المدى/جليل الغزي
أكثر من ألف وثلاثمائة مصاب بأمراض الدم في بابل يتعالجون في مركز لا تتجاوز سعته السريرية الـ20 سريرا بينما عملت إدارة المركز على وضع 40 سريرا لاستيعاب أكبر عدد من المراجعين بعد أن استخدمت الممرات لوضع الأسرّة.
المركز استخدم بناية قديمة في مستشفى بابل للاطفال كانت تستخدم سابقا كورشة فنية لتصليح المعدات داخل المستشفى، فالبناية متهالكة جدا ولا تصلح لأن تكون مركزا لأمراض الدم الوراثية.
وتقول الدكتورة وداد العبادي مديرة مركز أمراض الدم الوراثية في بابل لـ(المدى) إن "المركز افتتح عام 1994 حينما كانت المحافظة تحوي 50 مريضا بأمراض الدم فقط في حين تصل إعداد المرضى حالياً إلى 1300 مصاب بفقر الدم الوراثي (الثلاسيميا) اضافة إلى عدد آخر من المصابين بأمراض الدم الأخرى الذين يقدر عددهم بـ300 مريض".
وأشارت إلى أن "المركز يقدم خدمات علاجية كاملة من قبل الفحص المختبري وتوفير قناني الدم والعلاجات الأخرى التي يحتاجها المصابون بهذه الأمراض الا ان بناية المركز غير مؤهلة لاستيعاب الأعداد".
واضافت مديرة المركز أن "البناية قديمة ومتهالكة وتحوي الكثير من التشققات في الجدران الداخلية والكادر يتخوف من انهيارها في أية لحظة خاصة خلال فصل الشتاء وهطول الأمطار".
ويشكو المراجعون لمركز أمراض الدم الوراثية من مشكلة ضيق المكان خاصة خلال أوقات أخذ الدم للمصابين إذ يشترك المرضى في المكان الواحد بواقع ثلاثة مرضى على سرير واحد.
نورس النعيمي والد احد المريضات يقول لـ(المدى) إن "الوضع داخل المركز محرج في ظل استخدام الممرات لمعالجة المرضى وتحديدا شريحة النساء إذ يكون وضعهن محرجا اثناء أخذ الدم وتكون المريضة ممددة على السرير".
مسؤول شعبة المختبر في المركز كريم حمادي يؤكد لـ(المدى) أن "المكان غير مناسب للعمل في ظل تخصيص غرفة صغيرة للمختبر مع وجود أكثر من 16 موظف اضافة الى أن البناية متشققة وتتسرب من خلالها مياه الأمطار".
ولفت إلى أنه "العام الماضي تعرضت بعض الأجهزة للتلف وبعضها اصبحت خطرة بفعل الرطوبة وتسرب التيار الكهربائي إلى الأجهزة".
وتابع أن "الكادر يتخوف من انهيار البناية في أية لحظة خاصة خلال الرياح القوية في فصل الشتاء".
وتؤكد إدارة مركز أمراض الدم الوراثية أن أعداد المصابين بتزايد في ظل عدم الاهتمام بالفحوصات اللأزمة للشباب قبل الزواج إذ أن بعضهم يكون حاملا للصفة الوراثية ما يرجح إصابة أحد الأطفال بالمرض.
واوضحت إدارة المركز ايضا ان لجنة وزارية من وزارة الصحة بينت في تقرير لها أن المركز غير مؤهل للعمل من الناحية الفنية والصحية وأنها بصدد إنشاء مركز جديد.
مركز أمراض الدم الوراثية في المحافظة متهالك ولا يسع للمرضى ويتخوف الكادر من انهياره في لحظة خاصة خلال أيام الشتاء وهطول الأمطار..
المركز يوفر الفحوصات اللازمة للمصابين ويجهزهم بكميات الدم التي يحتاجونها اضافة الى العلاجات الأخرى.. لكن المصابين يشكون من ضيق المكان في ظل زيادة أعدادهم بسبب عدم الالتزام بالفحوصات المطلوبة قبل الزواج.
ويؤكد مختصون أن على الأهالي التأكد من أبنائهم قبل الزواج من خلال الفحوصات الطبية التي من خلالها يتم التأكد من عدم وجود الصفة الوراثية لأمراض الدم في أحد الزوجين أو كليهما للحد من تزايد أعداد المصابين.