار تعرض هذا الطفل لضغوطات نفسية واجتماعية تحاول تشويش الصورة لديه وربما تعمل على إعاقة تقدمه وتطوره ونموه نفسيا ووجدانيا بالشكل الصحيح.واعتقد أننا في العراق نمتلك الإمكانيات المادية والبشرية التي تساعد في إطلاق مثل هكذا فضائية ولا يحتاج الأمر منا أكثر من دعم حكومي يتمثل بتوفير التقنيات والأجهزة والاستوديوهات. مدير عام دار ثقافة الأطفال حبيب ظاهر العباس تحدث عن الموضوع قائلاً: فتح قناة فضائية خاصة بالأطفال في العراق ضرورة ملحة جداً، لأن التلفزيون من أهم الوسائل التثقيفية التي يتم من خلالها طرح مبادئ وفنون تتناسب مع الطفل العراقي، لذلك فهذا الموضوع ذو اهمية ثقافية وتربوية وفنية واجتماعية، كما ان المادة الثقافية والإعلامية موجودة للطفل العراقي ولا ينقصنا سوى البحث والدراسة ومن ثم إطلاق الفضائية. واخيراً علقت د/ فاتن الجراح عن الموضوع قائلة: الطفل العراقي له خصوصية نتيجة الظروف غير الطبيعية التي مر ويمر بها فعموم الوضع الاجتماعي الناتج عن تردي الوضع السياسي أدى الى الإجحاف بحق الطفل العراقي، كما جعل انتشار حالات اجتماعية بينت عدم قدرة الدولة على معالجة هذه الحالة التي باتت أكبر منها. لذلك فمن المهم العناية بثقافة الطفل وتعليمه ويمكننا تلخيصها بوجود الفضائية التي تساعد على حل مثل هذه المشاكل فالطفل العراقي بحاجة الى برامج بعيدة عن العنف الذي عاشه ولا يزال لنحقق الهدف المرجو منها.
هـل من ضرورة لها؟مختصون.. أطلاق فضائية عراقية للأطفال ضرورة ملحة
نشر في: 20 أغسطس, 2010: 05:31 م