اعداد/ كريم الحمداني النجف الأشرف مدينة تاريخية مقدّسة، وحاضرة علمية ودينية عريقة ، نشأت حول مرقد الإمام عليّ عليه السلام في ظهر الكوفة عند إظهاره في أواخر القرن الثاني، ثمّ ورثت الكوفة مكانةً وسكاناً، وهي اليوم إحدى كبريات المدن العراقية.
تقع مدينة النجف على حافة الهضبة الصحراوية الغربية من العراق جنوب غربي بغداد على بعد 160كم.... يحدّ مدينة النجف من الغرب منخفض بحر النجف متصلاً بناحية الشبكة وبالحدود السعودية، ومن الجنوب والجنوب الغربي مدينتا الحيرة وأبي صخير على بعد 18كم، ومن الشرق الكوفة، ويبعد مسجدها (المركز) بـ 10كم … ويحدّها من الشمال ناحية الحيدرية (خان الحماد) على بعد 30كم … وتبلغ مساحة مدينة النجف 1328كم.. أمّا حدودها الإدارية كمحافظة فهي كالتالي: من الغرب والشمال الغربي المملكة العربية السعودية ومحافظة الأنبار، ومن الشمال الشرقي محافظة كربلاء، وبين الشرق والجنوب الشرقي محافظتا بابل والقادسية.وتتألف من ثلاثة أقضية وسبع نواح وتبلغ مساحتها 494/27كم.. ولا يعنينا الحديث عنها في حديثنا عن تاريخ المدينة. أسماؤها ومناشئها: للنجف عدد من الأسماء أخذت من الموقع والواقع ، فأسم النجف عند أهل اللغة يعني التل والمكان الذي لا يعلوه الماء المستطيل المنقاد. قالوا: والنجف بظهر الكوفة كالمسناة تمنع ماء السيل أن يعلو منازل الكوفة ومقابرها.ومن أسمائها الغري: وهو الحَسِن من كلّ شيء. والغري أيضا: المطلي بالغراء، مفردها الغريان: وهما بناءان كالصومعتين مشهوران بظهر الكوفة بناهما بعض ملوك الحيرة أمثال (المنذر بن ماء السماء) قال الحموي: ويجوز أن يكون اسم الغري مأخوذاً من كلّ واحد من هذين.وللنجف عدة أسماء أُخرى منها: المشهد ، وهو ما ذكره ابن جبير وابن بطوطة في رحلتيهما، وهو تسمية للكلّ باسم البعض الأظهر والأشرف فيها، وهو مشهد القبر المقدس، وما زال هذا الاسم متداولاً حتّى الآن لدى سكانها، فيقال: مشهدي في النسبة، والمشاهدة.. وللنجف الموقع أسماء أُخرى منها ما كان معروفاً تأريخياً، ومنها ما ورد في أحاديث الأئمة من أهل البيت عليهم السلام كـ: بانقيا، والجودى(4) والغربي، واللسان، والربوة، والطور، وظهر الكوفة. تاريخها ما قبل الإسلام، وما قبل التمصير: ورد في أخبار الأئمة من أهل البيت عليهم السلام: أنّ في بقعة النجف قبري آدم ونوح عليهما السلام، وإنّ الإمام دفن عندهما بإعلامه ووصيته، وأنّ فيها أيضاً وعلى مسافة 1كم قبري هود وصالح، وأنّ مرتفعهما بقايا جبل قديم هو جبل الذي قصده ابن نوح في قوله تعالى: (سآوي إلى جبل يعصمني من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله).وكان متصلاً بالشام فانهار الجبل وساخ.. ووردت أخبار أُخرى لم يتحقق من صحتها من الخارج والداخل ولكن مضمونها واحد هو التأشير إلى قدّسية هذه البقعة وشرفها قديماً.والنجف الأشرف مدينة مقدسة ومركز مهم من مراكز العلم والزيارة وحاضرة الفكر الإسلامي خرّجت أجيالاً من العلماء والفقهاء وأصحاب الفكر الذين لا تزال آثارهم وأعمالهم تملأ مشارق الأرض ومغاربها وقد سمّيت بهذا الاسم لارتفاع موضعها وكونها كالمسناة لما حولها من المواضع وقيل إنه كان فيها بحر يقال له: (ني) ثم جف فقيل (ني جف) ثم خففت فصارت نجف وكذلك تسمى الغري نسبة إلى الغريين. وهي مدفن قبل أن تكون مسكناً لما ورد في جملة من الآثار من أن عذاب البرزخ يخفف عن المدفونين فيها وأن المبيت فيها عبادة كما ورد عن الإمام زين العابدين(عليه السلام). وقد اكتسبت أهمية عظيمة ونالت شرفاً لا يطاول بما ضمت من جسد أفضل شخصية عرفها التأريخ بعد رسول الله ألا وهو مولانا أمير المؤمنين(عليه السلام) كما زادها شرفاً وجود مشاهد ومواضع مشرفة لبعض الأنبياء والأئمة الطاهرين وبعض الصلحاء والموالين لأهل البيت ونوجز في ما يلي أسماء المراقد والمشاهد المشرفة وهي:مرقد الإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام) مرقد الإمام أمير المؤمنين ووصي رسول الله وباب مدينة علمه إمام المتقين ويعسوب الموحدين وأبي الأئمة الطاهرين ووصي المصطفى الامام المرتضى أبي السبطين الصديق الأكبر مولانا علي ابن أبي طالب(عليه السلام).مرقد آدم ونوح (عليهما السّلام)ورد في كتب الزيارات عند زيارة أمير المؤمنين عليه السّلام هذه العبارة: (السّلام عليك وعلى ضجيعَيك آدمَ ونوح..) مما يدل على أنّ آدم ونوحاً مدفونان داخل الروضة المطهرة إلى جانب الإمام عليه السّلام. وقد تقدّم أن ابن بطّوطة الذي زار النجف سنة (720) هـ لما دخل الروضة وجد ثلاثة قبور، يقال: إنّ أحدها قبر الإمام عليّ عليه السّلام، والآخران قبرا آدم ونوح عليهما السّلام. وذكر الرحّالة سيدي علي التركي في كتابه (مرآة الممالك) أنّه زار سنة 961 هـ آدم ونوحاً وشمعون عليهم السّلام في النجف، بعد ما زار الإمام المرتضى عليه السّلام.مرقد نبيّي الله هــود وصالحالثالث: جارا الإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام) نبي الله هود ونبي الله صالح:rnمقبرة وادي السلاموهي أكبر مقبرة في العالم وأكثرها تنوعا في أصول رفاتها، حيث دفن فيها شيعة من مختلف أنحاء العالم كانت تسمى سابقا بـ(الغريرية) لكنها الآن تسمى مقبرة وا
مدن مقدسة ..النجف الأشرف.. مدينة القداسة والعلم والتاريخ
نشر في: 20 أغسطس, 2010: 06:49 م