جيل باري
ترجمة: عدوية الهلالي
يراهن جو بايدن على سجله الاقتصادي لإقناع الناخبين في انتخابات عام 2024. لكن هل هذا السجل إيجابي إلى هذا الحد؟ وهل هناك حقا ما يدعو للتفاخر؟
عادة، يتم استخدام "النجاحات" الاقتصادية للرئيس في حملته الانتخابية لإعادة انتخابه أو انتخاب الشخص الذي يخلفه، وقد فعل ترامب ذلك في عام 2020، عندما جعل الولايات المتحدة مصدرًا صافيًا للنفط لأول مرة منذ 75 عامًا. ويحاول جو بايدن الآن نفس الشيء في عام 2024. وعلى جميع المنصات، يحاول هو وحلفاؤه الترويج لاقتصاده باعتباره النقطة القوية التي يجب أن تسحر الناخبين إلى درجة منحه ولاية ثانية وأخيرة.
بادئ ذي بدء، يواجه فريق بايدن عملاً صعبًا في الترويج لاقتصاديات بايدن. وعندما سئلوا مباشرة عن رأيهم في إدارته للاقتصاد، فإن 64% منهم كانواغيرواثقين.وفي حزبهم،بالكاد يتمتع ربعهم بثقة قوية في إدارتهم.
ولايمكننا أن نلوم الناخبين على شكوكهم الكبيرة، فنظرة سريعة على البيانات الاقتصادية تظهر أن الديمقراطيين سيسجلون صعوداً حاداً للغاية فقد زادت الرواتب بالفعل منذ الوباء بنسبة 16.8% منذ آذار 2020. ولكن، لسوء الحظ، انخفضت الأجور المحصلة لأن التضخم مابين2020-2023 كان 17.9% - وربما أكثر.
وفي وقت مبكر من أيار عام2021، أكد بنك الاحتياطي الفيدرالي وإدارة بايدن أن التضخم سيكون "مؤقتا"، و"عابرا". ثم قيل إن التضخم أمر جيد، على عكس ما قد يعتقده المرء! وهو الأمر الذي قاد إلى اكتشاف أكاذيب بايدن. فقد تعهدت إدارة بايدن بتدمير ما يجعل حياة الأمريكيين مريحة، من خلال البيروقراطية إذا لزم الأمر، بينما تتظاهر بعدم القيام بذلك.
باختصار، فإن الأشخاص الوحيدين الذين يجب أن يفضحوا اقتصاد بايدن بشكل كامل هم الجمهوريون. وإذا كان بوسعهم أن يتمتعوا بمنصة اقتصادية قوية ــ وليس مجرد الشكوى من فساد بايدن المزعوم ــ فسوف يكون بوسعهم وقف هذه القوة المدمرة.
وبينما أعلن رئيس الولايات المتحدة جو بايدن للتو، وهو في الثمانين من عمره، ترشحه لولاية ثانية في عام 2024، فماهو التقييم الذي يمكن أن نستخلصه من سلوكياته بعد ثلاث سنوات قضاها في البيت الأبيض؟لقد أعلن بايدن خلال حفل تنصيبه عام 2021قائلا: "هدفي الوحيد هوتوحيد أمريكا". ولكن هل حققه الرئيس الديمقراطي؟ فلازال التضخم يضرب الأسر الأميركية بشدة. ومع ذلك، بدأت الأسعار في الاستقرار مع بداية عام 2023. وهنالك نقطة ضعف أخرى في سجل بايدن وهي (عدم المساواة) فهي بالفعل الأعلى بين جميع البلدان المتقدمة، وقد زادت منذ عام 2021 في الولايات المتحدة، لأول مرة منذ عشر سنوات.
وخلال حملته الانتخابية لعام 2020، وعد جو بايدن بحظر بيع البنادق الهجومية. ومع ذلك، فقد فشل، حيث واجه إحجام الكونجرس الذي تأثر إلى حد كبير بجماعة ضغط السلاح القوية، اماعلى الجبهة البيئية،فقد انضمت الولايات المتحدة مرة أخرى إلى اتفاق باريس للمناخ، بعد خروجها منه في عهد رئاسة دونالد ترامب. كما صوت جو بايدن لصالح الاستثمارات الضخمة في مجال تحول الطاقة والتنقل الأخضر.
وعلى صعيد السياسة الخارجية،اتسمت ولاية جو بايدن بانسحاب فوضوي من أفغانستان، وهو ما أثر على العالم أجمع. وبعد الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط 2022عام، برزت الولايات المتحدة لدعمها الشامل للدولة التي تعرضت للهجوم، ومنحت أوكرانيا المساعدات الاقتصادية والأسلحة والذخيرة.
وخلال الحملة الرئاسية المقبلة، سيتعين على الرئيس الديمقراطي أن يواجه عقبة عمره، كما إن عزل رئيس الولايات المتحدة من قبل مجلس النواب في الكونغرس سيصبح ممارسة سنوية، مثل اعتماد الميزانية الفيدرالية أو رفع سقف الديون إذ كان افتتاح إجراءات عزل رسمية ضد جو بايدن من قبل المتحدث الجمهوري كيفن مكارثي في 12 ايلول هو في الواقع الثالث خلال أربع سنوات، بعد العمليتين اللتين استهدفتا دونالد ترامب في عامي 2019 و2021..
إن استراتيجية المضايقة هذه التي فرضتها أقلية ترامبية متطرفة على رئيس منتخب بشكل سيئ في كانون الثاني، في الجولة الخامسة عشرة من التصويت، لا تشكل في الوقت الحالي الخطر الأكبر الذي يهدد جو بايدن، ففي عمر الثمانين، يدرك أكبر رئيس في تاريخ الولايات المتحدة (العميد السابق كان رونالد ريجان، الذي غادر البيت الأبيض قبل أن يصبح في الثمانينات من عمره) أن أدنى ضعف في الأداء العام سوف يصبح الآن موضوعاً لتعليقات شاملة. وقد كان منهكا جدا في المؤتمر الصحفي الأخير الذي عقده في هانوي، في أعقاب قمة مجموعة العشرين، وهو بمثابة نذيرسيء.
ما الذي يقنع الناخبين الأميركيين إذن؟ من المقرر أن تجرى الانتخابات الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة في الخامس من تشرين الثاني 2024. وقد تبدو هذه الانتخابات وكأنها مباراة العودة، حيث أعلن الرئيس السابق دونالد ترامب أيضا عن نيته الترشح. وبحسب استطلاع أجرته مؤسسة إبسوس ونشر عام 2022، تصل نسبة شعبية جو بايدن إلى 43% فقط.
محلل سياسي
